نادر شكري
قال الدكتور وليم ويصا الكاتب والصحفي بباريس، أن نتيجة الانتخابات التشريعية الفرنسية كشفت عن مفاجأة كبري حيث لم يحصل أي حزب علي الأغلبية المطلقة.، والمفاجأة الثانية في حصول تحالف اليسار ( أقصي اليسار، والشيوعي والاشتراكي والخضر) علي المرتبة الأولي بحصوله علي ١٨٤ مقعد ، وجاء حزب ماكرون والوسط في المرتبة الثانية وحصل علي ١٦٨ مقعدا وخسر ١٠٠ مقعد.

والمفاجأة الكبري الثالثة هي عدم حصول حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبن علي الأغلبية المطلقة كما كان متوقعا بسبب دعاوي قطع الطريق أمامه، وقيام عدد من المرشحين بالإنسحاب لصالح اليسار وماكرون، ولكنه مع ذلك حصل علي ١٤٣ مقعدا بزيادة ٥٤ مقعدا، وهو  بمفرده أكبر الأحزاب في الجمعية الوطنية القادمة.

ورغم أن تجمع اليسار يمثل الكتلة الأولي إلا أنه يعاني من خلافات حاده في البرامج والزعامة  بين أحزابه ولن يستطيع الحكم بمفرده.

وأضاف ويصا المشكلة ستكون مستعصية أمام ماكرون لاختيار رئيس وزراء جديد يحصل علي أغلبية في هذه الجمعية الوطنية التي تتكون من ثلاث كتل تختلف اختلافاً جذريا في التوجهات السياسية، ولكنه سينتظر إلي ما بعد الألعاب الأولمبية التي ستبدأ في ٢٦ يوليو الحالي.

النتيجة شبه المؤكدة هي أن فرنسا ستعاني من عدم استقرار سياسي في السنوات الثلاث المتبقية من حكم ماكرون.

وبحسبة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن الدراما الحقيقية في فرنسا لم تظهر بعد للعلن حيث تشتعل وراء الكواليس صراعات كبرى على السلطة، ويمكن أن يكون الصراع أطول بكثير مما يتوقعه الجميع.

وقالت لي سيلفي كوفمان، كاتبة عمود في صحيفة لوموند: "الكثير من الأمور لا تزال غير واضحة، نعرف من خسر لكننا لا نعرف من فاز، هل يمكننا أن نتعلم فن التسوية وهو أمر غير معتاد بالنسبة لنا؟ لا أحد يعرف، العلامات ليست جيدة".

وأضافت أن مخاطر الوصول إلى طريق مسدود ــ بالنسبة لفرنسا ذاتها، ونظامها الدستوري، والاستقرار الأوروبي، وحتى بالنسبة للحرب التي تخوضها أوكرانيا ضد روسيا ــ خطيرة للغاية.