ياسر أيوب
عشنا وحلمنا فى عالم بدأ كأنه ملكنا أنت وأنا .. ولا أزال أذكر كل شىء .. الابتسامة التى تضىء وجهك والأمان بين يديك وعيناك التى تمنحنى الثقة .. وإذا اضطررنا للفراق يوما ومات هذا الحب .. فسوف تبقى بقلبى وسأبقى أغنى نشيد الحب من أجلك أنت .. كانت هذه بعض كلمات أغنية نشيد الحب التى غنتها فى 1949 إديث بياف أشهر وأهم مطربة فرنسية فى التاريخ ..
 
وهى الأغنية التى أعادت غناءها المطربة الكندية الجميلة سيلين ديون أمام برج إيفل وتحت المطر فى أجمل وآخر مشاهد حفل افتتاح دورة باريس الأوليمبية 2024 .. ولم يكن اختيار ديون لهذه الأغنية بالتحديد مجردمصادفة .. فهى ليست مجرد أغنية حب إنما أغنية جمعت بين الحب واللعب والأمل والألم .. والبطل الحقيقى للأغنية كان الملاكم الفرنسى مارسيل سيردان المولود فى الجزائر لأب إسبانى وأم فرنسية لكنه بدأ الملاكمة فى المغرب ..
 
ويعتبر خبراء الملاكمة مرسيل الملاكم الأعظم فى تاريخ فرنسا .. خمس مرات بطل فرنسا و4 مرات بطل أوروبا وأصبح أخيرا فى 1948 بطلا للعالم .. وفى نفس السنة بدأ الحب بين مارسيل ومطربة فرنسا الكبيرة بياف ..
 
وشاءت المقادير ألا تطول فرحة مارسيل ببطولة العالم أو تطول قصة الحب مع بياف .. فأثناء مباراة له مع البطل الكبير لاموتا فى 1949 فى ديترويت الأمريكية .. أصيب مارسيل بخلع فى الكتف ورغم ذلك ظل يقاوم ويتحمل الألم حتى أجبره مدربه على الانسحاب ..
 
وأدرك لاموتا أن انتصاره على مارسيل ليس حقيقيا بسبب إصابة مارسيل فاتفق الإثنان على إقامة مباراة ثانية .. وأثناء الاستعداد لهذه المباراة الثانية ..
 
كانت إديث بياف فى انتظاره لكنه لم يأت وجاءها فقط خبر وفاته بعد أن تحطمت طائرته ومات كل ركابها .. وكانت صدمة قاسية لبياف التى عاشت مع مارسيل أجمل أيام عمرها وحكاية اعتبرها الفرنسيون واحدة من أجمل قصص الحب فى بلادهم رغم عمرها القصير ..
 
وخلدت بياف قصة حبها مع مارسيل بأغنية نشيد الحب التى فاقت شهرتها كل التوقعات وتم غناؤها بأكثرمن لغة من لندن إلى طوكيو .. ولم تجد سيلين ديون أجمل منها لتغنيها وتبدأ بها دورة أوليمبية جديدة ..
 
ولم تكن سيلين فى هذه الأغنية تعيد للأذهان فقط حكاية الحب بين بياف ومارسيل .. إنما كانت أيضا تغنى للحياة التى تستحق أن يقاوم الإنسان من أجلها أى حزن وألم وعذاب ..
 
فبعد أن عرفت سيلين قمة النجاح والشهرة العالمية .. أصيبت بمرض عصبى نادر يؤدى إلى تيبس عضلات الجسد والعجز الكامل عن الحركة .. وبعدرحلة عذاب طويلة وقاسية .. عادت سيلين إلى باريس لتغنى عن الحياة وعن الحب
نقلا عن المصرى اليوم