سمير فضل
هذا السؤال يبدوا أنه سيظل مطروحا علي المصريين لفترة طويلة دون أن تكون هناك إجابة محددة ، وكان يجب أن تذهب مصر حيث المكانة التي كان يجب أن تكون عليها منذ مطلع القرن العشرين عندما بدأ الاستاذ الدكتور طه حسين الحديث عن مستقبل الثقافة في مصر ، لكن لم يحدث أي تغيير في وضعية مستقبل الثقافة في مصر منذ ذلك الحين ،
فقد كانت هناك إرادة قوية علي حدوث الجمود بكل أشكاله وان يظل الصراع حول مستقبل الجمود في مصر ، اختارت مصر مشروعا دينيا منذ مطلع القرن العشرين واختارت أن يكون دورها محوريا في هذا المشروع الديني الذي أخذ أشكالا متعددة لكل فترة ببراعة شديدة لكي يستمر خداع اكبر عدد ممكن من الناس من جدوي هذا المشروع والذي بدأ بالخلافة الإسلامية ثم توالت الاسماء تباعا بعد ذلك وكلها تعمل تحت مظلة المشروع الديني والذي بطبيعته ياخد شكلا صراعيا طوال الوقت ،
مع رفض كل مشروعات الحداثة التي قدمت ، وفي كل مرة تدفع مصر ثمنا غاليا من مستقبلها نتيجة الاصرار علي الاستمرار في هذا النهج ، واللتقط الخصوم خيوط اللعبة وبدأوا استخدامها لتحقيق مصالحهم ، وفهم الغرب دوليا وبعض القوي الإقليمية أن السيطرة علي مصر ومواردها لابد وأن يكون عبر هذه القوي الدينية التي اوهمت الناس أن الخير سيكون علي يديهم ،
وبدأت الدول الكبري في دعم ومساندة هذه القوي الدينية التي كانت تؤكد لهم قدرتها علي حماية مصالح هذه القوي في مقابل دعم سيطرتهم علي مقدرات البلاد والعباد ، بشرط عدم دعم اي مشروع حداثي غربي يهدد مشروعهم الديني ، وكان لهم ما طلبوا ، وتعطلت كل محاولات إنقاذ البلاد من براثن الدولة الدينية ورجالها ، وسوف يظل السؤال مطروحا ، مصر الي اين !؟
سمير فضل