محمد يونس

 .(( إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب )) كان المقدم يوسف عياد - قائدى في الجيش - يضع هذه المقولة المأخوذة عن نيتشه على مكتبه ، بحيث يقرأها أى جالس مواجها له .

 وكانت تستفزنى لأنها توحى بأننا نعيش فى غابة ، والآن  مع الدولة فاقدة الهوية  التي نعيش في ظلالها ..و التي ليست مجتمع البداوة الذى إستمر للقرن الثامن عشر ..و ليست مجتمع الحداثةو العلوم و الفلسفة الذى ظهرت بشائرة في القرن التاسع عشر ..أتذكر هذه العبارة وارى انه قد اصبحنا فى الزمن المناسب لتداولها وللتحذير من هؤلاء الضوارى الذين يعيشون بيننا ويريدون تقويض الأسس الحضارية ، التى كافح الأجداد والاباء لترسيتها ..ويخططون للعودة بنا الى ظلمات القرون الوسطى.. 
 
هل اللغة العربية .. هي لغة الأم عند الأطفال .. أم أننا نتعلمها كلغة أجنبية .. بمعني  هل مطلوب من الاسرة أن تتحدث بالفصحي  لتصبح هي اللغة الاصلية لدى الطفل .. أم أن يتعلم الطفل باللغة التي يتكلمها .. ليستوعب ما يتعلمه 
 
هل أطفال إنجلترا يتعلمون بلغة العصر الفيكتورى  أم يبسطون لهم مسرحيات شكسبير لتكون مفهومة لديهم هل الكتاب المقدس الذى بيد الإنجليزى هو الكتاب الأصلي أم أعيد ترجمته عدة مرات ليتناسب مع الأجيال المتتالية 
 
هذه الكائنات التي تحاول أن تمسخ المصريين  بإجبارهم علي تعلم لغة أجنبية (عربية فصحي ) لم تعد تستعمل  ..لا يعرفون حجم الكارثة التي يتسببون فيها ..
أنصاف متعلمين حتي لو كان دكتور أو مهندس .. ينقصهم الذكاء الإجتماعي .. و المعرفة .. يريدون أن يجبروننا علي مقاطعة العلوم الحديثة ..و الإكتفاء بما قاله الأقدمون .. بان السماء ليست إنكسارات أضواء أو أن الكائنات لم تتطور عبر ملايين السنين أو أن الطفل  يبقي في رحم الأم أكثر من تسعة شهور قد تصل  لسنين .
 
في راى مهما كانت سوءات و فشل  النظم السابقة ..و الخراب الذى تسببت فيه ..  فإن الفاشيستية الدينية ستكون الأخطر علي الوطن من الشوفونبة والحرامية..و العشوائية و الاوليجاركية  المستسلمة لصندوق النقد 
 
الفاشيستية الدينية  تهاجم العقول في الحاضر وتمسخ  المستقبل لعشرات السنين القادمة .
 
تمنعها من التطور او إستخدام المنطق في التفكير.. من خلال هؤلاء الذين يلبسون مسوح الأتقياء. لنتصور أنهم منا . وهم ذئاب حادة الأنياب و المخالب . شاهدنا وجوهها الحقيقة مع القاعدة و طلبان في العراق و سوريا و أفغانستان .. تسعي  فرادى أو جماعات كالذين  ظهروا  في مثل هذه الأيام من سنة 2012 .. يهدفون أن يجيء الزمن الذى تصبح قبائل البلهاء المتخلفين تعيش في مصر بنفس إسلوب الحياة في القرن الثامن عشر.
 
 أعرف أننا في أزمة بسبب تحول البلد إلي شكل من فوضي الراسمالية المتوحشة الذى نعيشة ..وأن الحكام يقومون بالإسراع عمدا لحدوث إنفصام واضح بين الطبقات .. و تباين بين الفقر و الغني ..و مع ذلك فهو  خير من أن نكون أفغانستان أخرى تحكمنا طالبان ولا ننتج إلا الأفيون .
 
 ففي الحالة الاولي سنصارع و نجاهد و نحاول أنسنة المجتمع والدستور و القانون مهما كان الإرهاب و القسوة فإننا سنصل في يوم ما للديموقراطية و حقوق الإنسان .. كما حدث في أوروبا .. 
 
أما في الحالة الثانية .. فلا خروج من الديلاما السلفية قبل قرون .بعد تحويل الناس لزومبي عايش في القرون الوسطي ميت بالنسبة لقيم المعاصرة 
بشكل مباشر ....و بدون لف أو دوران .. هذا الفصيل ( الإسلام الوهابي  ) الذى إبتلينا به منذ السبعينيات يطاردنا ليمسخنا  بفكره .. مؤذى ..و خبيث..
و لن يخدعني مهما تاب أو إعتذر  ..و لن أقبل النقاش مع كوادرهم   .. أو أرد علي إستفزازتهم..  و لن إقع في حقول ألغامهم كما  فعلوا من قبل وضللوا  فرج فودة ..و نصر حامد أبو زيد ..و سيد القمني و أدخلوهم في نقاشات أدت لتصفيتهم ..و العاقل من يتعلم من خسائر الغير .