اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة قداسة البابا يوأنس العاشر (الشامى) البطريرك الـ٨٥ (١٩ أبيب) ٢٦ يوليو ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم من سنة 1085 ش. (13 يولية 1369 م.) تنيح قداسة البابا يوأنس العاشر البطريرك الـ ٨٥ الشهير بالمؤتمن الشامي و حدث انه بسبب شهرة أديرة مصر وآباء رهبنتها وفد إلى برية شيهيت الكثير من المتشوقين إلى حياة العبادة والخلوة من خارج مصر، ومن ضمن الطغمة السريانية أو السورية الشامية التي وفدت إلى برية مصر طلبًا للعبادة شغفًا بالنسك والتبتل "يوأنس الملقب المؤتمن الشامي" الذي بوداعته جذب الكل على رأى واحد لاختياره لرئاسة الكهنوت العظمى باسمه ولقبه "العاشر" معاصرًا من الحكام المماليك "شعبان بن حسن الأشرف"، وكانت سيامته في 7 مايو سنة 1363 م.
العجيب أنه عندما ارتفع مرض الطاعون عن مصر في نهاية حبرية البابا مرقس الرابع جاء الفيضان ناقصًا ونضبت الزراعة وحلت المجاعة وتحجرت الأرض كما كانت القلوب متحجرة فاضطر سكان مصر بسبب المجاعة أن يأكلوا القطط والكلاب. ولم يرحم السلطان الجديد القبط الذين عانوا من الضيق والوباء والمجاعة ما عاناه اخوتهم المسلمين، فعزم على قطع دابر الأقباط كما يقول السخاوي متناسيًا أن قبله من حوالي عشرة قرون من حاول إبادتهم، فضاع وأُبيد وظلّت الكنيسة شامخة رأسها في السماء مع قلبها، وإن كانت مبانيها على الأرض.
حاول هذا السلطان الجديد تبديد القبط، فنقل وظائفهم إلي أيدي الفقهاء، فانقلبت الأحوال وعمّ الخراب بالأرض وبالعباد وتحوّل الموظفون الجدد إلى إقطاعيين يعملون لأنفسهم دون واعز من دين أو ضمير، ونضبت الأحوال وساد الكساد وخربت الأرض والزراعات، فأرجع السلطان العمل إلى يد القبط طالبًا منهم إصلاح ما فسد.
لم تمضِ إلا فترة قصيرة حتى استجاب الله إلى صلوات الكنيسة لكي تؤازر من هم في السلطة من القبط، فأصلحت الأحوال ولكن لم يعش البابا لكي يشهد إصلاح الأحوال إذ رحل وسط الضيقة في 13 يوليو سنة 1369 م.، مفضلًا الانطلاق إلى حرية المجد بعد أن قام بتكريس الميرون المقدس في دير القديس الأنبا مقار كالعادة، والعجيب أن فترة هذا البابا كانت فترة تسبيح وصلاة، إذ قضى معظمها في الكنائس والأديرة مع أساقفته وكهنته مرشدًا وموجهًا لهم وللرعية.
وجلس علي الكرسي مدة ست سنوات وشهرين وسبعة أيام وتنيح ودفن بمصر القديمة بجوار سمعان الخراز.
بركه صلاته تكون معنا امين...
ولربنا المجد دائما ابديا آمين...