ياسر أيوب
الإمبرطور الرومانى نيرو كلاوديوس سيزار أجوستوس، الذى اختصرناه باللغة العربية ليصبح نيرون فقط.. والذى أصبح فى سنة ٥٤ حاكما للإمبراطورية الرومانية رغم أنه لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر.. وقد يعرفه كثيرون باعتباره الإمبراطور الذى أحرق روما سنة ٦٤ وظلت نيرانها مشتعلة ٧ أيام بينما يجلس نيرون فوق أحد تلالها يعزف ويغنى أشعار هوميروس.. لكن ربما لا يعرف كثيرون أن نيرون هو الذى أفسد الدورات الأوليمبية فى العصر القديم وأحالها من ألعاب يتسابق فيها كثيرون للفوز فى النهاية بأغصان الزيتون إلى لعبة سياسية الفوز فيها للأقوى وليس الأفضل ومسموح فيها بالخداع والغش.. وبدأت الحكاية بعد استيلاء نيرون على العرش دون وجه حق بمساعدة والدته أجريبينيا التى انقلب عليها نيرون بعد قليل وحاول قتلها.
واستسلم نيرون لحياة عابثة لا تليق بإمبراطور روما.. انشغل بالغناء والعزف على قيثارته مقتنعا بأنه موهوب فى ذلك.. وكان يغادر القصر فى لياليه متنكرا فى زى عبد ليقضى الليل مع الساقطات واللصوص وقطاع الطرق.. وكان نيرون مهووسا بالإغريق وثقافتهم وفنونهم وألعابهم أيضا، وتعلم أيضا منهم ومعهم سباق العربات.. وبعد أن قتل والدته وأحرق روما.. قرر نيرون فى سنة ٦٧ المشاركة فى الدورات الأوليمبية التى ينظمها الإغريق كل أربع سنوات فى أوليمبيا.. وكان قرارا اعتبره المؤرخون الرياضيون نقطة تحول هائلة فى دورات الزمن القديم.. وبعد أن اعتادت أوليمبيا أن يأتى الرياضيون فى سلام وهدوء.. جاء نيرون بموكب إمبراطور لروما وليس كرياضى عادى يريد المشاركة فى الألعاب.. وأجبر المنظمين على بدء الدورة الجديدة بعد عامين فقط على انتهاء الدورة الماضية لأنه لم يكن يريد الانتظار عامين.. وأعلن أنه لن يشارك فقط فى لعبة سباق العربات التى اعتاد ممارستها فى روما.. إنما أراد نيرون المشاركة فى كل الألعاب بل أراد أن يفوز فيها أيضا دون أى اعتبار واحترام لتقاليد ومواثيق أوليمبية.
وعلى سبيل المثال شارك نيرون فى سباق العربات ذات العشرة أحصنة وسقط من عربته ورغم ذلك أجبر المنظمين على اعتباره فائزا بالسباق.. وأجبر نيرون المنظمين أيضا أثناء الدورة على إضافة ألعاب جديدة لم تشهدها أوليمبيا من قبل لمجرد أن نيرون يحب هذه الألعاب أو ظن أن بإمكانه الفوز فيها.. وأضاف أيضا مسابقات أوليمبية فى الموسيقى والغناء.. وبالقوة والحرس الخاص به والتحايل فاز نيرون بكل الألعاب التى شارك فيها.. ورغم قيام المنظمين بعد موت نيرون سنة ٦٩ بإلغاء كل نتائجه الأوليمبية إلا أن الألعاب بعد نيرون لم تعد كما كانت بعد مشاركة نيرون، سواء كانت ألعاب الزمن القديم أو حتى الألعاب الحالية أيضا.
نقلا عن المصري اليوم