ياسر أيوب

يحترم الأوروبيون قواعدهم الكروية ولا يقبلون أن يكسرها أحد حتى لو كان ملكا أو رئيسا.. وقبل أن يبدأ النهائى الأوروبى أمس الأول فى العاصمة الألمانية برلين بين إسبانيا وإنجلترا.. جاء من مدريد فيليب السادس، ملك إسبانيا، وبصحبته ابنته الصغرى الأميرة صوفيا.. ومعهما بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، وبيلار أليجريا، وزيرة التعليم والرياضة، وبيدرو روشا، رئيس اتحاد الكرة الإسبانى.. ومن لندن جاء الأمير ويليام، أمير ويلز، وابنه الأمير جورج.. ومعهما كير ستارمر، رئيس الحكومة البريطانية المنتخب حديثا مع زوجته..

وقبل أن تبدأ المباراة النهائية قيل بوضوح للجميع إن البروتوكول الكروى الأوروبى يعطى الأولوية فى ترتيب المقاعد للمسؤولين الكرويين قبل السياسيين.. ولهذا سيسبق رئيس اتحاد الكرة الإسبانى فى الجلوس كل من رئيس الحكومة ووزيرة الرياضة.. ولم تكن هناك مشكلة للإنجليز، حيث الأمير فيليب هو أيضا رئيس اتحاد الكرة الإنجليزى.. وقيل للجميع أيضا إنه لا مانع من وقوف الملك الإسبانى وولى العهد البريطانى على منصة التتويج بعد نهاية المباراة.. لكن مع كل التقدير والاحترام للعرشين الإسبانى والبريطانى فلن يشارك أى منهما فى تسليم الميداليات أيا كانت نتيجة المباراة..

وسيقوم ألكساندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، وحده بتسليم الميداليات للمنتخبين الفائز والخاسر.. واحترم الجميع هذه القواعد دون أى اعتراض أو استياء.. وطلب الملك الإسبانى من المنظمين قبل بداية المباراة النزول بعدها لغرفة ملابس المنتخب الإسبانى فائزا أو مهزوما.. ولم تكن هناك ضررة لذلك، حيث قام الملك الإسبانى بعد انتهاء مراسم توزيع الميداليات بما لم يقم به أى ملك أو رئيس من قبل فى أى ملعب كرة.. فقد فوجئ اللاعبون الإسبان أثناء احتفالاتهم بكأس أوروبا الذى استعادوه بعد ١٢ عاما بملك بلادهم يعود إليهم ويشاركهم الاحتفال ويحمل بنفسه الكأس ويرفعه عاليا وحوله اللاعبون وأيضا الأميرة صوفيا.. وكان واضحا للجميع أن فرحة ملك إسبانيا بهذه البطولة كسرت كل تقاليده الملكية وأعادته مواطنا إسبانيا أتيحت له فرصة استثنائية للصراخ والهتاف لإسبانيا وسط نجوم إسبانيا أبطال أوروبا..

وتعددت الأسباب التى دفعت الملك فيليب لهذا السلوك الإنسانى التلقائى منها حبه لكرة القدم.. ولم تكن إسبانيا قبل بدء البطولة مرشحة أولى للفوز بها وتسبقها فى التوقعات ألمانيا وفرنسا وإنجلترا.. وشهد الملك كل ما عانت منه الكرة فى بلاده من فضائح وأزمات دون أن يملك سلطة التدخل والقرار.. وبطولة أمس الأول كانت أيضا أول بطولة كروية لإسبانيا بعد جلوسه على العرش فى ٢٠١٤.. وكان جميلا أن يرسل الملك البريطانى تشارلز رسالة للاعبين الإنجليز يؤكد لهم فيها أنه رغم الخسارة لايزال فخورا بهم.

نقلا عن المصرى اليوم