ياسر أيوب
عبارة قالتها وكررتها صحافة إسرائيل أمس الأول يمكن أن تعنى الكثير جدا أو لا تعنى شيئا على الإطلاق.. والعبارة هى أن منتخب إسرائيل الكروى الأوليمبى أصبح بإمكانه اللعب فى دورة باريس الأوليمبية بعد قرار الفيفا تأجيل القرار بشأن طلب فلسطين تعليق النشاط الكروى الإسرائيلى.. فهل تعنى هذه العبارة أن القرار كان لمصلحة فلسطين، وبالتالى سيتم استبعاد منتخب إسرائيل من دورة باريس.. أم أنها مجرد عبارة عادية حملت خبر تأجيل أى نزاع فى الفيفا ليبدأ منتخب إسرائيل مشاركته الأوليمبية باللعب اليوم أمام مالى؟!..
المؤكد أننا أمام قضية كروية سياسية تشبه جبل جليد وسط محيط لا تظهر منه إلا قمته، بينما الجبل كله تحت الماء لا يراه أحد.. قضية بدأت فى إبريل الماضى حين تقدم جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأوليمبية واتحاد الكرة الفلسطينى للفيفا، يطلب معاقبة إسرائيل بعد الذى جرى فى غزة بنفس القوانين واللوائح التى بها عوقبت روسيا وتم استبعادها من كل أنشطة الفيفا.
وتسلم الفيفا الطلب الفلسطينى الذى لم يكن يفتقد الوجاهة والمنطق، وأعلن الفيفا أنه سيطرح الأمر لتصويت الجمعية العمومية الرابعة والسبعين للفيفا أى ٢١١ بلدا يمثلها ٢١١ اتحادا كرويا.. ورأت إسرائيل هذا التصويت كأنه مقامرة ستخسرها بكل تأكيد بعد التعاطف العالمى غير المسبوق مع فلسطين وأهلها وضحاياها.. وحين انعقدت هذه الجمعية العمومية فى ١٧ مايو فى العاصمة التايلاندية بانكوك.
نجحت إسرائيل فى إلغاء التصويت على الطلب الفلسطينى وأعلن إينفانتينو، رئيس الفيفا، إحالة الطلب الفلسطينى للجنة قانونية لدراسته ليعلن مجلس الفيفا قراره فى اجتماع سينعقد فى زيوريخ ٢٥ يوليو الحالى.. فإسرائيل رأت أن تصويت ٣٧ عضوا فى مجلس الفيفا أقل ضررا من تصويت ٢١١ اتحادا فى العالم، والأغلبية فى المجلس أسهل من الأغلبية فى جمعية عمومية.
وفجأة.. أعلن الفيفا، منذ أيام قليلة، تأجيل القرار للمرة الثالثة إلى ٣١ أغسطس المقبل، وقيل إن السبب هو مزيد من الحاجة والبحث ومراجعة قانونية لمدى مشروعية الطلب الفلسطينى.. فهل هذا هو السبب بالفعل، أم أنه كانت هناك رغبة فى إتاحة الفرصة للمنتخب الإسرائيلى ليكمل مشاركته الأوليمبية الثالثة بعد دورتى مكسيكو سيتى ١٩٦٨ ومونتريال ١٩٧٦؟.. ولم تنجح إسرائيل مرة ثالثة إلا فى باريس ٢٠٢٤ بعد بلوغها قبل نهائى بطولة أوروبا تحت ٢١ سنة العام الماضى.
ووسط غضب فلسطينى بعد هذا التأجيل الثالث كانت هناك أصوات فلسطينية وعالمية أسعدها ذلك اعتقادا بأنه لو كان القرار رفض الطلب الفلسطينى ما كانت كل هذه التأجيلات والدراسات.. ففلسطين بعكس إسرائيل ليست من الدول التى يخشى الفيفا غضبها رغم حقوق ضائعة و٩٠ لاعب كرة ماتوا فى غزة.
نقلا عن المصرى اليوم