كمال زاخر
١٢ يوليو ٢٠٢٤
أؤمن كأرثوذكسى بالعلاقة اللصيقة والحيوية بالقديسين، الذين مازالوا اعضاء فى جسد المسيح ولم يفقدوا هذه العضوية بموت الجسد، بل تأكدت عضويتهم، وفى نفس الوقت لم ينفصلوا عنا، فنحن نؤمن أنه ليس موتا بل انتقال.
الاشكالية فى موقعهم وهو ما انتبهت اليه الكنيسة، فوضعت ذخائرهم (رفاتهم) فى انابيب ووضعتها فى الحائط الغربى لها، وكأنهم - بل هم بالفعل - يشتركون معنا فى الصلاة متطلعين الى الشرق بانتظار قيامة الاموات وحياة الدهر الآتى. ونموذجنا هنا كنائس مصر القديمة وترتيبها المدقق بحسب ما أوضحته.
ماذا يحدث الآن؟
نتسابق فى استحضار رفات قديسين من كنائس قديمة ومن مصادر اخرى بغير ان نهتم بتوثيقها والتأكد من مصدرها.
ولعلنا نتذكر حين حصلنا على جزء من رفات القديس مرقس الرسول - فى حبرية البابا كيرلس السادس - اننا استلمنا معه وثيقة رسمية تؤكد انها لهذا القديس العظيم.
اللافت ان ما تعج به كنائسنا من انابيب - فى اغلبها مجهولة المصدر - توضع الآن فى جهة الشرق من الكنيسة وغالبا لصيقة بخورس الشمامسة، وصار من المألوف أن تجد المصلون متحلقين حول الانابيب يتلمسون منهم طلبا وشفاعة ويدسّون طلباتهم مكتوبة فى قصاصات بين ثنايا دواليبهم الزجاجية.
الافدح تبريراتهم بانهم لا يستحقون الحديث او الطلب من الرب يسوع المسيح - الكائن معنا على المذبح - لكثرة ذنوبهم فيوسطون القديسين!!، فى فهم منقوص لمفهوم الشفاعة. التى أحسبها دعماً وليست وساطة. دعم الأعضاء القوية المنتصرة للأعضاء الضعيفة المجاهدة؛ يجمعهم الجسد الواحد.
ما يحدث هو فوضى تحتاج الى ضبط.