نبيل منير
من هو ؟
ـــــــــ
مطران الكون ،
العالم كنيسته ،
والبشر جميعا اخوته .

وجوده تخطي حدود ايبارشيته وكنيسته وبلده ، ليعدو علما من أعلام العالم في اللاهوت والإسلاميات ، والحوار الديني ، والأدب والفلسفة ، والسياسة…… ينتظره الجميع ليقراؤه في صحيفة النهار أو في لسان الحال .

رفض التشرنق ، فانسكب بهاؤه من فوق منارة الدنيا ليضئ لكل من فيها ، لم يرض بمسمي [ رجل دين ] وقال عنه [ ما احقر هذا التعبير ] لان الدين حياة وليس حرفة .

لاهوتي تتلمذ علي آباء الكنيسة العظام ، احبهم وأحبوه فصار منهم واستطاع ان يسكب لنا اللاهوت في لغة العصر .

أديب تسكره خمرة الأدب  ، مثقف منفتح يهيم بالثقافة وتهيم به فيخرجنا من عبادة الكلمات والنصوص الي رحابة المعني ، فيلسوف يخرجنا من حياة الفلسفة الي فلسفة الحياة، شاعر تجتمع في كتاباته عناصر الشعر الثلاثة : الحب ، والألم، والوحي ، والشعر عنده ليس نظما ولكنه ادراك لان الشعر صوت الله والشاعر الحقيقي هو ذاك الذي ادرك انه يكتب ( بضم الياء ) ولا يكتب ( بفتح الياء ).

سياسي ويري ان السياسة ليست وصفا للواقع كما عند العرب ـ سرد وتحليل لواقع يتلقنونه ، وإنما هي ابداع صناعة المستقبل.

هكذا نحن امام مطران متحضر ينفخ فينا روح التحضر برسولية نورانية متوهجة ليحولنا معه الي الله.

راهب ديره قلبه ، وقلايته كلمته ، ولحنه هو حرية الإنسان ، كل إنسان ، وكل الإنسان .

احب مصر واهلها
كتب بأحد مقالاته :  ؛ في مصر سحر يعيدني اليها كل سنة ولو لم يتسن لي دائماً ان استمتع بحضارتها القديمة ، لأحافظ علي أشواقي ……… لقد رافقت مصر أواخر عهد الملك فؤاد ، وزرتها المرة الأولي في السنوات الأولي للثورة …. تلفتك ديمومة هذا الشعب الطيب الهادئ الصبور .

اشاد بوطنية الأقباط وتدينهم الوطني
يقول : المذهل في مصر ، ان كل مصري يؤمن بمصرية الآخر …… هذا شعب كله موال لبلده.

المسلمون والأقباط رفضوا النظام الطائفي ، وبنوا امالهم علي وطنية الجميع ، فهمت مصر ان الأقباط أوجدهم ربهم ليبقوا ، كما أوجد المسلمين ليبقوا . ولكنه ناشد المسلمين بهذا الشعار " المسالمة أساس إسلامي لمعايشة المسيحيين " أنا أناشد المسلمين في العالم في العالم ان يكون المسيحيون العرب هاجسهم  ……. لا اكراه في الدين ، وهذه قاعدة مطلقة .

المطران والمسيحية العربية
المطران وصف نفسه انه الشاهد للمسيح في دنيا العرب . تعاطي القرآن تعاطي ود كما يقول انه درس القرآن الكريم ليري آثار المسيح ، وليفتش فيه عن آثار المسيح.

أستاذ الحضارة الإسلامية ، والمؤسس للحوار الإسلامي المسيحي ، وصاحب مصطلح المسيحية العربية وتاكيد ذلك من بطون الكتب والتاريخ ، دعوته ليحاضر في حزب العمل عن المسيحية العربية ، بعدها طلب مني المهندس إبراهيم شكري رئيس الحزب وقتئذ حضور المطران الي منزله لعقد سمينار عن الموضوع ، وكان الحضور الدكتور أحمد كمال ابوالمجد، والدكتور سليم العوا، الدكتور صلاح عبد المتعال، الدكتور محمد عمارة، والأستاذ جمال البنا ، والأستاذ عادل حسين وكاتب هذه السطور ، وآخرين ، قال المطران : ان ما يؤهلنا ان ننعت المسيحية بالعربية هو ان كل فرقها بلا استثناء منذ ألف سنة ونيف كتبت بالعربية ، وكتاب جراف بالألمانية ؛ تاريخ الأدب المسيحي العربي ؛ يورد أسماء الكتب المسيحية التي وضعت بالعربية عند الأقباط والسريان والنساطرة والروم والموارنة وهي ألوف مؤلفة ولكنها لم تنشر …… وبالمفهوم الحضاري وجب التأكيد ان المسيحية نطقت قبل الإسلام وبعده بالعربية …… ان حضارة اوربا هي حضارة الاوربيين وأنا لم أساهم فيها ، غير أني علي هذه الأرض ابن الحضارات التي توالت علينا منذ فجر التاريخ الي اليوم وورثتها جميعا الحضارة الإسلامية ، وأنا في قلب هذه الحضارة منذ بزوغها ………. ويستطرد المطران فيخاطب المسيحي العربي : " أنت حاضر اكثر مما تظن ، والمسألة المطروحة ليست مسألة انتقاء بين حضارة الغرب وحضارة بلادنا ، تبختر حيث شئت ان كنت خلاقا ، ولكن المسألة ان تحس انك متربع في دارك في حضارة العرب وان شهادتك في كل حال تفرض عليك الحضور ، وأنك بادواتها تقول شيئا عن الذي تحب وان حضورك ليس بإزاء المسلمين بل مع المسلمين " ثم يختتم حديثه بقوله : " ان تأصلنافي تراب بلادنا وإطلالتنا علي مستقبلها لخير خدمة نؤديها للمسلمين في نهضة لهم نرجوها صحيحة طيبة صالحة مضاء بالإيمان الكبير والعمل الكبير . "

دفاعه عن فلسطين :
كتب كتابين في اللا هوت عن فلسطين : الأول ، فلسطين المستعادة. ،،، والثاني، عن القدس
ويري المطران ان اسرائيل  " دولة حبل بها بالإثم ، وولدت في الخطيئة " ولا يزال الصلب من اليهود مستمرا ، وبيلاطس (أمريكا ) دائما يغسل يديه .
انتظروا المقال الثاني : المطران والكنيسة القبطية
مح تحياتي، نبيل منير