Oliver كتبها
قام المسيح و أتم الفداء و اثبت لنا بالفعل محبة الآب و قدم للبشرية أعظم معني للحب و وهبنا روح المحبة بالمعمودية .صرنا أبناء الحب لا الغضب. فتح الآب الضابط الكل قدامنا ملكوت إبن محبته و بقي فقط سؤالاً وحيداً للبشرية كلها .سؤالاً شخصياً يجيب المسيح عن كل ما عاناه من أجل إعادتنا إلي ملكوته.أتحبني؟
لم يكن السؤال لبطرس وحده.ليس بطرس الوحيد الذي أخطأ بل أنكر بل حقر المسيح ليس وحده الخاطئ بل جميعنا.ليس وحده الهارب عند الصليب و لا وحده الخائف أو البائس.لكن السؤال لم يكن هل أنت خائف مني أو لماذا أنكرتني و سببتني و لا كان توبيخا لهزيمته قدام جارية لا تملك أن تضر أو تنفع. كان و لا يزل السؤال بعيداً عن كل الماضي بكل صوره و سقطاته .هو يبدأ بالآن.أتحبني الآن؟لا يهم ما مضي .رب المجد لا يسأل هل أحببتني يوما كما لا يسأل لماذا لم تحبني فيما مضي بل عن الآن يسأل.. أتحبني؟
السؤال بالمضارع أتحبني ,لكي يمنح الذين لم يبدأوا محبة المسيح فرصة ليبدأوا فيجيبوا نعم يا رب نحبك.فهو سؤال و دعوة فى الوقت ذاته.أتحبنى أو أتريد أن تحبنى الآن.
قد تكون ناسكاً أو راهباً أو كاهناً أو وخادماً أو مكرسة أو أيما كانت رتبتك هذا لا يشغلني المهم أتحبني أنا.هل تتنسك حباً أم تقشفاً هل تكهن حباً أم فخراً هل تخدمني حباً أم تجد لذاتك موضعاً .أتحبني أنا أم تحب شيئاً أو أحداً غيري ؟ سؤال الرب ما نوع حبك.لأن للجميع حب يسعي لأجله لكن ليس كل الحب للمسيح فالسؤال يفيقنا.أتحبني أنا ؟
علي ما أظن أن السؤال الوحيد الذي عليه يتوقف مصيرنا الأبدي يتلخص في كلمة واحدة.أتحبني؟فإن أحببناه بالفعل و القول نكون بمحبته الكامنة فينا مؤهلين لملكوت الإبن المحبة.أما الذين لا يحبون المسيح فليس لهم صوت الآب بالبركة بل باللعنة.
أتحبني تبدو كلمة واحدة و لكنها ملخص العمر كله و رحيق عشرتنا مع الثالوث الأقدس.فكل يوم نسأل أنفسنا قبلما يسألنا المسيح .أنحبه؟ هل أحببناه اليوم و الليل؟هل أحببناه بمفردنا و مع غيرنا؟هل أحببناه كأشخاص و ككنيسة؟ هل أحببناه كخدام و كمخدومين.هل أحببناه في صحونا و أحلامنا.بإرادتنا و بتسليم إرادتنا.بفرح و ألم.بكل ما هو خير و ما سيتحول للخير مهما بدا صعباً.أتحبني هي جلسة النفس مع المسيح.
في اللغة اليونانية ألفاظ متعددة للحب.إستخدم المسيح في السؤال لفظ أغابي و إستخدم بطرس في الإجابة لفظ فيلو و الفرق بينهما يشبه الفرق في الإنجليزية بين الفعلين
Love &Like
المسيح يسأل عن الحب و ليس الإعجاب به فكثيرون معجبون بالمسيح و قليلون يحبونه.سؤال المسيح أتحبني و ليس هل أنت معجب بي؟فالفلاسفة أعجبتهم حكمة المسيح و الأديان الأرضية كذلك معجبة بالمسيح وكثير من الملحدين ليس لهم عداوة مع المسيح هؤلاء يستطيعون أن يقولوا للمسيح مثل بطرس قبل أن يفهم السؤال نعم أنا معجب بك.الإعجاب يصلح للتفاخر و المحبة تقود للتبعية لذلك يسأل رب المجد أتحبني؟لكى تحبه فتتبعه.
ليتك يا ربي يسوع تحول أنفاسنا إلي حب شخصي لك.لتكن صلواتنا حب و أفكارنا حب و أفعالنا حب.مهما قصرنا في شيء فلنتمسك بمحبتك التي بها نسترد كل شيء.ليتك بمحبتك تعيدني لمحبتك.لكي إذا ما جاء أوان السؤال الأخير أتحبني أجد معونة روحك القدوس تشفع في و وساطتك عند أبيك الصالح تكفل لي الدخول في عشرة محبتك التي لا يشبع منها فأنت تعلم يا ربي يسوع أني أحبك.