محرر الاقباط متحدون
شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك المطران غابريالي كاتشا في اجتماع اللجنة التابعة للجمعية العامة المعنية بالإعلان عن الإسهامات الطوعية للدول لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا).
ألقى سيادته خلال اللقاء مداخلة استهلها معرباً عن دعم الكرسي الرسولي للمهام الموكلة إلى هيئة الأونروا خصوصا في ضوء الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة. وأكد أنه ينظر بأعين الحزن والقلق إلى الأحداث المأساوية في إسرائيل وفلسطين، منذ الهجمات الإرهابية الوحشية ضد السكان الإسرائيليين في السابع من تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي، مضيفا أن هذه التطورات حملت انعكاسات سلبية على حياة العديد من المواطنين الأبرياء.
مضى سيادته إلى القول إن الكرسي الرسولي يود أن يسلط الضوء على الدور البالغ الأهمية الذي تلعبه هيئة الأونروا الساعية إلى تلبية احتياجات أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الشرق الأوسط، لاسيما في ظل الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليوم قطاع غزة، ومن هذا المنطلق يؤكد الكرسي الرسولي التمسك بالتزاماته المالية حيال الوكالة الأممية، ويشجع في الوقت نفسه جميع الدول الأعضاء على الإسهام في نشاط الأنوروا، بغية دعم الجهود التي تبذلها. لكن المطران كاتشا أكد في الوقت نفسه على ضرورة أن تحافظ الوكالة على الحيادية، كي تتمكن من القيام بالمهام الموكلة إليها تماشياً مع القرار رقم ثلاثمائة واثنين الصادر في الثامن من كانون الأول ديسمبر ١٩٤٩.
مضى الدبلوماسي الفاتيكاني إلى القول إن الكرسي الرسولي يحثّ جميع الأطراف المعنية بالصراع الدائر في قطاع غزة على الالتزام في الحوار البناء بشأن مقترحات السلام، بما في ذلك القرار رقم ألفين وسبعمائة وخمسة وثلاثين الصادر عن مجلس الأمن الدولي هذا العام. وشدد على ضرورة أن يتم وقف إطلاق النار على جبهات القتال كافة، وأن يُفرج فورا عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، وأن يُفسح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى الشعب الفلسطيني، واحترام القانون الإنساني الدولي من قبل جميع الأطراف، بدون أي استثناء.
في هذا السياق دعا أيضا مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك إلى إعادة فتح جميع المعابر مع القطاع من أجل تسهيل وصول المعونات الإنسانية إلى الشعب المتألم، بما في ذلك المواد الغذائية والمياه والأدوية. وشدد أيضا على أهمية تنظيم عملية توزيع الطعام والمستلزمات الأخرى على السكان المحتاجين مع إيلاء اهتمام خاص بالأطفال والضعفاء.
وذكّر المطران غابريالي كاتشا بأنه في أي صراع مسلح ينبغي أن توفر أماكن يحظى فيها المدنيون بالحماية، كالمدارس والمستشفيات ودور العبادة، والمنشآت التابعة لوكالات الأمم المتحدة والتي لا ينبغي أن تشكل هدفاً للعمليات العسكرية. وأضاف أنه من واجب جميع الأطراف أن تضمن أمن وسلامة العاملين الإنسانيين، الساعين إلى مد يد المساعدة للسكان المحتاجين.
في الختام ذكّر مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس لمناسبة يوم الصلاة على نية السلام في الأرض المقدسة والذي نُظم في الفاتيكان في السابع من حزيران يونيو الماضي عندما قال الحبر الأعظم إنه يجب علينا جميعا أن نعمل ونلتزم بتحقيق سلام دائم، حيث يمكن لدولة فلسطين ودولة إسرائيل أن تعيشا جنبا إلى جنب، وأن تحطما جدران العداوة والكراهية. علينا جميعاً – أضاف البابا – أن نعتز بالقدس حتى تصبح مدينة لقاء أخوي بين المسيحيين واليهود والمسلمين، تحميها مكانة خاصة مضمونة دوليا.