القمص يوحنا نصيف
من الكتابات الجميلة التي قرأتها في الفترة الأخيرة، عظة للقدّيس كيرلس الأورشليمي (313-387م) في تعليمه للموعوظين، على عبارة "تجسَّد وتأنَّس" من قانون الإيمان.. أقتطف لحضراتكم بعض فقرات منها:
+ يا رفاق النقاوة وتلاميذ العِفّة، تعالوا نسبِّح الله بشفاةٍ مملوءة من الطُّهر، نسبِّح الذي وُلِدَ من العذراء.
+ نحن الذين جُعِلنا مستحقِّين أن نتناول من جسد الحَمَل العقلي، دعونا نأكل الرأس مع الأرجُل (راجع طقس خروف الفِصح خر9:12) الرأس تشير إلى لاهوته، أمّا الأرجُل فهي تشير إلى ناسوته.
+ ليتنا نعترف بمجيء ذلك الذي هو ملكٌ وطبيب؛ لأنّ الملك يسوع التحف بطبيعتنا البشرية لكي يشفيها من وجعها. لقد صار معلِّم الأطفال الكامل، طفلاً مع الأطفال، لكي يعطي حكمةً للجهلاء. وقد نزل الخُبز السماوي على الأرض (يو41:6) لكي يُطعِم الجِياع.
+ لقد استخدَم الشيطان الجسد كأداة ضدًّا لنا.. حسنًا، فبالأسلحة التي حاربنا بها الشيطان، بهذه الأسلحة نفسها خلّصَنا الرب. لقد أخذ الرب شبهنا (جسدنا) لكي يخلِّص البشريّة. فقد أخذ الرب شبهنا لكي يمنحنا نعمةً أعظم كانت تنقصنا، وحتّى تصير البشريّة الخاطئة مُشارِكةً لله..!
+ لم يُخلَق، في البدء، أي عضوٍ من أعضاء الجسد نجسًا. فلتُسَد أفواه كل الهراطقة الذين يحتقرون الأجساد، بل بالحريّ هم يحتقرون خالق الأجساد.. لكن دعونا نذكر بولس الرسول حين يقول: "أم لستم تعلمون أنّ جسدكم هو هيكل للروح القدس، الذي فيكم الذي لكم من الله، وأنّكم لستم لأنفسكم" (1كو19:6).
+ نحن البشر لم نُحرَم من كرامة العِفَّة. لقد ظلّ المُخَلِّص تسعة أشهر في بطن العذراء، بينما عاش بيننا ثلاثة وثلاثين عامًا. وهكذا فإن افتخرَت به العذراء لأنّه بَقِيَ فيها تِسعة شهور، فبالأكثر يجب أن نفتخِر نحن إذا كان هو طوال هذه السنين العديدة يعيش معنا..!
+ إذًا فلنُسرِع جميعنا في طريق العِفَّة بنعمة الله، فتيان وفتيات، شيوخ مع شباب، مُسبِّحين اسم المسيح، ومُبتعدين عن الشهوات الجسديّة.
+ ينبغي ألاّ نجهَل مجدَ العِفّة فتاجها ملائكي، وعظمتها تفوق ما هو بشري.
+ ليتنا نهتّم بأجسادنا التي سوف تضيء مثل الشمس (مت43:13).
+ دعونا لا ندنِّس الجسد من أجل لذّة وقتيّة، الجسد الذي له مثل هذا المجد العظيم..
+ لأن الخطيّة للحظة قصيرة، أمّا العار فهو أبديٌّ.
+ هؤلاء الذين يحفظون العِفّة هم ملائكة يمشون على الأرض.
+ العذارى سوف يكون نصيبهنّ مع مريم العذراء.
+ فلنرفض الاهتمام باللذّات الوقتيّة، ونترك كُلّ نظرة مُهلِكة، وكذلك أي مَشْيَة (حركة) شهوانيّة. وكل مَلبَس غير لائق، وكلّ رائحة مُثيرة.
+ فلتكُن رائحة الصلاة الزكيّة هي عِطرنا جميعًا، وكذلك فلتكُن أعمالنا الحسنة وتقديس أجسادنا.. حتّى يقول الرب، الذي وُلِدَ من العذراء، لنا نحنُ الرجال والنساء الّذين نسير في طريق العِفّة، كإكليل لنا: "إنِّي سأسكُن فيهُم، وأسير بينهم، وأكون لهم إلهًا وهُم يكونون لي شعبُا" (2كو16:6)].
القمص يوحنا نصيف