ياسر أيوب
بدأت، أمس، دورة باريس الأوليمبية التى لا تقتصر مشاركة مصر فيها على ٩٧ لاعبا و٥٢ لاعبة فقط ومن يرافقهم من مدربين وإداريين.. وغير هؤلاء تستضيف باريس مصريين يشاركون فى إدارة وتحكيم بعض ألعاب الدورة ومسؤولين دوليين بمختلف الاتحادات ليسوا فى باريس مجرد ضيوف شرف.. وهناك أيضا آية مدنى التى حققت أول انتصار مصرى فى باريس ٢٠٢٤ حين رشحت نفسها لعضوية اللجنة الأوليمبية الدولية وليس إحدى لجانها الفرعية، وفازت آية منذ يومين ونالت أعلى الأصوات وأصبحت واحدة من ثمانية أعضاء جدد انضموا للفريق الذى يدير الحركة الأوليمبية فى العالم، وأصبحت آية مدنى أيضا أول امرأة مصرية تنال عضوية اللجنة الأوليمبية الدولية بعد ثلاثة رجال نالوا هذه العضوية: محمد طاهر باشا فى ١٩٣٤ وأحمد الدمرداش تونى فى ١٩٦٠ ومنير ثابت فى ١٩٩٨.

ولم تكن عضوية اللجنة الأوليمبية الدولية نجاحا حققته آية مدنى بمحض المصادفة إنما كانت الجائزة الكبرى التى جاءت بعد طريق طويل لم تكن الأحلام فيه لتتحقق إلا بكثير جدا من التعب والصبر والإرادة والتحدى.. طريق بدأته آية كلاعبة خماسى حديث أصبحت بسرعة بطلة مصر وإفريقيا وأول لاعبة خماسى حديث غير أوروبية تفوز فى ٢٠٠٧ بكأس العالم للكبار بعد فوزها بثلاث بطولات عالم للناشئات وبطولتى عالم للشابات.. وظلت سنوات مصنفة أولى لعالم الخماسى الحديث ناشئات وشابات وكبيرات.. وشاركت فى دورة أثينا ٢٠٠٤ وهى فى السادسة عشرة من عمرها كأصغر لاعبة فى البعثة المصرية وأصغر لاعبة أوليمبية فى تاريخ الخماسى الحديث ونالت وسام الرياضة من الطبقة الأولى.. وبعد اعتزالها أصبحت فى ٢٠١٦ عضوة بلجنة اللاعبين باللجنة الأوليمبية الدولية وإحدى سفيرات العالم للرياضة والسلام.. وأصبحت فى ٢٠١٩ واحدة من خمسة رياضيين اختارتهم اللجنة الأوليمبية الدولية للإشراف على الاتحاد الدولى للملاكمة.

وفازت بجائزة اللجنة الأوليمبية الدولية للمرأة والرياضة عن قارة إفريقيا فى ٢٠١٦.. وتم اختيارها عام ٢٠١٧ كواحدة من أفضل عشر نساء مصريات فى يوم المرأة العربية.. وأهم ما تميزت به آية طيلة مشوارها الرياضى والأوليمبى؛ أنها لم تظن أن جلوسها على أحد هذه المقاعد الدولية هو سقف طموحها ونجاحها فتلتزم الصمت دوليا، بينما تثير الصخب وتكثر الكلام محليا فقط.. فهى فى كل مناصبها الدولية والأوليمبية دائمة السؤال والمراجعة والنقاش دفاعا عن حقوق ومستقبل كل لاعبات ولاعبى العالم.. ويثق فيها ويحترم آراءها توماس باخ، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية.

وأصبحت آية الآن أحد أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية كصاحبة وصانعة نجاح حققته آية بيديها وليس بأموالها.. بالفكر والجهد والالتزام، وليس بالشطارة فى تجارة الوهم والزيف والخداع.
نقلا عن المصرى اليوم