محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي الأحد الحادي والعشرين من يوليو في دير مار مارون عنّايا لمناسبة شربل'> عيد القديس شربل، وقال في عظته للمناسبة " فلنصلِّ، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لكي يغيّر القديس شربل عتيق مواقفنا وإراداتنا، فنلتقي حول خير لبنان الذي منه خير كل مواطن وجميع المواطنين".
 
ألقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظة بعنوان "الذي يزرع الزرع الجيّد هو ابن الإنسان" (متى 13: 37)، استهلها قائلا "زرع المسيح، إبن الإنسان، شربل مخلوف زرعًا جيّدًا في أرض بقاعكفرا، ثم في أرض الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة"، وأشار إلى أنه "منذ نعومة أظفاره كان يسمو في القداسة: كان يصلّي، يعترف بخطاياه، يتناول بتقوى، يركع في الكنيسة نصبًا، بدون حراك ويصلّي. وكان يلقبّه أهالي بقاعكفرا "بالقديس". وتابع غبطته قائلا "ثم زرعه المسيح الرب زرعًا جيدًا في أرض الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة التي دخلها سنة 1851 بعمر ثلاث وعشرين سنة، وكان فيها خالاه. دخلها في دير ميفوق أولًا ثم في دير مار مارون عنّايا حيث لبس ثوب الإبتداء مبدّلًا اسمه الأساسي يوسف إلى شربل، وهو شهيد الإيمان سنة 107، وربّما اختار أن يكون مثله شهيد الإيمان إنّما من نوع آخر. في الرهبانية سلك طريق القداسة، ولا سيما في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان حيث درس الفلسفة واللاهوت على يد راهب قديس هو الأب نعمة الله الحرديني. وكان يقول عنه الأب نعمة الله: "لديّ طالب قديس، هو الأخ شربل من بقاعكفرا". سيم كاهنًا في كنيسة بكركي في 23 تموز 1859، ورجع للتو إلى دير مار مارون عنّايا حيث أكمل مسيرة تقديسه".  
 
وأشار البطريرك الراعي في عظته إلى أن القديس شربل "عاش مائتًا عن نفسه كل يوم بالسهر، والصلاة راكعًا أمام القربان في الليل، محتفظًا فقط بثلاث ساعات للنوم، متناولًا طعامًا زهيدًا، جاهدًا نفسه في عمل الحقل، مقدّمًا خدمات للمسنين وللجماعة الرهبانية. هكذا عاش في دير مار مارون عنّايا بعد رسامته مدة 16 سنة، وفي محبسة القديسين بطرس وبولس 23 سنة، حتى وفاته في 24 كانون الأول 1898 بعمر 70 سنة. طيلة هذه السنوات تشبّه الأب شربل في العمق بيسوع المسيح، بكامل محبته له كراهب وكاهن، وحافظ على جمال الحالة المسيحية والكيان الرهباني والكهنوتي. لقد أصبح القداس الإلهي محور حياته وأعماله".
 
وأضاف غبطته "ماذا يقول لنا القديس شربل اليوم، يقول لنا أولا، إن لبنان وطنه لن يزول، إذا عدنا إلى نهجه، نهج الصلاة والتقشف والتوبة، وبخاصة إلى قدّاسنا اليومي، ولا سيما أيام الآحاد والأعياد. فكثيرون هجروا الكنائس أيام الآحاد خلافًا لوصية الله الثالثة من الوصايا العشر. لكننا نشهد عودة لدى الشبيبة بنوع خاص. ويقول لنا ثانيًا، إنه يتشفع من أجل لبنان وطنه، وأن علينا نحن أيضًا أن نصلّي من أجل لبنان وخلاصه من حرب جنوبه، وإحلال سلام عادل وشامل فيه وفي غزة. ويقول لنا ثالثًا، إن لبنان لا يمكن أن يستمر من دون رئيس للجمهورية، بل يجب على كل معني الخروج من حساباته الخاصة ومن رأيه وموقفه المتحجّر، والإلتفاف معًا حول انتخاب الرئيس، رحمة بالوطن وشعبه ومؤسساته الدستورية. ويقول لنا رابعًا، إن أعمالنا الرسولية تقتضي منا أعمال توبة وفضيلة وصلاة".
 
وفي ختام عظته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "فلنصلِّ، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لكي يغيّر القديس شربل عتيق مواقفنا وإراداتنا، فنلتقي حول خير لبنان الذي منه خير كل مواطن وجميع المواطنين".