( 1937- 2003 )
 إعداد/ ماجد كامل 
ميلاده ونشأته : 
ولد "سامح عدلي ميخائيل "  في 29 يناير 1937 في مصر القديمة من أسرة مسيحية تقية ، نشأ في حي الفجالة وتربى  فيها ، وكان من بين أولاد عمه الدكتور مجدي صبحي " نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس أسقف عام أفريقيا حاليا ) .
 
،وتدرج في مراحل التعليم المختلفة .حتى حصل على بكالوريوس هندسة  قسم العمارة من جامعة القاهرة عام 1958 ، ليعمل بعدها ضابطا مهندسا فى القوات الجوية المصرية ( وقد وصل إلى رتبة عميد ،وحصل بعدها على معاش مبكر )  . أهم الإنجازات التي قام بها أثناء خدمته :
1-هو واحد من رواد خدمة مدارس الأحد في كنيسة العذذراء بالفجالة . 
2-أهتم بخدمة القرية  ، فخدم فى قري الخانكة وأبو زعبل وشبين القناطر . 
3-أنشأ مركز لوسائل  الإيضاح ، وقام بعمل أكثر من مؤتمر لخدام الكنائس فى خدمة وسائل الإيضاح . 
4-أهتم بعمل معارض للكتب . 
5-أول من أصدر إبصلمودية صغيرة شخصية . 
6-أول من أنتج فيلما روائيا طويلا ، وكان عن حياة القديس العظيم الأنبا انطونيوس ، وهو أول فيلم روائي مسيحي . 
7-أول من أنشأ أسرة للآثار والعمارة القبطية . 
8-يعتبر رائد من رواد إنشأ بيوت للخلوة  في الأديرة ، فلقد أنشأ بيت للخلوة في دير السريان والبراموس ، ودير أبو سيفين بطموه . 
8- كان رائدا في إصدار ونشر الكثير من الكتب والمخطوطات ، وهو ما نوثقه عند الكتابة عن سلسلة كتبه ومؤلفاته . 
.
تاريخ رهبنته بدير السريان : 
أشتاقت نفسه للرهبنة  ، فتوجه إلى دير السريان العامر ورسم راهبا بالدير على يد المتنيح نيافة الأنبا ثاؤفيلس (   1908- 1989   ) رئيس الدير في يوم 5 فبراير 1984 
تاريخ سيامته قسا باالدير :
سيم قسا في 27 نوفمبر 1987 .
 
خدماته في الرهبنة :
1-طلب منه قداسة البابا شنودة الثالث الإشراف على قسم  العمارة القبطية في معهد الدراسات القبطية . 
2-طلب منه المتنيح نيافة الأنبا دوماديوس  ( 1925-  2011 ) مطران الجيزة  الإشراف على دير القديس أبو سيفين بطموه ، فأهتم بتعميره وإنشاء مباني وأماكن جعلت من هذا المكان مكانا جميلا مناسبا للأسرة المسيحية والرحلات الكنسية لقضاء يوم روحي جميل فيه . 
رسامته أسقفا على شبين القناطر : 
كان الراهب صمويل السرياني ، يخدم وهو علماني في منطقة شبين القناطر والخانكة وأبو زعبل ، مع أبن عمه الدكتور "مجدي صبحي " ( نيافة الأنبا أنطونيوس أسقف عام أفريقيا ) . فاختاره المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث أسقفا لشبين القناطر وتوابعها ، وكان ذلك يوم عيد العنصرة الموافق 14 يونيو 1992 . 
 
أهم الكتب والمؤلفات التي قام بنشرها وتحقيقها :
1-كتاب ميامر مار اوغريس . 
2-كتاب  سأل أب شيخا – تفسير البراديسوس – للأنبا فيلوكسينوس أسقف منبج . 
3-كتاب ترتيب البيعة  في ثلاثة أجزاء تشمل ( الجزء الأول  شهور توت بابه هاتور – الجزء الثاني شهور كيهك طوبة أمشير – الجزء الثالث من برمهات الى النسيء ) . 
4-كتاب الطب الروحاني – قوانين مختصرة مما رتبه الآباء . 
5-كتاب تاريخ البطاركة المنسوب لساويرس ابن المقفع فى ثلاثة  أجزاء . 
6-كتاب تاريخ أبو المكارم المنسوب خطأ لابي صالح الأرمني في أربعة أجزاء تشمل ( الجزء الأول القاهرة والوجه البحري – الجزء الثاني الجيزة والوجه القبلي – الجزء الثالث عن الكنائس والأديرة في القرن 12 بأسيا وأوربا – الجزء الرابع ما كتبه الأجانب والمؤرخون عن الكنائس والأديرة ويشمل : الكنائس والأديرة في الديارات للشابشتي المتوفي 388م – الكنائس والاديرة  في خطط المقريزي المتوفي سنة 1441م – الكنائس والاديرة في الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك المطبوع سنة 1888 – الكنائس والأديرة في رحلات الراهب فانسليب من سنة 1672 غلى سنة 1673 – الكنائس والأديرة في رحلات الراهب كلود سيكار  من سنة 1712 إلي سنة 1673 – الكنائس والأديرة في وصف مصر وضعه علماء الحملة الفرنسية سنة 1809 م – بحث قيم للمتنيح العلامة جرجس فيلوثاوس عوض عن أبو المكارم وأبو صالح الأرمني ) . 
7-الإبصاليات والطروحات الواطس والىدام – الجزء الأول القمص فيلوثاوس المقاري والمعلم ميخائيل جرجس البتنانوي . 
8-الأبصاليات الواطس والآدام – ج 2 – برمهات – الشهر الصغير . 
9-ميامر مار إفرام السرياني وملخص سيرته . 
10- الدليل إلى الكنائس والأديرة القديمة من الجيزة إلى أسوان . 
11-الآثار القبطية التي أكتشفت في عصر البابا شنودة الثالث .
12- القبة القبطية Coptic Dom . 
13- كتاب الأربعون خبرا   مقتطفات من أقوال القديسين : انبا مقارة أسقف نقيوس – ال،با بقطر رئيس دير البهنسا – أنبا صموئيل رئيس دير القلمون .... الخ . 
14- كتاب النحت القبطي Coptic Sculpture  تأليف جون بيكويث ،ترجمة أليس عزيز ، اعدها للنشر الراهب صموئيل السرياني . 
 
مرضه الأخير ثم نياحته :
تعرض نيافة الأنبا صموئيل  إلى جلطة  بالمخ ، أثرت على بعض مراكز الحركة عنده  ، مما أعاقت كثيرا من خدمته التي كان يقوم فيها بالحفر والتنقيب في الكنائس والأديرة المصرية فى جميع محافظات الجمهورية ،  ولكنه تحمل التجربة  بشكر حتى تنيح أخيرا فى 15 يوليو 2003 عن عمر يناهز  66 عاما ، وفي عصر يوم الأربعاء 16 يوليو ، قام المتتيح قداسة البابا شنودة الثالث بالصلاة على جثمانه الطاهر فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، وحضر الصلاة  حوالي 36 مطرانا وأسقفا . وعدد كبير من الآباء الكهنة . وقام قداسة البابا شنودة بإلقاء كلمة العزاء ، وجاء فيها من بين ما جاء "كانت مفاجأة لنا حينما سمعنا برحيل الأنبا صموئيل ، أعرفه منذ فترة طويلة ،منذ ان كان تلميذا في كلية الهندسة ، بل أعرفه من قبل حينا  كان يخدم في كنيسة السيدة العذراء بالفجالة .. وأعرف عائلته لأنه من أسرة كهنوتية فهو قريب لنيافة الأنبا  أنطونيوس مرقس أسقف شئون أفريقيا ، وقريب للمتنيح القمص روفائيل صبحي الذي يخدم في أمريكا ، والقمص ميخائيل صبحي الذي يخدم في منطقة الجيزة ،  وهو إنسان عاش  حياته كلها فى خدمة الله ، وقد تخصص فى دراسة الآثار ، وأصدر العديد من الكتب في تاريخ الكنيسة ونشر مجلدين عن الكنائس " . 
 
أخيرا : بعض الذكريات الشخصية مع كاتب هذه السطور : 
أتيحت لي فرصة التعرف الشخصي على الراهب "صموئيل السرياني " في ديسمبر 1984 ، حيت كنت  فى زيارة لدير السريان العامر فى نفس الفترة التي صدر فيها القرار الجمهوري بعودة البابا شنودة الثالث إلى مقر كرسيه بالقاهرة ( لقد صدر القرار فى أول يناير 1985 ) . وكان الراهب صموئيل السرياني هو الراهب المسئول عن شرح معالم الدير الأثري للسادة زوار الدير ، ولقد لفت نظري الاستيعاب الكامل لكل معالم الدير ، مع الاستفاضة فى شرح كل تفصيلة  من هذا الراهب . ولقد ذكر  لوفود أحدي  الرحلاـت  أنه أصدر كتاب تاريخ  أبو المكارم  . وفى المساء كان يجلس  معنا فى خلوات روحية في حديقة دير السريان أو دير الأنبا بيشوي  . كما طلب منا باعتبارنا شباب صغير ( وقتها طبعا ) أن نساعد الآباء الرهبان في تعبئة زيت القنديل للأيقونات فى أنابيب صغيرة ،تميهيد لتوزيعها للبركة على زوار الدير ، وعرفنا بالأب الراهب لوكاس السرياني ( نيافة الانبا دانيال مطران المعادي حاليا أطال الله حياته ومتعه بالصحة والعافية  ) . وكان هو الراهب المنوط به القيام بهذه الخدمة . وبعد توليه مسئولية قسم العمارة القبطية بمعهد الدراسات القبطية ، وكنت وقتها طالبا بقسم اللغة القبطية بنفس المعهد ، توطدت العلاقة  أكثر ، فكثيرا ما كان يقوم بعمل معارض للصور والأيقونات ، وكنا نراه ينحني على ركبه بنفسه من أجل قص وتنسيق لوحة معينة ، أو تعليقها على الحائط . كما كان يقوم بعمل ندوات تثقيفية عن الكنائس والأديرة الاثرية مستعينا بجهاز البروجيكتر . وأذكر جيدا أني كنت أستفيد وأستمتع بهذه المحاضرات  جدا ، وكانت سببا فى بداية عشقي للآثار . ولقد كان يقوم بهذه الخدمة النادرة والمباركة في اجتماعات الشباب والخدام فى الكنائس المختلفة ، أذكر منها مرة كانت فى اجتماع الشباب بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون ، وكثيرا ما كان يدعوني إلى الحضور لمحاضرات قسم العمارة القبطية ، وعندما قلت له أنا خريج كلية نظرية ( آداب ) فهل أصلح ؟ فكان يرد أنا معظم الطلبة عندي خريجين كليات نظرية . والقسم لا يشترط تخصص معين للدراسة به ، ولقد أستمر فى هذه  الخدمة الجميلة بعد ما صار أسقفا في 14  يونيو 1992 ، وكان يرحب بي كثيرا مداعبا إياي " ازيك يا خواجة " . وبعد أصابته بالجلطة ،  لم يعد يستطيع الحضور بانتظام ، ولكني أذكر أنه جاء مرة وهو مستندا على أربعة  من الشياب ، وكانت يده عاجزة عن الحركة حتى أنه لم يستطع رفعها للسلام على ، فانحنتيت انا وقبلتها فى مكانها .  ثم علمت بخبر نياحته بعد ذلك  . الرب ينيح نفسه وينفعنا بعلمه وصلواته . 
 
مراجع المقالة : 
1-كنيسة  السيدة العذراء مريم بالفجالة : نيافة الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر ، الموقع الرسمي للكنيسة على شبكة الأنترنت . 
2-الأنبا صموئيل أسقف شبين  القناطر وطوخ والخانكة  : مشروع الكنوز  القبطية Coptic Treasures  .
3-موقع القس انطونيوس فهمي : الأنبا صموئيل المتنيح أسقف شبين القناطر . 
4-موقع موسوعة تاريخ أقباط مصر Coptic History المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر . 
5-مكتبة  أوتار السماء : كتب الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر المتنيح . 
6-بعض الذكريات الشخصية لكاتب هذه السطور .