سامح فوزي
شاركت فى الحفل الذى دعت اليه جيميناى إفريقيا، وعدد من الهيئات الشريكة لها، وحضره فريق فيلم رفعت عينى للسما، الفائز بجائزة العين الذهبية لافضل فيلم تسجيلى فى مهرجان كان العالمى. شاهد الحضور خمس دقائق من الفيلم الذى لم يعرض بعد، وتنتظره دور السينما، وصالات العرض السينمائى فى نوفمبر المقبل. ويكفى ما عرض من دقائق لإثارة الشغف لمشاهدة الفيلم.
تحدث مخرجا الفيلم ندى رياض وأيمن الأمير عن رغبتهما فى ان يعرض الفيلم فى الصعيد، ويدور نقاش حوله، وتظهر أفكار جديدة بناء على حالة حوار. البداية فى نظرهما بدأت من مهرجان كان، ولم ينته هناك، وبالتالى فإن سعى المخرجان لمواجهة مركزية الثقافة فى المدن، وتهميش الأطراف، ومنها قرى الصعيد. أدراك هذان المبدعان بأهمية أن تكون الثقافة المحلية سواء من حكى، وفن شعبى لها نوافذها السينمائية، يكشف نظرة عميقة لتحقيق العدالة الثقافية. بالطبع هناك رهان أن يذهب الناس إلى دور السينما لمشاهدة فيلم لا يوجد به فنان جماهيرى او فنانة شهيرة، هل هناك ذلك الوعى بدور الفن فى مواجهة التهميش الثقافى؟ هل سوف يثبت قطاع عريض من الجمهور أن الخيار الأول ليس الفيلم الترفيهى أو الاستهلاكى؟
أظن أن حفل جيميناى إفريقيا، برئاسة د. عدلى توما، قدم صورًا من مواجهة التهميش الثقافى، مثل فريق موسيقى يقدم ألوانًا من الموسيقى المصرية القديمة أو الشعبية، ويعكس ذلك توجه هذه المؤسسة التى تحاول أن تقدم نموذجًا ثقافيًا لاستيعاب المجتمعات المهمشة فى الصعيد، حيث تعمل فى مجال سينماتيك فى الاقصر تخدم محافظات الصعيد الأخرى، ورعاية مواهب فنية، وتوفير فرص انطلاق أمام الشباب المبدع الذى يبحث عن فرصة لاكتشافه، ورعاية موهبته.
لم تعد الثقافة شأنًا حكوميًا فقط، لكن بات يدخل فى الصناعات الإبداعية كل من العمل الأهلى، والقطاع الخاص، وهو الأمر الذى يحتاج إلى صيغ جديدة من العمل الثقافى. فالقضية ليست فقط فى مواجهة التهميش، لكنها قضية اقتصادية أيضًا فى زيادة إسهام الصناعات الإبداعية فى الاقتصاد.
نقلا عن الشروق