د. أمير فهمى زخارى المنيا
سؤال تم توجيهه الى شخصى من رجل متعلم ومثقف ويريد معرفه رأى...
وبدون تفكير قلت له: لا
فقال لى: وانا أؤمن بان الله لا يحب ولا يسر بالذبائح البشريه... ولكن لى ثلاث نقط أو استفسارات فى هذا الموضوع ,اريد ان أعرف الاجابه عنهم...
الاستفسار الأول:
كيف يطلب الله من ابراهيم أن يُقدم ابنهُ ذبيحة؟ وهل يُريد الله أن نُقدم له ذبائح بشرية؟
“وحَدث بَعد هذهِ الأُمور أَنَّ الله امتَحنَ ابراهيمَ,فقالَ لهُ:”يا أبراهيمَ! “. فقالَ:”هاَنَذَا” فقالَ: “خُذِ ابنكَ وَحيدَكَ.الَّذي تحبَّه.اسحاق.وَاذهَبْ الى أَرضْ المُريَّا,واصعدهُ هُناكَ مُحرقَةً على احد الجبال الذي اقولُ لكَ” (تك 1.2:22).
واستطردمحدثى فى الكلام وقال... أنا عارف انه نوع من اختبار الله لابراهيم فى الطاعه, وانا عارف انه لم يقوم بذبح ابنه ولكن تم افتدائه بكبش, وأنا عارف انه رمز لمجئ المسيح وفدائه عنا...كل ده أنا عارفه وأؤمن به ...ولكن يبقى السؤال اللى محيرنى لماذا اختار الله هذا الاختبار بالذات وهوتقديم ابنه ذبيحه محرقه لله, والله بنفسه لا يحب ولا يسر بتقديم الذبائح البشريه بل نهى عنها تماما فى أسفار العهد القديم وعلى سبيل المثال : “متَى دَخَلتَ الأَرضَ الَّتي يُعطيكَ الربُّ الهَك.لا تَتَعَلَّم ان تفعلَ مِثلَ رَجْسِ اولئكَ الاُمَمْ. لاَ يوجَد فِيكَ مَن يُجيزُ ابنهُ او ابنَتهُ في النَّارِ …. ” (تث 9:18-10).
الاستفسار الثانى:
كيف قدم يفتاح الجلعادي؛ قاضي إسرائيل العظيم ابنته ذبيحة محرقة لله، أليس في ذلك وحشية وقساوة؟!
والقصه باختصار شديد , ان يفتاح نذر لله, إن نصره في الحرب أن يقدم اول من يستقبله من بيته ذبيحة لله, وهكذا كان .. فقد انتصر .. فاستقبلته ابنته الوحيدة .. فجعلها قربانا لله
: "وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْرًا لِلرَّبِّ قَائِلًا: إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي" (قض11: 30).
: "فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ وَأُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً "(قض11: 31).
"وَكَانَ لَمَّا رَآهَا أَنَّهُ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: آهِ يَا بِنْتِي! قَدْ أَحْزَنْتِنِي حُزْنًا وَصِرْتِ بَيْنَ مُكَدِّرِيَّ، لأَنِّي قَدْ فَتَحْتُ فَمِي إِلَى الرَّبِّ وَلاَ يُمْكِنُنِي الرُّجُوعُ... فَلْيُفْعَلْ لِي هذَا الأَمْرُ: اتْرُكْنِي شَهْرَيْنِ فَأَذْهَبَ وَأَنْزِلَ عَلَى الْجِبَالِ وَأَبْكِيَ عَذْرَاوِيَّتِي أَنَا وَصَاحِبَاتِي" (قض11: 35-37).
(وكان عند نهاية الشهرين انها رجعت الى ابيها ففعل بها نذره الذي نذر وهي لم تعرف رجلا فصارت عادة في اسرائيل) (القضاة 11: 39).
على الرغم من رساله بولس الرسول للعبرانيين الاصحاح 11 يمدح يفتاح ويقول:
(لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون، وباراق، وشمشون، ويفتاح، وداود، وصموئيل، والانبياء، 33 الذين بالايمان: قهروا ممالك، صنعوا برا، نالوا مواعيد، سدوا افواه اسود، 34 اطفاوا قوة النار، نجوا من حد السيف، تقووا من ضعف، صاروا اشداء في الحرب، هزموا جيوش غرباء)..
الاستفسار الثالث:
إذا كان الله يكره الذبائح البشرية، فكيف يمكن أن تكون ذبيحة المسيح هي ثمن خطايانا؟
وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ عَلَى مِثَالِ الْمَسِيحِ الَّذِي أَحَبَّنَا وَبَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا تَقْدِمَةً وَذَبِيحَةً لِلهِ طَيِّبَةَ الرَّائِحَةِ. (أَفَسُسَ ٥:٢).
طبعا الثلاث استفسارات التى ساقها محدثى الغالى تحتاج الى وقت ومراجع وتحاليل كبيره... وسوف أترك لكم الوقت للبحث والمشاركه فى الاجابه .وبعدها سوف اكتب كل استفسار فى مقال منفصل باذن الله...
منتظر آرائكم ... تحياتى...
د. أمير فهمى زخارى المنيا