ياسر أيوب

فى ٢٢ يونيو ٢٠١٦.. تم فيرجينيا إلينا راجى كأول '>انتخاب فيرجينيا إلينا راجى كأول امرأة تصبح عمدة العاصمة الإيطالية روما.. وبعد أقل من ثلاثة أشهر.. فوجئ الإيطاليون بفيرجينيا تقرر انسحاب روما من سباق استضافة دورة ٢٠٢٤ الأوليمبية.. ورفض إيطاليون كثيرون هذا القرار وغضبوا وثاروا على امرأة لا تزال فى السابعة والثلاثين من عمرها تحكم روما لكنها لا تحترم تاريخها وتخشى خوض السباق الأوليمبى ضد باريس.

 

وتم اتهام فيرجينيا بالحماقة والجهل وأنها لا تعرف الذى ستكسبه روما سياسيا وسياحيا ودعائيا إن استضافت دورة ٢٠٢٤.. وأمام هذه الحملات الغاضبة والساخرة.. اضطرت فيرجينيا لمصارحة روما وإيطاليا كلها بحقائق يجهلها أو يتجاهلها كثيرون.. فحين تولت فيرجينا عمادة روما.. فوجئت بأن المدينة غارقة فى ديون بلغت ١٣ مليار يورو وهى ليست على استعداد لإغراق المدينة الجميلة فى مزيد من الديون لمجرد استضافة دورة أوليمبية وأن يتحدث العالم عن روما طيلة شهر كامل.

 

وانتصرت فيرجينيا فى النهاية وانسحبت روما فى ٢٠١٦ لتصبح المدينة الثانية التى تنسحب من سباق دورة ٢٠٢٤.. المدينة الأولى كانت هامبورج الألمانية التى خاضت السباق استنادا لقوة الاقتصاد الألمانى وتأييد ودعم الألمانى توماس باخ، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية.. لكن فوجئ المسؤولون بالناس فى هامبورج لا يريدون هذه الدورة الأوليمبية فتم إجراء استفتاء فى المدينة.

 

وكانت النتيجة أن ٥٢٪ من أهل هامبورج ضد هذه الدورة فانسحبت المدينة فى السباق.. وفى ٢٠١٧ كانت العاصمة المجرية بودابست ثالث مدينة تنسحب من سباق استضافة دورة ٢٠٢٤.. فقد فوجئت الحكومة والبرلمان المجرى بوثيقة موقعة من ربع مليون رجل وامرأة يطالبون بعدم طلب استضافة دورة ٢٠٢٤ وتوفير المليارات التى كانت ستنفقها الحكومة لاستضافة هذه الدورة الأوليمبية وتخصيصها لبناء مدارس ومستشفيات تحتاجها مختلف المدن المجرية.. وهكذا لم تبق إلا باريس ولوس إنجلوس فتم الاتفاق على أن تستضيف باريس دورة ٢٠٢٤ ولوس أنجلوس دورة ٢٠٢٨ كمدينتين غنيتين تستطيعان تحمل تفقات استضافة دورة أوليمبية.

 

 

فباريس دفعت ٩ مليارات يورو لاستضافة دورة ٢٠٢٤.. وهناك دراسة شديدة العمق والأهمية لبنك ألمانيا عن استضافة الدورات الأوليمبية ونهائيات المونديال.. ومن أهم نتائجها أن أى دولة تفكر الآن ومستقبلا فى هذه الاستضافة لابد أن تدرك مقدما أنها ستدفع الكثير جدا من المال الذى لن يتم تعويضه.. فقد انتهى زمن القول بأن الدول ستربح من إيرادات الدورة أو المونديال مهما حاولت وأجادت التخطيط والتنظيم.. وبالتالى باتت استضافة الدورات والمونديال محصورة على دول غنية بإمكانها تحمل خسارة المليارات.. سواء دول تريد وتسعى للمحافظة على تاريخ قديم.. أو دول تحلم وتريد إعادة كتابة تاريخ جديد.

نقلا عن المصرى اليوم