كتب : يوساب سعدي
في خضم الحياة يمر الأنسان بالكثير من الأخبار المحزنة والمشاعر السلبية التي يتفاعل ويعيش معها ولكن حينما تطول المدة يحدث نوع من الاعتياد والتأقلم عليها فبعد مرور أكثر من عام ونصف على حرب السودان وأكثر من تسعة أشهر على حرب غزة أصبنا بنوع من التعود على سماع ورؤية الأخبار المحزنة والمفزعة التي عندما كنا نراها أو نسمعها في بداية الحرب كنا في حالة نشعر فيها بالفزع والحزن وكانت تحاوطنا حالة من الإكتئاب والإحباط الشديد ونحن بأمان تام في بيوتنا ووطننا سالمين فما بالك بالذين داخل هذه الحرب يعيشونها يومياً بدون توقف وبدون طعام وبدون رعاية وحتي يفتقدون أدني أشكال الأدمية والإنسانية ولا يعرفون متى سينتهي هذا الكابوس الذين إستيقظوا عليه وليس لهم يداً فيه فاتدخل اليوم السودان المنسية يومها ال460 من حرب الجنرالات العبثية من قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذين قرروا تدمير دولة بشعبها وبنيتها التحتية غير معتبرين أو ناظرين إلى أهمية الوطن وقدسيته فالسودان تحولت الى إرضاً ملاها الدمار والخراب، دولة يسكنها الأشباح وتحكمها مليشات الدعم السريع والعصابات المسلحة منهم الذين يدفنون الأشخاص أحياء في مقابر جماعية ومن لم يدفن حياً يموت جوعاً لعدم وجود طعام كافي كما أنهم يفرضون الإتاوات علي الأنترنت والإتصالات وغيرها من الخدمات في ظل تدهورت فية عملتهم لدرجة أن أصبح فيها الدولار يساوي 2300 جنية سوداني
بالإضافة إلي الخراب الذي خلف ورائه آلاف القتلة معظمهم من النساء والأطفال مع توقف الحياة تقريباً بدون عمل أو دراسة أو أي نشاط طبيعي كان في الماضي وأضف إلي ذلك المجازر المروعة والدمار الذي لا حصر له علاوة علي كم المجاعات والنازحين الذين يقدروا بالملايين والتي وصفتها الأمم المتحدة بالكارثه الأسوء عالمياً وخروج 70% من المستشفيات عن العمل في وقت تزداد فيه الإصابه بالأمراض كالكوليرا وحمى الضنك والحميات والأسهالات المائية
ولا تختلف غزه في المآسي والمصائب عن شقيقتها الجنوبية السودان بل من الممكن أن تكون مصائبها اكبر فبعد تسعة أشهر من القتال بين إسرائيل و حماس الإرهابية والذي خلفت ورائها عشرات الآلاف من القتلى معظمهم من النساء والأطفال وعشرات الآلاف من الجرحى فما زالت غزة تعاني وتتاَلم اشد المعاناة ولا يسمع أنينها احد أو يقدم لها يد العون في حرب لم تكن هي السبب فيها بل كانت جماعة حماس الإرهابية
الممولة التي تستعرض قواتها وجرائتها الخادعة وراء الكاميرات وهم كالجرذان المختبئين تحت الأرض ولا تعرف حماس أو أي دوله عربية حجم الكارثة التي تعيشها غزه فأصبح أهل غزة بعد قتل أكثر من 38 ألف من أبنائها وإصابه وفقدان ما يزيد عن 90 ألف أصبح الشعب يأكل أوراق الأشجار ليكي يعيش وينظف نفسه وأغراضه بالرمال بعد انقطاع المساعدات أو دخول القليل منها ،كما ان لا أحد يتخيل ان يعيش قطاع كامل بدون كهرباء او مياه نظيفه لاكثر من تسعة أشهر فكم الأمراض المتفشيه في أجسامهم مهولة نتيجه لعدم توافر مياه ونتيجة لتعرضهم للانتهاكات المستمرة الأمر الذي لا يتخيله عقل أو يقبل به احد
فلذا يجب أن يتوقف مسلسل العنف والدمار في السودان وغزة. ويجب أن ينعم الشعبان السوداني والفلسطيني بالأمن والسلام والحرية.و يجب أن يحصلوا على حقوقهم الأساسية في الحياة الكريمة والرعاية الصحية والتعليم فإن معاناة الشعبين السوداني والفلسطيني في السودان وغزة هي وصمة عار على جبين الإنسانية، لذلك ندعو المجتمع الدولي إلى التدخل الجاد والعاجل لوقف الحروب والعنف في المنطقة، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين