سلطت شبكة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية في تقرير لها اليوم، على عودة الفلسطينيين إلى مشاهد الدمار التي تحبس الأنفاس في منطقة الشجاعية بمدينة غزة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية، منهية هجومًا استمر أسبوعين هناك. 

 
وقالت الشبكة الأمريكية إن العائلات الفلسطينية التي فرت من الهجوم، غامرت بالعودة إلى الشجاعية لرؤية حالة منازلهم أو إنقاذ ما في وسعهم، لكنهم لم يجدوا شيء.
 
وأضافت: "لقد تم تسوية كل مبنى تقريبًا بالأرض وتحول إلى أنقاض كتلة تلو الأخرى، تاركًا أكوامًا ضخمة من الخرسانة وقضبان التسليح الملتوية".
 
وتابعت: "هنا وهناك، كانت الهياكل الخرسانية الرمادية لا تزال قائمة على ارتفاع بضعة طوابق. كان صوت الطائرات العسكرية الإسرائيلية بدون طيار يتردد في هواء الصيف الحار بينما كان الناس على دراجات هوائية أو عربات تجرها الخيول يشقون طريقهم عبر مسارات ترابية حيث يبدو أن الشوارع قد تم تجريفها".
 
الاحتلال أخذ كل شي في الشجاعية
ونقلت عن مواطن فلسطيني يدعى شريف أبو شنب، وعثر على منزل عائلته المكون من أربعة طوابق منهارًا، قوله: "لا أستطيع الدخول إليه.. لا أستطيع أخذ أي شيء منه، ولا حتى علبة تونة.. ليس لدينا شيء، لا طعام ولا شراب".
 
وأضاف أبو شنب: أنه منذ فراره من المنطقة، تنام عائلته في الشوارع، مردفًا: "أين نذهب وإلى من؟ ليس لدينا منزل أو أي شيء.. ليس هناك سوى حل واحد، اضربونا بالقنبلة النووية وأريحونا من هذه الحياة".
 
واجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة الشجاعية عدة مرات خلال الحرب التي استمرت 9 أشهر، وبدأ هجومها الأخير في أواخر يونيو، عندما ادعت إنها كانت تلاحق مسلحو حماس الذين أعادوا تجميع صفوفهم في المنطقة. 
 
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى فرار حوالي 80 ألف شخص من الشجاعية معظمهم إلى مناطق قريبة، ولا يُعرف عدد الأشخاص الذين بقوا في المنطقة أثناء القتال.
 
وقال جيش الاحتلال في بيان مساء الأربعاء إن عملياته في الشجاعية انتهت، مدعيًا أن قواته قتلت عشرات المسلحين ودمرت ثمانية أنفاق في المنطقة، ولم يتسن التأكد من هذه الادعاءات بشكل مستقل.
 
انتشال 60 شهيدًا من الشجاعية بعد انسحاب قوات الاحتلال
وقالت منظمة الدفاع المدني في غزة إنه خلال الهجوم الإسرائيلي، لم تتمكن أطقم الطوارئ التابعة لها إلى حد كبير من الاستجابة لنداءات المساعدة من السكان في المباني المدمرة. وأضافت أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي دخلت طواقمها وانتشلت 60 جثة، مضيفة أن البحث ما زال مستمرا. ومن المعتقد أن المزيد من الجثث مدفونة تحت الأنقاض، لكن المنظمة لا تملك سوى القليل من المعدات الثقيلة لإزالة الأنقاض.
 
وقدرت الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع أن نحو 300 ألف فلسطيني ما زالوا في شمال غزة بعد أن غادر معظم السكان في وقت سابق من الحرب. ويعاني الآن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من الجوع على نطاق واسع وهم محشورون في مخيمات مزرية.
 
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر على غزة، استشهد أكثر من 38300 مدنيًا وإصابة أكثر من 88 ألف آخرون، بحسب وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.