زهير دعيم
للحقيقة أقول بأنّني انسان متفائل بطبيعتي ، فأرى اشراقة الصّباح فأنسى المساء ، وأرى النور من كوة نافذتي فأنسى الظُّلمة.
ولكنّني كدتُ أتغيّر !!!
وكيف لا يكون هذا ونحن نبيت على جريمة قتل ونستفيق على جريمتيْن ؟!
فهذه مدينة طمرا التي علّمت فيها في بداية شبابي حين كانت بلدة جميلة ترفل بالمحبّة والتآخي والطمأنينة والسلام والهدوء ، فتركت في نفسي ذكريات ٍ جميلةً لا ولن تمحوها السّنين ، باتت اليوم ( وأعذروني ) باتت " غير شكل " .
وكذا عبلّين وشفاعمرو والجليل والمثلّث والجنوب ، فقد وصلَ السّيْلُ الزُّبى بل وتعدّاه ، فأصبحَ القتل عادة رتيبة نمرّ عليها مرّ الكرام مع أنّها تُدمي أهلها وتُقطّع قلوبهم ، خاصّةً حين يكون الضّحية جميلًا وبريئًا ولا ناقة له ولا جمل في معمعان الشّر، وبعيدًا عن العنف وأهله.
صدّقوني انّني لا أُبرّْيء الحكومة والشُّرطة من الوضع المُزري الذي وصلنا اليه ، ولكنّني أذنّب أكثر انفسنا واخلاقيات وتربية بعضنا - وأقول بعضنا وهم قلّة ولكنهم يزرعون حقولنا ألمًا ودمًا - . فأنا واثق تمام الوثوق بأنّ من يزرع قمحًا في حقله سيحصد قمحًا ومن يزرع شوكًا سيحصد حسكًا ، والطفل الذي يرى والده يخبّئ مُسدّسًا ويصرخ ويعربد ، ثقوا أنّه سيشبُّ ويشيبُ على العنف.
فتعالوا نعود الى المحبّة ..
وتعالوا نعود الى زرع محبّة الله والسلام في النفوس ؛ كلّ النُّفوس ـ وتعالوا نُداوي الجروح بالمحبّة والتروّي والغفران والمسامحة ـ تاركين مسلسلات العنف والبادئ أظلم خلفنا .
وللحقيقة أقول : كثيرون منّا قد فعلوها فسامحوا القاتل ونسوا وغفروا فوقفت مسلسلات القتل والعنف والدم والدّموع .
فأنا متيقن أن الدموع لن تجفّ إلّا بالمحبّة والمسامحة والغفران.
والآن بعد بوحي أشعر أنّ عليّ ان أعود الى طبيعتي المتفائلة فأقول : انّنا نستطيع قهر العنف والقتل إن آمنّا ووثقنا بأنفسنا ، وإن نظرنا الى السماء وفي عيوننا وقلوبنا ألف تضرّع .
ارحمنا يا الله .