ياسر أيوب

قال الشاعر الراحل نزار قبانى فى إحدى قصائده الشهيرة.. إن من بدأ المأساة ينهيها.. ومن فتح الأبواب يغلقها.. ومن أشعل النيران يطفيها.. وأظن أن هذا كان السبب فى أن تصبح جينى هيرموسو أكثر إنسانة فى العالم شجعت منتخب إسبانيا مباراة بعد أخرى فى بطولة أمم أوروبا.. وأكثر من يريدون فوز إسبانيا اليوم على إنجلترا فى نهائى البطولة.. ليس فقط لأن جينى لاعبة كرة إسبانية تنتمى لبلدها وتشجع منتخبها.. إنما لأن جينى نفسها هى التى فتحت الأبواب وأشعلت النيران وأصبح فوز إسبانيا ببطولة أوروبا هو رهانها لتغلق الأبواب التى فتحتها وتطفئ تلك النيران التى أشعلتها.. وكانت الحكاية كلها قد بدأت فى ٢٠ أغسطس ٢٠٢٣.. وقبل ذلك التاريخ كانت جينى هيرميسو لاعبة كرة قدم مميزة وموهوبة واستثنائية.

ابنة مدريد التى تألقت كثيرا مع برشلونة وفازت معه بدورى وكأس إسبانيا.. وقبل وبعد برشلونة لعبت لأندية أتلتيكو مدريد وفازت معه بدورى إسبانيا وباريس سان جيرمان وفازت معه بكأس فرنسا وباتشوكا وفازت معه بدورى المكسيك.. ولعبت لمنتخب إسبانيا وتألقت معه وكانت هدافة المنتخب وفازت أيضا بدورى بطلات أوروبا وكانت اللاعبة الثانية الأفضل فى العالم فى ٢٠٢١.. وفى أغسطس العام الماضى استضافت أستراليا ونيوزيلندا كأس العالم للسيدات حيث تألقت جينى وزميلاتها لتصل إسبانيا للنهائى الذى أقيم بالتحديد فى مدينة سيدنى ٢٠ أغسطس ٢٠٢٣ وتفوز به أيضا.

 

 

وأثناء تسلم لاعبات إسبانيا لميداليات البطولة.. فوجئت جينى ومعها العالم كله برئيس الاتحاد الإسبانى لويس روبياليس يقبلها على شفتيها رغما عنها.. وأصبحت أشهر قبلة فى تاريخ كرة القدم.. فقد غضبت بسببها إسبانيا كلها بحكومتها وبرلمانها وإعلامها.. ثم غضبت أوروبا أيضا وبعدها الأمم المتحدة التى أدانت القبلة وتضامنت مع ضحيتها.. واضطر رئيس الاتحاد للاستقالة لتبدأ أزمات أخرى للكرة الإسبانية.. وعلى الرغم من أن تلك الأزمات مثل الفساد والفوضى والرشاوى لم تكن لجينى هيرموسو أى علاقة بها.. إلا أن أى حديث فى أى مكان فى العالم عن أزمات وفضائح الكرة الإسبانية كان لابد أن يبدأ بقبلة جينى.. وباتت جينى رغما عنها تتخيل وتتوقع اتهامها بمسؤوليتها إن تعثرت إسبانيا فى بطولة أوروبا.. فقد رتبط اسمها طول الوقت بهذا الصخب والضجيج والغضب والجنون الذى ظل قائما حتى سفر المنتخب الإسبانى إلى ألمانيا.. ولهذا أصبحت جينى أكثر شخص فى إسبانيا والعالم كله رغبة فى فوز إسبانيا لتغلق الأبواب وتطفئ النيران.. وستتابع اليوم نهائى أوروبا بين إسبانيا وإنجلترا الذى كان نفس نهائى كأس العالم للسيدات العام الماضى وانتهى بهزيمة إنجلترا وفوز إسبانيا بالمباراة والكأس.

نقلا عن المصرى اليوم