ياسر أيوب

قبل 15 يومًا فقط على انطلاق الدورة الأولمبية الجديدة فى باريس، انفجرت أزمة رياضية وأخلاقية جديدة بطلها ستيفن فان دى فيلدى، لاعب منتخب هولندا للكرة الطائرة الشاطئية.. وما إن أعلنت اللجنة الأولمبية الهولندية أن ستيفن سيكون ضمن بعثتها الأولمبية فى باريس حتى امتلأت آفاق الإعلام الرياضى الأوروبى بصرخات رفض وغضب واستنكار.. وأيضًا تساؤلات ساخرة وحزينة عن الميثاق والروح الأولمبية والقيم الإنسانية والأخلاقية التى من المفترض أن تحترمها وتحافظ عليها اللجنة الأولمبية الدولية.

 

ففى أغسطس 2014، سافر ستيفن إلى مدينة ميلتون كينز الإنجليزية ليقابل فتاة فى الثانية عشرة من عمرها تعرّف عليها من خلال «فيس بوك».. واستغل ستيفن أن الفتاة وحيدة فى بيت أسرتها فقام باغتصابها أكثر من مرة قبل عودته إلى هولندا.. وبعد بلاغ الفتاة وأسرتها بدأت التحقيقات وتم إحضار ستيفن لإنجلترا ليخضع للمحاكمة وعُوقب فى 2016 بالسجن أربع سنوات.

 

ووفقًا لمعاهدة تبادل المجرمين بين إنجلترا وهولندا.. انتقل ستيفن لقضاء عقوبته فى هولندا.. وبعد سنة واحدة فقط تم إخلاء سبيله وسمح له الاتحاد الهولندى للكرة الطائرة بالعودة إلى الملاعب من جديد.. وظل ستيفن يلعب فى هولندا حتى اختاره اتحاد بلاده مؤخرًا لتمثيل هولندا فى دورة باريس الأولمبية.. وعندما ثار الإعلام الرياضى الأوروبى وأعاد نشر تفاصيل قضية الاغتصاب.

 

أعلن اتحاد الكرة الطائرة الهولندى أنه ناقش الأمر مع اللجنة الأولمبية الهولندية والاتحاد الدولى للكرة الطائرة.. ومع اللاعب نفسه الذى اعتذر وأبدى أسفه وندمه، مؤكدًا أن ما قام به منذ عشر سنوات كان خطأ العمر الذى لا يمكن تكراره. ولم يقبل كثيرون هذا التفسير ولجأوا للجنة الأولمبية الدولية التى قالت إن اختيار اللاعبين فى كل الألعاب هو مهمة اللجان الأولمبية المحلية، وأنها لن ترفض مشاركة ستيفن فى باريس.

 

وأثار هذا الرد غضبًا جديدًا مختلفًا فى الشرق الأوروبى.. وقيل كيف تمنع اللجنة الأولمبية لاعبات ولاعبين فى روسيا وبيلاروسيا لمجرد الشك فى أنهم يؤيدون سياسات وقرارات الرئيس الروسى بوتين وتسمح بمشاركة من أدين قضائيًا بعد قيامه باغتصاب طفلة؟.

 

 

ولاتزال أوروبا الأولمبية تعيش هذا الجدل.. هل من الصواب مسامحة ستيفن والتجاوز عن جريمة ارتكبها منذ سنين مهما كانت قسوتها وبشاعتها.. أم أن هناك أخطاء وجرائم لا يمكن التسامح معها ونسيانها.. وهل من الضرورى أن يبقى ستيفن مدانًا وملعونًا يلاحقه العار مهما أبدى الأسف والندم، أم الأفضل التعامل معه باعتباره أخطأ وعُوقب وخرج من السجن يريد ممارسة حياته العادية؟.. وهل من الضرورى إذا تم التسامح معه أن يشارك ستيفن فى دورة أولمبية؟!.

نقلا عن المصرى اليوم