(1850 -1893 ) 
بقلم /ماجد كامل 
لقب الأديب الفرنسي العالمي "جي دي موباسان" (1850 -1893 ) بلقب رائد القصة القصيرة في العالم ؛ ولقد أعتمد في قصصه القصيرة علي تكنيك معين يقوم علي مفاجأة القاريء بنهاية غير متوقعة لم تكن في الحسبان  مما تؤدي إلي شعور  القاريء بنوع من الصدمة من هول المفاجأة ؛ ولعل في قصة العقد نموذج  مجسم يبرز هذا التكنيك جيدا . وتحكي القصة بإختصار  عن  سيدة  فقيرة تدعي "مدام لوازيل"  وهي بالرغم من فقرها كانت تتمتع بقدر  كبير جدا من الجمال ؛
 
وكانت تتطلع أن تسكن القصور وتلبس أجمل الملابس والمجوهرات ؛ ولكنها تزوجت بموظف صغير وسكنت في مسكن بسيط ومتواضع ؛ وكانت لها صديقة غنية كانت تسكن معها اثناء الدراسة في المدرسة الداخلية ؛ ولكنها كانت ترفض زيارتها لأنها كانت  تغير منها عندما تري منزلها الضخم ومجوهراتها  الفاخرة التي لا قبل لأمرأة بسيطة مثلها  بشرائها ؛ وذات مساء أقبل زوجها الي المنزل فرحا سعيدا إذ تلقي دعوة من السيد الوزير لحضور حفلة ساهرة هو وزوجته ؛ فسألته (ولكن ليس عندي ملابس لائقة لهذا الحفل ) فوعدها بشراء فستان جميل تحضر به الإحتفال ؛ فقالت ( حسنا جدا ؛ولكن  أين العقد المناسب لحضور الحفل ؟)
 
فأشار عليها بالذهاب الي صديقتها الغنية منذ الطفولة  وتستلف منها عقدا مناسبا تحضر به الإحتفال ثم ترده اليها بعد ذلك ؛ فرحت "مدام لوازيل" جدا لهذا الأقتراح ؛ وذهبت الي صديقتها واقترضت منها عقدا جميلا من الماس ؛ وحضرت الحفل ؛ وعند عودتها الي المنزل اكتشقت فجأة ضياع العقد الذي اقترضته من صديقتها وفشلت  كل السبل في العثور عليه ؛ فسارت مع زوجها من صائغ الي صائغ بحثا عن عقد اخر يشبه العقد الذي ضاع ترده به الي صاحبته ؛ حتي عثرت علي عقد يشبهه كثيرا وسألت الصائغ (ما ثمنه ؟)
 
أجاب (أربعون ألف فرنك ؛ ولكني إكراما لك ولظروفك المادية الصعبة أبيعه لك بستة وثلاثين الف فرنك فقط) ؛ أسقط في يدها ويد زوجها من أين لها تدبير هذا المبلغ الضخم وهي لا تملك من حطام  الدنيا  شيئا ؟؛
 
فباعت هي وزوجها كل ما يملكون ؛ وأخذت تدور حول الصيارفة والمرابون والمقرضون تحاول تدبير المبلغ بأي طريقة حتي أستطاعت  أخيرا  لم أشتات المبلغ أشترت  به العقد وردته الي صاحبته ؛ ثم سخرت نفسها هي وزجها المسكين للوفاء بالقروض التي اقترضتها لتدبير المبلغ ؛ وأخذت  تعمل  في خدمة البيوت تغسل وتمسح الأرض وتلطخ يديها و تطمس جمالها وظلت علي هذا الحال حوالي عشر سنوات وذات يوم من أحد الأيام كانت مدام لوازيل تسير في احد الشوارع وفجأة لمحت صديقتها التي أستلفت منها العقد ؛
 
فسلمت عليها ولكنها لم تعرفها فسألتها ( من أنت ؟) أجابت ( ألا تعرفيني أنا صديقة الطفولة  مدام لوازيل )   فسألتها ( وما الذي غير شكلك هكذا ؟ ) أجابت ( لقد أصابتني ظروف صعبة  جدا في السنوات الأخيرة وكل هذا بسببك أنت  ) أجابت في دهشة ( بسببي أنا  .
 
  لماذا  ؟) قالت ( لقد أضعت العقد الذي أستعرته منك فأضطررت الي شراء عقدا آخر يشبهه  وظللت أفي بثمنه عشر سنوات كاملة ) دهشت صديقتها جدا من هذا الأمر وقالت لها ( ولكن لماذا لم تخبريني ؟ فالعقد لم يكن إلا فالصو ولا يساوي أكثر من خمسائة فرنك علي أكثر تقدير )