كتب: يوساب سعدي
عندما نتحدث عن دولة بحجم مصر بها أكثر من 110 مليون مواطن ويزداد العدد سنويا مليوني مولود يقعون علي عاتق الدولة فنحن أمام كارثه حقيقيه وقنبلة موقوتة حتماً ستنفجر في أي وقت بالإضافة إلى 16 مليون أميًّا، ولا اقصد بحديثي علي أن الأمي هو بالأحرى أميًّا في التعليم

إن مفهوم الأمية يتجاوز مجرد عدم القدرة على القراءة والكتابة، فهو يشمل أيضًا الأمية الثقافية والفكرية، مثل الكثير من المتعلمين الذين يحملون شهادات علمية لينالوا قبول وإستحسان الجميع ، لكنهم يفتقرون إلى الوعي والتفكير النقدي وتقبل الرأي الآخر، مما يجعلهم غير قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ واتخاذ القرارات السليمة.

ويذكرني حديثي بفيودور دوستويفسكي  في كتابه " الرسائل " عندما قال

إن أعظم إنجاز عند الرجال البسطاء هو أن يتزوجوا في سن مبكرة ، حيث ما أن يبلغوا الثلاثين من أعمارهم ، إلا وقد أنجبوا عشرة اطفال أغبياء مثلهم ، فيقضون طيلة حياتهم بعد ذلك،  يلهثون هنا وهناك، من اجل إطعامهم وتأمين سبل العيش لهم ، ثم ما يلبثون في النهاية، أن يوصوا أبنائهم ، بضرورة تكرار هذه الحياة إلى الأبد ،لأن الإنسان القويم بالنسبة لهم هو من يجب أن يعيش حياته كما تعيش الحيوانات وتتناسل .

فلو فهمنا هذا النص وحرصنا على ضرورة تحديد النسل لتعليم ولتنشئه جيل بمقاييس صحيحه لما رأينا منذ اسابيع ام تبرر للقاضي قتل ابنتها على يد ابنها لكي لا يسجن وبحجه أنه قتلها بدون قصد كما قالت  "ما كانش يقصد يموتها هم اتخانقوا فماتت غصب عنه"  وكأنها تتحدث عن موت كلب بدون قصد وليس ابنتها ،ولو حرصنا ايضا على تنشئه جيل بتعاليم وقيم صحيحه فلما رأينا منذ ايام شخص يغتصب فتاه فتذهب لتحتمي بوالدها فيقوم والدها بقتلها ويحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات للدفاع عن شرفه، ولو علمنا ان كثره الانجاب لا تأتي بالرزق والخير كما يشاع وان كل طفل لا يأتي برزقه وان الاولاد ليسوا افضل من البنات وهم ليسوا دائما السند لأهاليهم وان العزوة ليست بكثره الاولاد ولا بتعدد الزوجات بل بالعدد القليل والتعليم والتثقيف الكثير لما رأينا اشباه المغنيون وانصاف المواهب التي تطل علينا من فتره الى اخرى ونكون في ضيق عندما نراها

وايضا لوعلمت سيدة الخبز "بالدقهلية" ان العمل الشاق التي ينتج عنة 50 جنيها او اقل يوميا لا يكفي لإعالة أسره مكونه من خمس أفراد بالإضافة الى زوجها القعيد لما حملت الدولة مسؤولياتها ولعرفت انها من ضمن الاسباب لكل هذه الأعباء والمشاكل الناتجة عن كثرة الانجاب وكم يوجد من هذه السيدة في كل شارع وكل حاره يأملون في تحسن حالتهم المادية والمعيشية بدون عمل او إنتاج كما يعتقدون ان من حقوقهم الإنجاب بدون تقيد بشيء وان من واجب الدولة أن ترعاهم بدون مقابل او شروط

الأزمة لا تقتصر على الفقر فقط، بل تمتد إلى القيم والمعتقدات الرجعية ،ناهيك على ان اغلب الذين يعانون من مشاكل ضيق الرزق وعدم الاستقرار في وظائف وعدم توافر مال او أعمال هم اصحاب التفكير المحدود والمعتقدات الرجعية سواء كانوا أميون او متعلمون فهم دائما  الذين يقعون على عاتق الدولة ويشكلون عبئا على مواردها مع نقص المياه، وفرص العمل، واكتظاظ المدارس، والمستشفيات فهم يأخذون بلا عطاء ويستهلكون بلا انتاج وعندما يطلب منهم احد لأجل مصلحتهم ومصلحه وطنهم يتهمونه باسوء الاتهامات بل وايضا يتهمون الدولة بالفشل والتقاعس علي تقديم خداماتهم المناسبة وهم لا يعلمون انهم احد اهم الاسباب لتراجع وتدهور اي دوله عن التقدم والازدهار  مهما كانت قوتها فالحل يكمن في تغيير هذه العقلية، ورفع مستوى الوعي بأهمية التعليم والتخطيط الأسري السليم، وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع لتحقيق التقدم والازدهار.