اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديس ابيرو (ابيرؤوة) والقديس ادوم (اثوم) والاب القديس بلانا القس (٨ أبيب) ١٥ يوليو ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم استشهاد القديس ابيرو والقديس ادوم والقديس بلانا القس
والقديسين انبا ابيرؤوة و اثوم فهما اخان وُلدوا من أب تقي كاهن يُدعى يوحنا وأم تقية تدعى مريم، في قرية تاسمبوتي حاليًا سنباط، بإقليم أبو صير (مركز زفتى). كانت هذه العائلة غنية، وقد مارس الشابان أعمال التجارة فكانا ناجحين.
بعد نياحة والديهما سافرا إلى الفرما شمال شرقي القطر المصري، لأعمال تجارية. كان الأول قد بلغ الثلاثين من عمره وأخوه الثامنة والعشرين.
وجد الشابان جنود بومبيوس والي الفرما يحملون جسد الشهيد أُنوا كاهن كيوس ليلقوه في البحر، فتقدما إليهم يسألونهم إن كانوا يعطونهم الجسد مقابل قطعتين من الذهب، فوافقوا بعد تردد إذ خشوا أن يسمع الوالي فيقتلهم.
وكفن القديسان جسد الشهيد وحملاه سرًا إلى قريتهما سنباط حيث دفناه في بيتهما، وكان الله يتمجد في جسد هذا الشهيد بالآيات والعجائب.
وتحول بيتهم إلى مركز روحي حيّ، يأتي الشعب ليتبارك برفات الشهيد ليجدوا أيضًا في الشابين صورة حية للسيد المسيح، إذ كانا تقيين محبين للعطاء والبذل بلا حدود.
وبعد ثمانية أشهر اتفق الأخان أن يوزعا كل مالهما ويذهبا إلى الإسكندرية ليعترفا جهرًا بمسيحيتهما... وإذ التقيا بالوالي في وقت متأخر أمر بسجنهما حتى الصباح ليُقدما للمحاكمة.
وفي السجن صارا يصليان مع اخوتهما المسجونين من أجل الإيمان، وقد أرسل الله لهما صوتًا سماويًا يعلن لهما معونته لهما ومساندته إياهما.
وفي الصباح استدعاهما الوالي وصار يلاطفهما واعدًا إياهما بالعمل في البلاط الملكي، وإذ لم يستجيبا لوعوده أمر بجلدهما، وكان الرب معهما. صدر الأمر بتعذيبهما بالدولاب الحديدي الذي كان يمزق جسديهما...
فصرخ أثوم طالبًا من السيد المسيح أن يرسل ملاكه ليخلصهما، فنزل رئيس الملائكة غبريال وأنقذهما وشفاهما من جراحاتهما. لكن الوالي وقد اغتاظ أمر بإلقائهما على سرير حديدي وإشعال النار تحتهما، فأرسل الله مطرًا وخلصهما، حتى آمن كثير من الوثنيين الذين جاءوا يشاهدون العذابات.
أُلقي الشهيدان في السجن فظهر لهما السيد المسيح نفسه وشجعهما.
و إذ كانا منطلقين من السجن مقيدين، شاهدا شابًا به روح نجس، ففي محبة صليا لأجله فخرج الروح النجس ودهشت الجموع السائرة في الطريق، وإذ سمع الوالي أرمانيوس بذلك اتهمهما بالسحر... وأمر بتعليقهما على شجرة مرتفعة من أقدامهما ليبقيا هكذا يومين ينزفان دمًا من فميهما وأنفيهما... وجاء الوالي ومعه أعوانه ليسخر بهما، قائلًا: "يا أبيرؤوه، يا أثوم، هل أنتما عائشان أم مائتان؟" ولم ينته من عبارته حتى أرسل الله ملاكه ميخائيل وخلصهما، فهاج الشعب كله، وخاف الوالي من الثورة، فأمر بسجنهما.
وإذ زار بومبيوس والي الفرما الإسكندرية تحدث والي الإسكندرية معه عن هذين الساحرين العجيبين، فطلب بومبيوس ترحيلهما إلى الفرما وسجنهما حتى يصل هو إليها.
وفي سجن الفرما التقى رجل تقي يدعى أتروبيوس بحراس السجن ودفع لهم مالًا ليسمحوا للشابين بزيارة بيته... وبالفعل أخذهما إلى حين، وهناك صليا لابنته العمياء فشُفيت، واجتمع كثير من المرضى فشُفوا باسم السيد المسيح.
فظهر لهما رئيس الملائكة جبرائيل وعزاهما وشجعهما على متابعة جهادهما من أجل الرب،
وإذ حضر الوالي بومبيوس من الإسكندرية استدعاهما وصار يعذبهما، وكان الرب يشفيهما. رأى ذلك ثلاثة ضباط يدعون بانيجير وكرماني والحبشي ومعهم أربعون جنديًا، فأعلن الكل إيمانهم بالسيد المسيح وسلموا أنفسهم للاستشهاد... فاغتاظ الوالي وازداد عنفًا وقسوة طالبًا تخليع أظافرهم وضرب فميهما بكتل حديدية لتكسير أسنانهما. وبقدر ما كان الوالي يزداد عنفًا كان الله يتمجد فيهما مرسلًا ملاكه ميخائيل يبسط جناحيه علانية ويشفيهما...
وأحس الوالي بالهزيمة أمام الجماهير فطلب إلقاءهما في السجن.
وكانت مورفياني زوجة الوالي في حالة وضع متعسرة انتهت بموتها، وإذ بلغ الوالي الخبر صار في مرارة واجتمعت المدينة تعزيه فيها... لكن البعض همس في أذنيه أن يستدعي الشابين المسيحيين يصليان من أجلها. أما هو فقال "لو أني أرسلت استدعيهما فلن يطيعاني، فإنهما لابد غاضبان عليّ بسبب العذابات الكثيرة التي لقياها"... لكن بعض العظماء ذهبوا إلى السجن ليجدوهما يصليان وهما في بهاء عجيب، وإذ سألوهما الأمر جاءا معهم، وانطلق الكل إلى بيت الوالي حيث صليا للسيد المسيح واهب الحياة، فأقامها السيد المسيح. عندئذ وهبهما الوالي الحرية، وعادا إلى قريتهما "سنباط".
فاجتمع أهل سنباط يطلبون صلوات هذين القديسين عنهم، وكان الرب يتمجد فيهما... وأخيرًا سلما ما تبقى من ممتلكاتهما لرجل تقي يدعى صربامون ليوزعها على المحتاجين، ويهتم ببيتهما الذي وُضع فيه جسد الشهيد (أبا أنوا). ثم خرج الاثنان بقوة إلى بساريوم بجوار الفرما حيث التقيا بالحاكم بوبليان، اللذين وجداه يحاكم أحد الشهداء يُدعى (أبا هيسي)... وإذ اعترفا بالسيد المسيح أمامه أصدر أمره بقطع رأسيهما.
فأُقتيد الشهيدان إلى شرقي المدينة، وفي موضع الاستشهاد سُمح لهما أن يصليا، فظهر لهما السيد المسيح جالسًا على مركبة نورانية ورئيس الملائكة ميخائيل عن يمينه ورئيس الملائكة جبرائيل على يساره وألوف من الملائكة حوله تسبحه وتمجده... فتهللت نفسيهما... ثم نظرا إلى الجند، قائلين "كملوا ما أُمرتم به، فاستل أحد الجنود سيفه وقطع رأسيهما، وكان ذلك في الثامن من شهر أبيب.
اما القديس الاب بلانا القس فكان كاهنًا ببلدة بارا التابعة لكرسي سخا. سمع عن اضطهاد المؤمنين، فوزع كل أمواله على المساكين وانطلق إلى أنصنا ليعترف أمام أريانا الوالي، محتملًا الآلام حتى نال إكليل الشهادة.
أُطلبوا من الرب عنا، يا أنبا بيروه و أتوم، ويوحنا وسمعان، ليغفر لنا خطايانا.
بركه صلاة الجميع تكون معنا امين...
ولربنا المجد دائمًا أبديا امين...