محرر الأقباط متحدون
في مواصلة للمسيرة السينودسية صدرت اليوم ٩ يوليو أداة العمل للدورة الثانية للجمعية العامة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة حول السينودسية، وتقدم الوثيقة اقتراحات من أجل كنيسة سينودسية إرسالية.
صدرت اليوم الثلاثاء ٩ يوليو أداة العمل للدورة الثانية للجمعية العامة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة حول السينودسية والتي ستُعقد من ٢ حتى ٢٧ تشرين الأول أكتوبر القادم. وتأتي الوثيقة الجديدة كاستمرارية للمسيرة السينودسية التي بدأت سنة ٢٠٢١ وتقدَّم اقتراحات من أجل كنيسة سينودسية إرسالية أكثر قربا من الأشخاص يشارك في حياتها المعمدون جميعا. ومن السؤال حول كيفية أن تكون الكنيسة سينودسية وإرسالية تنطلق أداة العمل التي لا تقدم إجابات مسبقة الإعداد على هذا التساؤل بل بالأحرى توجيهات واقتراحات حول الأسلوب الذي يمكن للكنيسة من خلاله الرد على الحاجة الضرورية إلى أن تكون سينودسية في رسالة.
هذا وتتألف الوثيقة من خمسة أقسام، حيث هناك في البداية مقدمة تليها الأسس ثم ثلاثة أقسام مركزية. تستعيد المقدمة ما تم القيام به في المسيرة السينودسية حتى الآن وتوضح الأهداف التي تم تحقيقها من خلال المنهج السينودسي المتمثل في الحوار في الروح القدس. أما القسم الثاني أي الأسس فيتضمن ١٨ نقطة تتمحور حول مفهوم السينودسية باعتبارها مسيرة ارتداد وإصلاح حسبما تذكر أداة العمل التي جاء فيها أن الكنيسة، وفي عالم تطبعه الانقسامات والنزاعات، مدعوة إلى أن تكون علامة وحدة وأداة عزاء وإصغاء للجميع، وبصورة خاصة للفقراء والمهمشين والأقليات.
هذا ومن بين ما يتضمنه هذا القسم من أداة العمل المتمحور حول الأسس التأمل حول دور المرأة في جميع أوساط حياة الكنيسة. وتشدد الوثيقة قي هذا السياق على الحاجة الضرورية إلى اعتراف أكثر اكتمالا بكاريزما النساء ودعواتهن، فالله قد اختار بعض النساء ليكنَّ الشهود والمعلنين الأوائل للقيامة حسبما جاء في أداة العمل التي تابعت أن النساء يتمتعن، وبفضل المعمودية، بمساواة كاملة، فهن يتلقين الهبات ذاتها من الروح القدس كما وأنهن مدعوات إلى خدمة رسالة المسيح.
أشارت الوثيقة من جهة أخرى إلى أنه وفي بعض الثقافات تظل قوية الذكورية، وواصلت داعية الدورة الثانية للجمعية العامة للسينودس إلى مشاركة أكثر اتساعا للنساء في مسيرات التمييز الكنسية وفي كل مراحل عمليات اتخاذ القرارات، هذا إلى جانب تمكن أكبر من تولي مناصب مسؤولية في الأبرشيات والمؤسسات الكنسية وأيضا في الإكليريكيات والمعاهد وكليات اللاهوت والمحاكم الكنسية. ومن بين مَن تشملهن اقتراحات الوثيقة هناك المكرسات حيث تتحدث أداة العمل عن الرجاء في اعتراف أكبر ودعم أكبر لحياتهن ومواهبهن إلى جانب مشاركتهن في مواقع المسؤولية.
أما فيما يتعلق بالنساء كشمامسة فجاء في الوثيقة أن هناك مَن سيطلب هذا ومَن سيرفضه ولن يكون هذا بالتالي من مواضيع أعمال الدورة القادمة للجمعية العامة للسينودس، وترى أداة العمل أن من الأفضل مواصلة التأمل اللاهوتي في هذ الموضوع. وأضافت الوثيقة ان التأمل في دور النساء قد كشف عن الرغبة في تعزيز كل الخدمات التي يقوم بها العلمانيون الذين ومع تنشئتهم بشكل ملائم يمكنهم أن يساهموا في إعلان كلمة الله خلال الاحتفالات الإفخارستية أيضا.
وعقب القسم المخصص للأسس يأتي قسم يتمحور حول العلاقة مع الله وبين الأخوة وبين الكنائس. ويتحدث هذا القسم عما يصفها بالعلاقات التي تُمَكن الكنيسة من أن تكون في رسالة. وتتحدث الوثيقة هنا عن أن الكاريزما والخدمات هي أمور أساسية في ومن أجل عالم يبحث وسط تناقضات عديدة عن العدالة والسلام والرجاء. وجاء في هذا السياق أن الكنائس المحلية قد أوضحت أن الشباب يطلبون كنيسة لا هيكلية او بيروقراطية بل تقوم على العلاقات التي تعاش في وتحفِّز ديناميات ومسيرات. ومن هذا المنطلق، جاء في أداة العمل، سيتمكن المشاركون في الدورة القادمة من الجمعية العامة من تحليل اقتراح تأسيس خدمات جديدة مثل خدمات الإصغاء والمرافقة.
القسم الرابع في الوثيقة يتمحور حول مسيرات التنشئة والتمييز الجماعي. وجاء في هذا السياق أنه سيتم تطوير مسيرات طويلة للتكوين والتنشئة ومسيرات تمييز جماعي، وذلك كي تتمكن الكنيسة من اتخاذ قرارات مناسبة محدِّدةً بالتفصيل مسؤوليات الجميع ومشاركتهم حسبما ذكرت الوثيقة. وأضافت في هذا القسم ان لقاء الأجيال يشكل مدرسة للسينودسية، وأن الجميع، الضعفاء والأقوياء، الشباب والمسنين لديهم الكثير مما يمكنهم نيله ومنحه. وفي سياق الحديث عن المسيرات أوضحت أداة العمل أن هناك مسيرات تُمَكن مَن لديهم مسؤوليات كنسية من تحمُّل يتميز بالشفافية للمسؤولية عن أعمالهم وذلك لصالح رسالة الكنيسة. وتشدد أداة العمل هنا على أن المطالبة بالشفافية والمساءلة في الكنيسة ومن قِبل الكنيسة قد فرضت نفسها عقب فقدان المصداقية بسبب الفضائح المالية، وفي المقام الأول بسبب حالات الاعتداءات الجنسية وغيرها من انتهاكات إزاء القاصرين والأشخاص الضعفاء. وجاء في الوثيقة ان غياب الشفافية وأشكال المساءلة تغذي عمليا النزعة الإكليروسية. وعلى المساءلة والشفافية، تابعت أداة العمل، أن يشملا أيضا الخطط الرعوية وأساليب الكرازة والأشكال التي من خلالها تحترم الكنيسة كرامة الشخص البشري. وتسلط الوثيقة الضوء بالتالي على الحاجة الضرورية إلى بنى وأشكال لتقييم أساليب ممارسة مسؤوليات الخدمات المختلفة. وجاء في هذا القسم أن على الكنيسة ضمان نشر تعريف سنوي بإدارتها للخيور والموارد سواء فيما يتعلق بالقيام برسالتها أو بحماية القاصرين والأشخاص الضعفاء.
أما القسم الخامس في أداة العمل فيتمحور حول الحوار المسكوني وما بين الأديان. ويُجري هذا القسم عمليا تحليلا للأماكن والأوساط المحددة التي تأخذ فيها العلاقات والمسيرات أشكالا ملموسة. وتدعو الوثيقة في هذا السياق إلى تجاوز الرؤى الثابتة للخبرات الكنسية والتي تتوقف الوثيقة عند تعدديتها والتي تسمح للكنيسة أن تعيش ما وصفتها الوثيقة بدائرية دينامية في الأماكن وللأماكن. وفي هذا السياق تندرج، حسبما تابعت أداة العمل، القضايا الهامة المتمثلة في الحوار المسكوني وما بين الأديان والحوار مع الثقافات. ويندرج هنا أيضا البحث عن أشكال لممارسة الخدمة البطرسية منفتحة على الأوضاع الجديد للمسيرة السينودسية حسبما ذكرت الوثيقة.
هذا وتُختتم أداة العمل للدورة الثانية للجمعية العامة الساسة عشرة للسينودس حول السينودسية والتي ستُعقد في شهر تشرين الأول أكتوبر القادم بتوجيه دعوة إلى مواصلة المسيرة كحجاج رجاء، وهذا هو محور الاحتفال بالسنة اليوبيلية ٢٠٢٥.