ياسر أيوب
فى ٢٠١٥.. تم اختيار اليونانية إيفا أسديراكى لتصبح أول امرأة تحكم نهائى الرجال فى بطولة أمريكا المفتوحة للتنس.. ولم تغضب إيفا حين جاء أحد الصحفيين ليجرى معها حوارًا بعد اختيارها وسألها عن نوع الشامبو الذى تستخدمه ليبدو شعرها جميلًا فى كل المباريات التى تقوم بتحكيمها.. فقد اعتادت إيفا على أن يلتفت وينشغل كثيرون بكونها امرأة وليس نجاحها الذى قادها لأن تصبح من أفضل وأقوى وأشهر حكام التنس فى العالم.. وبينما كانت إيفا تدير- منذ يومين- مباراة قبل نهائى ويمبلدون بين الإسبانى ألكاراس، حامل اللقب، والروسى ميدفيديف.. سقطت الكرة على الأرض مرتين قبل أن يلعبها ميدفيديف، واحتسبت إيفا اللعبة لمصلحة ألكاراس.. وثار ميدفيديف معترضًا وساخرًا من إيفا التى وصفها بالقطة الصغيرة.. وكانت إهانة لم تقبلها إيفا أو تتجاهلها أو تتسامح معها.. وتركت مقعدها العالى ونزلت إلى الملعب بعد أن استدعت المشرف العام ميكوين والحكمة دينيس بارنيل، ليس لمراجعة قرارها ولكن للتشاور حول سلوك ميدفيديف.. وكان القرار هو تحذير ميدفيديف من تكرار هذا السلوك، مع السماح له باستكمال المباراة التى خسرها فى النهاية..
وعلى الرغم من ضيق إيفا وغضبها، إلا أنها استكملت اللقاء بمنتهى الدقة والحياد والنزاهة.. فقد سبق لها رؤية كثيرين لا يعترفون بأخطائهم عند الهزيمة ولا يجدون أسهل من اتهام التحكيم بأنه سبب خسارتهم.. وسبق لها أيضا الصدام مع لاعبين رجال تعاملوا معها باعتبارها امرأة يسهل التأثير عليها أو القطة الصغيرة كما وصفها ميدفيديف.. وفى كل المواقف لم تكن إيفا قطة ولم تكن صغيرة أيضًا.. إنما امرأة قوية وعنيدة، ورغم أنها لا تزال فى الثانية والأربعين من عمرها، إلا أنها صاحبة نجاحات كثيرة وحقيقية فى تحكيم التنس.. فقد اكتشفت مبكرًا أنها لن تكون لاعبة مميزة، فقررت فى الخامسة عشرة من عمرها الاتجاه للتحكيم، وبدأت كمراقبة لأحد جانبى الملعب فى اليونان.. ثم درست تحكيم التنس فى لوكسمبورج وأصبحت حكمة دولية وهى فى التاسعة عشر من عمرها.. وحين أدارت نهائى السيدات فى بطولة أمريكا المفتوحة ٢٠١١.. اصطدمت بالنجمة سيرينا ويليامز التى تكبر إيفا بعام واحد واتهمتها سيرينا بالقبح ولم تهتز إيفا أو تخشى انفعال سيرينا وجمهورها وإعلامها.. فإيفا تثق دائما فى نفسها وسلامة قراراتها، وقررت ألا تكون فى أى وقت كبش فداء لأى نجمة أو نجم أو تصبح الشماعة التى يعلق عليها الكبار خسائرهم وأخطائهم.. ولهذا نجحت وأصبحت إحدى نساء قليلات فى العالم بلغن المكانة الرفيعة فى تحكيم التنس.. وتعيش إيفا حاليا فى أستراليا مع زوجها بول مور، ولم يمنعها الحمل والولادة من مواصلة نجاحها وتألقها.
نقلا عن المصرى اليوم