محرر الأقباط متحدون
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مساء أمس الاثنين مقابلة مع خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريال رومانيلي تحدث خلالها عن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدرسة العائلة المقدسة، موضحا أن المبنى كان قد جُهز ليأوي العديد من النازحين. وتزامنت كلمات رومانيلي مع تنديد بطريركية القدس للاتين بالهجمات التي يتعرض لها المدنيون، وبأي عمل عسكري لا يضمن تحييد المدنيين العزل.

قال رومانيلي إن مدرسة العائلة المقدسة في غزة استُهدفت مرتين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، علما أن المدرسة تُعتبر من أهم المنشآت الكاثوليكية في القطاع، وهي تقع في حي رمال، على مسافة كيلومترات قليلة من الكنيسة التي يدير شؤونها. بطريركية القدس للاتين لم تتأخر في التنديد بالغارة، موضحة أن الجيش الإسرائيلي هو من نفذها على ما يبدو، وشجبت البطريركية أيضا كل العمليات الحربية التي يقع ضحيتها المدنيون العزل، وحثّت المؤمنين على الصلاة من أجل التوصل إلى اتفاق يُنهي القتال، علما أن المدرسة المستهدفة بدأت منذ بداية الصراع في السابع من تشرين الأول أكتوبر الفائت تأوي أعداداً كبيرة من النازحين الفلسطينيين، ويُقدر عددهم بآلاف الأشخاص الذين فقدوا كل ما يملكون كما يقول الأب رومانيلي.

تابع الكاهن الكاثوليكي حديثه لافتا إلى أنه لم يُعرف لغاية اليوم العدد الفعلي للمهجرين الذين كانوا داخل المدرسة لدى وقوع الهجوم، إذ إن هذا العدد ليس ثابتا بل يتغيّر باستمرار. ولفت إلى أن العدد وصل إلى ألف شخص تقريباً مع بداية الحرب، ثم ترك كثيرون منهم المدرسة ليتراجع العدد إلى ما يقارب سبعمائة مهجر لا يعرفون إلى أين يذهبون بعد أن دُمرت مدينة غزة. وأضاف أنه من بين المشاكل التي يواجهها السكان مشكلة التنقل، إذ بات من الصعب جداً الانتقال من حي إلى آخر، ويقتصر الأمر على الضرورة القصوى كنقل أحد المصابين أو المرضى إلى المستشفى، الذي تم إخلاؤه يوم الأحد الفائت.

في سياق حديث عن أوضع أبناء الرعية قال الأب رومانيلي إن المؤمنين العلمانيين والرهبان والراهبات والأطفال الذين تعتني بهم راهبات الأم تيريزا دي كالكوتا، فضلا عن الجرحى والمهجرين الذين تستضيفهم الرعية يعيشون حياة هادئة نسبياً. وأضاف أن العدد الإجمالي يصل إلى خمسمائة شخص تقريباً، وهم يحصلون على ما يكفي من الطعام بفضل سخاء بطريركية القدس للاتين والبابا والكرسي الرسولي، لافتا إلى أن المساعدات سمحت بسد احتياجات ألف ومائتي عائلة، ما ساهم أيضا في تعزيز روابط القرب والأخوة بين مكونات المجتمع. مع ذلك – تابع يقول – يعاني السكان من النقص في الأدوية والمحروقات، مشيرا إلى أن المحروقات ضرورية لأنها تسمح بتشغيل المولدات التي تضخ المياه من الآبار، وتولد الطاقة الكهربائية للإنارة أو لشحن البطاريات.

على الصعيد الأمني لفت الكاهن الكاثوليكي إلى أن الوضع يزال متوتراً جداً، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي أمر بإخلاء خمسة أحياء قريبة من كنيسة العائلة المقدسة، وبعد طلب الإخلاء قُصفت المنطقة. وأوضح أنه سمع دوي القنابل فيما وصلت بعض الشظايا على مقربة من الرعية، وهذا ما يسبب خوفاً كبيراً لدى الناس.

مضى الأب رومانيلي يقول إنه على الرغم من كل ما يجري في غزة لم يفقد أبناء الرعية الإيمان والأمل، مع أن بعض النشاطات الرعوية تم تعليقها خلال الأيام الماضية بسبب تشدد القصف على الأحياء المجاورة. وختم كاهن رعية العائلة المقدسة في غزة حديثه لموقعنا الإلكتروني يقول إن الإيمان موجود في صلب المجمع الرعوي، وإننا نعلم أن يسوع موجود في غزة، إنه موجود في بيت القربان، وهذا اليقين يمنحنا التعزية على الرغم من الأوضاع الخطيرة التي نعيشها.