صبري غنيم
- للأسف نحن البلد الوحيد الذى لا يملك قاعدة بيانات عن الشغالات المصريات أو الأجنبيات اللاتى يعملن فى البيت المصرى، ولا توجد لائحة للأجور حتى أصبحت لعبة الأجور هى المعيار فى استمرارية العمل لدرجة أن الشغالة الإفريقية تتقاضى ما يقرب من عشرة آلاف دولار فى الشهر، فى حين أن المصرية التى تحمل مؤهلًا متوسطًا راتبها لا يزيد على خمسة آلاف جنيه، إن قاعدة البيانات تحمى أصحاب الأعمال فى حالة هروب الشغالات، المهم أن يكون هناك إلزام للأسرة المصرية التى تؤوى شغالة عندها لابد أن يكون لديها بطاقة تشغيل عمالة بيت، وهذه البطاقة تحمل جميع بيانات الشغالة وأقاربها ومعارفها، وفى حالة هروبها قاعدة البيانات هى التى تحدد مكانها، لأنه لا يُسمح بعمل الشغالة إلا إذا كانت تحمل بطاقة من مكتب العمل، المهم أن يضمن مكتب العمل لصاحب العمل بقاء الشغالة وعدم هروبها، كما يضمن مكتب العمل حق الشغالة من أجر وإجازة شهرية، مشكلتنا فى مصر نقص الشغالات المتدربات على العمل، خاصة رعاية الأطفال، فتجد الشغالة تتقاسم مع الطفل أكله.

- أتمنى أن تقوم فتيات الخدمة العامة خريجات الجامعات المكلفات بأداء الخدمة العامة بعمل دراسة عن مشاكل البيت المصرى مع الشغالة المصرية أو الأجنبية، وعلى ضوء هذه المشاكل تضع مكاتب العمل نظامًا يضمن حق الطرفين: صاحب العمل والشغالة، طبعًا شىء من هذا لن يحدث لأن السماسرة يسيطرون سيطرة كاملة على الشغالات حتى أصبحت لهن مستودعات فى المعادى و٦ أكتوبر والتجمع، للأسف مكاتب العمل لا تتدخل فى عمل السمسرة حتى أصبح السمسار هو الإمبراطور الذى يتحكم فى عمل الشغالة وتحديد راتبها، للأسف مشكلتنا رفع الأسعار دون أن نراعى الأسر محدودة الدخل التى لا تستطيع أن تدفع للشغالة أكثر من خمسة آلاف جنيه فى الشهر، فى حين أن هناك أسرًا تعمل على خطف الشغالات وتعرض عليهن ضعف هذا الراتب دون مراعاة ظروف الآخرين.

- صحيح أن المصانع استوعبت عددًا كبيرًا من الشغالات للعمل فيها كعاملات، وبالذات فى المناطق الريفية، وقد نجحنا فى وقف تصدير الشغالات المصريات للبلاد العربية بعد غزو الشغالات الإفريقيات السوق المصرية، والشهادة لله أن إحدى الدول الآسيوية التى كانت تقوم بتصدير الشغالات للدول العربية توقفت عن ذلك ومنعت سفرهن للعمل كشغالات فى المنطقة العربية، فى حين أنها هى أفضل جنسية فى خدمة البيت المصرى، صحيح أن المملكة العربية السعودية أوقفت عملهن بعد ارتكاب بعضهن حوادث خطف أطفال، ويذكر أن حادثة من هذا النوع ارتكبتها شغالة كانت تعمل فى امتداد الشيخ زايد، حيث اتفقت مع أحد السائقين على خطف طفل، وعلى بوابة المنتجع تمت عملية ضبط الواقعة، ومن يومها انتشر الأمن فى المنتجعات الجديدة، وأصبح هناك حرص شديد فى التعامل مع الشغالات الآسيويات.
نقلا عن المصرى اليوم