ديڤيد ويصا
أغلبنا كمسيحيّين يعرف "آريوس" ..
اللي بصورة ما حَط الرب يسوع في مرتبة أقل من الله الآب ..
ورفض كونهم ليهم نفس الطبيعة، وبالتالي أنكر ألوهيّة الرب يسوع ..
النَّهرده فيه طايفة أو جماعة بتتبنّى أفكار آريوس، وهي "شهود يهوه"!
الميزة في الجماعة دي ان أفكارها معروفة ..

لأن المنظومة اللي بتشكّل عقيدتها وتوجُّهها ناحية كلمة الله ..
منظومة معروفة لينا، وهي منظومة أفكار "آريوس" ..
واللي رد عليها وفنِّدها بالكامل، القديس العظيم أثناسيوس ..
في مجموعة كتبُه "ضد الآريوسيّين" و كتاب "تجسُّد الكلمة"!
--

المشكلة بقى مش في الطايفة أو الجماعة اللي أفكارها معروفة ..
لكن في الفِكر اللي حكمِت عليه الكنيسة زمان بالخطأ أو الهرطقة ..
لأنه لا يُمثّل الإيمان القويم الصحيح لكنيسة المسيح ..
اللي استلمِت إيمانها من الرُّسُل، ودافع عنه آباء الكنيسة!

ليه؟
لأن الفكر (اللي ملوش طايفة) بينتشر بقاله فترة في مصر ..
بس لأنه ملوش طايفة، فممكن تلاقيه متنطور في كل كنيسة ..

على سبيل المثال ..
فِكر بيضرب مصداقيّة ووحي العهد القديم ..
سواء عشان يرفضه كله، أو عشان يرفض شويّة منه ..
بحجّة ان دي وصايا موسى مش وصايا الله ..
لأن المسيح قال: سمعتم أنه قيل، أما أنا فأقول" ..
مع إن المسيح في حواره مع الفرّيسيّين ..

قال عن "وصيّة موسى" إنها "وصيّة الله" (مت١:١٥-٦)
واللي "قاله موسى" إن هو بردو "كلام الله" (مر٦:٧-١٣)
عشان يميّز بينها وبين تقليد الفرّيسيّين اللي حاد عن الإيمان المستقيم!
الفكر ده مش موجود في عقيدة طايفة معيّنة ..

لكنه منتشر وسط مسيحيّين كتير في كل الطوايف ..
سواء تقليديّة (وبيتمسّحوا في الآباء، مع إن الآباء بريئين منهم) ..
أو پروتستانتية (وبيتحاموا في التشتُّت الرهيب في طوايفها)!
--

مثال تاني هو الفِكر الكاريزماتي ..
اللي بيعلّي قيمة الاختبار الشخصي قصاد كلمة الله ..
بحجّة ان الروح القدس الحيّ لسّه بيقود الكنيسة ..
بغض النظر ان الفكر ده بيقول حاجات ..

عكس كلام الكتاب الموحى بيه من الروح القدس!
وبردو بيدخّل أفكار تنمية بشريّة، بحجّة ان كلمتنا ليها سلطان ..
عشان يقول كلمات زي "انطق على حياتك"، "اتنبأ على حياتك" ..
"استقبل الإعلان ده في روحك"، "قول كلام إيجابي على حياتك" ..
ومفيش مانع طبعًأ يستخدم كميّة آيات من هنا وهناك يسند بيها الفكرة ..

ويضرب سياق الآيات ومعناها عشان يلويها وتخدم فكرته!
الفكر ده بردو مش موجود في عقيدة طايفة معيّنة ..
لكنه منتشر وسط مسيحيّين كتير في كل الطوايف ..

وبالأخص الپروتستانتيّة منها، وبالذات الاجتماعات اللي برَّه الكنايس ..
أو اللي بتأجَّر قاعات في كنايس واهي سبّوبة متموِّلة بغنى وسخاء!
--

الموضوع بقى ممل وبيزهَّق من كتر ما كل شوية أنا أو غيري نتكلّم فيه ..
بس للأسف التاريخ بيعيد نفسه لأن الناس مش بتقرا تاريخ ولا بتقرا الكتاب ..
فكل شوية محتاجين نفكَّر نفسنا والكنيسة بالإيمان المستقيم ..

اللي دوِّنه الرسل بوحي الروح القدس في أسفار الكتاب ..
واللي دافع عنُّه آباء وقدّيسين الكنيسة، ودفعوا تمنه حياتهم وراحتهم!
ديڤيد ويصا