ياسر أيوب
أدركت فرنسا مبكرًا جدًّا أن دورة باريس الأوليمبية ٢٠٢٤ لن تكون رابحة اقتصاديًّا، وستزيد تكلفة استضافتها على ٩ مليارات يورو.. وأكد فيليروى جاييو، مدير بنك فرنسا، أن مكاسب فرنسا من هذه الدورة ستكون نفسية فقط، إلى جانب صورة فرنسا، التى قد تتغير فى نواحٍ كثيرة إلى الأفضل فى عيون العالم.. ثم أعلنت شركة نيلسن جراسنوت العالمية، المتخصصة فى تحليل المعلومات والحسابات والنتائج الرياضية.. ومثلها ومعها شركات أخرى لها وزنها وخبراتها قامت بدراسة وتحليل نتائج اللاعبات واللاعبين فى كل البطولات والدورات الدولية والقارية، التى أُقيمت منذ انتهاء دورة طوكيو الأوليمبية الماضية حتى الآن فى مختلف الألعاب.. أن صدارة جدول ميداليات باريس ٢٠٢٤ ستكون للولايات المتحدة ثم الصين ثم بريطانيا.
وأن المركز الرابع هو أفضل نتيجة متوقعة للفرنسيين برصيد ٢٩ ميدالية ذهبية و١٧ فضية و١٠ برونزية.. وهكذا بدأت فرنسا تفتش عن مكاسب حقيقية لدورة باريس ٢٠٢٤ بعيدًا عن خسارة المال وترتيب جدول الميداليات.. وقرر الفرنسيون، بعد طول بحث وتفكير، أن يُحيلوا دورة ٢٠٢٤ الأوليمبية إلى مسلسل إبهار ثقافى وفنى ورياضى على الطريقة الفرنسية.. وكانت الحلقة الأولى هى الاتفاق على أن تصبح باريس ٢٠٢٤ هى أول دورة أوليمبية فى التاريخ لا يُقام حفل افتتاحها كما هو معتاد داخل استاد رياضى.. إنما سيُقام حفل الافتتاح فى نهر السين.. وسيحمل ١٦٠ قاربًا بعثات ٢٠٠ دولة، وتبحر القوارب ستة كيلومترات فوق مياه نهر السين.. وينتهى الإبحار الأوليمبى عند ساحة تروكاديرو، المُطِلّة على برج إيفل، والجميلة بحدائقها ونوافيرها.. ولأول مرة أيضًا، يمكن لكثيرين حضور حفل الافتتاح الأوليمبى مجانًا بدون حاجة إلى شراء بطاقات.. وغير حفل الافتتاح الاستثنائى.
أصبحت شعلة دورة باريس ٢٠٢٤ هى أول شعلة أوليمبية يستضيفها مهرجان سينمائى كبير وشهير بحجم مهرجان كان. وسارت الشعلة فوق البساط الأحمر مثل كل نجمات ونجوم السينما.. واستقبلتها إيريس كنوبلوك، رئيسة المهرجان، التى قالت إنه لقاء بين أوليمبياد الألعاب وأوليمبياد السينما.. أو الحدث الرياضى الأكبر فى العالم والمهرجان السينمائى الأشهر فى العالم.. وبالإضافة إلى ذلك، قررت فرنسا أيضًا أن تضم كل ميداليات باريس الأوليمبية قطعة حديد، وزنها ١٨ جرامًا، من برج إيفل، فى منتصف كل ميدالية.
وقالت اللجنة المنظمة لدورة باريس إن هذه القطع تم جمعها من برج إيفل، أثناء تحديثه، ثم صقلها وتلميعها.. وقال يواكيم رونسين، الذى صمم الميدالية، مع مساعديه إن كل فائزة وفائز أوليمبى سيعود إلى بلاده بميدالية فيها جزء من برج إيفل، الذى تم إنشاؤه منذ ١٣٥ سنة، لتصبح ميدالية لا تشبه أى ميدالية أوليمبية سابقة منذ بدأت الدورات الأوليمبية فى العصر الحديث.
نقلا عن المصري اليوم