د. ممدوح حليم 
راعوث من نصيب بوعز
كانت الشريعة اليهودية تنص على الآتي:
٥ «إذا سكن إخوة معا ومات واحد منهم وليس له ابن، فلا تصر امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبي. أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة، ويقوم لها بواجب أخي الزوج. ٦ والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت، لئلا يمحى اسمه من إسرائيل. (التثنية ٢٥: ٥، ٦)
 
 وفي قصتنا  هذه لم يكن لراعوث أخو زوج، إذ مات زوجها وأخوه في بلاد موآب قبل رجوع راعوث مع حماتها إلى موطنها بيت لحم. في هذه الحالة يبحث عن الرجل الأقرب للزوج المتوفي ويطلق عليه الولي. وبالنسبة لراعوث كان بوعز الولي الثاني، ولم يكن ممكنا أن يتخطى الولي الأول. كان على الولي أن يقترن بالأرملة ليقيم نسلا يحمل اسم الزوج المتوفي، وأن يفك ( يفتدي) الممتلكات التي ارتهنها أو باعها المتوفي لفقره. وعليه أن يقوم بالأمرين معا.
 
 
   كانت نعمي تنوي بيع قطعة ارض ملك زوجها المتوفي، ولعلها ارتهنتها أو باعتها بالفعل ، وكان على الولي شراء الأرض حتى لا تخرج أراضي العشيرة إلى الغرباء . قبل الولي الأول فك ارتهان ارض نعمي. لكنه رفض الزواج براعوث لأن هذا سيلحق به أضرار مادية لأن ابنهما سيرث جزءا من ممتلكاته بينما سيحمل اسم زوجها المتوفي، بينما الولي متزوج وعنده اولاد. كان الزواج ومازال يحمل حسابات مادية حتى وقتنا هذا.
 
 كان الأمر ممتازا بالنسبة لكل الأطراف. الولي نجا من الخسائر المالية المرتقبة جراء زواجه براعوث. بوعز قبل الصفقة بشقيها أن يشتري ارض نعمي ويتزوج راعوث التي أعجب بها وعشقها. نعمي وراعوث وجدا الزوج المحترم الغني لراعوث الذي سيوفر لهما الحماية والثراء والنسل. وبالطبع كان ثراؤه من عوامل الانجذاب له، فهذا شأن أغلب النساء.
 
   تم الزواج السعيد وانجبت راعوث عوبيد وهو جد داود الملك ، ومن نسله جاء المسيح فهو ابن داود.