حمدى رزق
رغم أنى أهلاوى قح، ولا أرتضى بغير فانلة الأحمر بديلًا، وأهلاويتى تلح علىَّ إلحاحًا لكراهية فريق «بيراميدز»، الذى يزاحم الأهلى على قمة الدورى، ويُغلِّس على جماهير القبيلة الحمراء برفع أسعار تذاكر القمة بشكل مستفز وسخيف، فى ظرف اقتصادى غير مواتٍ.
الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به غيرنا، الحمد لله. قلبى أبيض، ومغتبط باقتحام نادى بيراميدز، «الأسيوطى سابقًا»، لعرين قمة الكرة المصرية، التى ظلت عقودًا حكرًا على الأهلى والزمالك، لا يدخلها عليهما غريب.
عشنا وشفنا تحليلات كروية، وتعليقات فى الاستديوهات التحليلية تتحدث عن قمة الأهلى وبيراميدز، (ديربى القاهرة)، وهلم جرا من توصيفات، تحس أن قيامة الكرة قامت، وكلها إشارات وإيماءات وتصريحات تؤذن بولوج فريق طامح جامح يدق الأبواب، بيراميدز بات رقمًا كرويًّا صعبًا وثقيلًا على الساحة الكروية المصرية.
لا تشغلنى المناكفات الجماهيرية الحمراء، ولا حتى تشجيع بعض القبيلة البيضاء (الزملكاوية) لبيراميدز، عادى ويحدث فى كل بلاد الكرة الأرضية، فى تونس على سبيل المثال هناك مَن يشجع الأهلى المصرى عند ملاقاة الترجى التونسى، وفى المغرب هناك مَن يشجع الزمالك عند ملاقاة الوداد المغربى، ما يغبطنى صراحة أن القمة لم تعد احتكارية، مقسومة على اثنين، صارت ثلاثية، وأتمناها رباعية، القمة فى إنجلترا والبلاد المتقدمة كرويًّا سداسية.
دخول بيراميدز من الباب العالى وباستحقاق كروى، وإمكانيات تنافسية ثرية، يرفع مستوى المنافسة الكروية، هرمنا على ما يشبه فيلم «عنتر ولبلب» سينمائيًّا، فيلم الأهلى والزمالك كرويًّا، احتكار كروى كريه!.
قسمة ضيزى (قسمة ظالمة) للكرة المصرية أضعفتها تمامًا، الأهلى والزمالك فوق.. والبقية تحت فى الدور التحتانى.. يتنافسون على الهبوط إلى دورى الظلام الدامس.
بيراميدز صار رقمًا كرويًّا مهمًّا، ومن خلفه «مودرن سبورت»، ومع الاستفاقة المتوقعة للإسماعيلى والمصرى وسيد البلد (الاتحاد السكندرى)، ستصير القمة سداسية، سنمتلك دوريًّا ينافس عربيًّا وإفريقيًّا، ويشبه الدوريات الكروية فى مشارق الأرض ومغاربها.
لن نصبر على طعام واحد، التعددية الكروية مستوجبة، طوال الموسم نتثاءب كرويًّا، ننتظر قمة الأهلى والزمالك مرتين فى السنة، من العيد للعيد.. ما ضركم أن ننتظر (قمة الاثنين) بين الأهلى وبيراميدز بأريحية كروية كاملة!.
تخيّل بيراميدز ينافس الأهلى على الدورى، على بطولته المفضلة، وبشراسة، وحتى آخر مباراة، تخيل جماهير الأهلى تحسب وتتحسب لمآلات قمة الاثنين، وتحسبها بالورقة والقلم، وتخشى مفاجآت الساحرة المستديرة.
كان فين كل ده، القبيلة الحمراء لم تعرف طوال عقود منافسًا معتدًّا به كرويًّا سوى الزمالك، ولا تهضم منافسًا محتملًا سوى الأبيض الملكى.
تخيل من الخيال المحلق أن قاضية أخرى للكابتن «أفشة» حدثت فعلًا، دخلت فى مرمى القبيلة الزرقاء، ويحكون ويتحاكون عنها، ويعقدون المقارنات بين قاضية الزمالك وقاضية بيراميدز.. لله فى خلقه شؤون.
إصلاح حال الكرة المصرية فى التعددية الكروية، ومستوجب الحفاظ على حظوظ «بيراميدز» فى المنافسة الشريفة، سيشجع آخرين على الدخول فى المربع الذهبى، تاليًا القمة ستصير قممًا، والمنافسة ستحتدم، والاحتكار سيمتنع، والمواهب ستتفتح، من حظ المدير الفنى للمنتخب، «كابتن حسام حسن»، أمامه باقة مواهب فى عدة نوادٍ، أخيرًا سيصير منتخب مصر، ليس منتخب الأهلى والزمالك.
نقلا عن المصرى اليوم