أيمن زكى
في مثل هذا اليوم استشهد القديس لونجينوس قائد مائة، كان يوناني الجنس من إحدى بلاد الكبادوك. ولما مَلَك طيباريوس قيصر وعيّن بيلاطس البنطي واليًا على أرض اليهودية كان لونجينوس أحد الجنود الذين رافقوه. فلما أتى الوقت الذي شاء فيه ربنا أن يخلص الخليقة، كان لونجينوس أحد الجنود الذين تولّوا أمر صلب رب المجد.
وحدث أنه بعد أن أسلم السيد المسيح روحه أن طعنه لونجينوس بحربة في جنبه فخرج منه دم وماء، فتعجّب من ذلك، وزاد عجبه لمّا شاهد ظلام الشمس، وانشقاق حجاب الهيكل، وتشقق الصخور، وقيام الموتى من القبور. وتحقّقت لديه الآيات التي عملها ربنا من وقت ميلاده إلى وقت صلبه.
ولما أخذ يوسف الرامي جسد المخلص وكفّنه ووضعه في القبر، كان لونجينوس حاضرًا وقت ختم القبر.
ولما قام المسيح والقبر مختوم تحيّر وسأل الله أن يعرّفه هذا السر، فأرسل إليه معلمنا ماربطرس الرسول فأعلمه بأقوال الأنبياء عن المخلص، فآمن على يد الرسول وترك الجندية وذهب إلى الكبادوك بلده وبشّر فيها بالمسيح. ولما سمع به بيلاطس كتب عنه إلى طيباريوس فأمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة.
و في الخامس من هاتور تحتفل الكنيسة بتذكار ظهور رأسه. وكيفية ظهوره حيث أن الجندي بعد أن قطع رأسه أتى بها إلى أورشليم وسلمها إلى بيلاطس البنطي، وبيلاطس أراها لليهود فسرّهم ذلك، ثم أمر أن يدفن الرأس في بعض الكيمان التي بظاهر أورشليم. وكانت هناك امرأة آمنت على يد القديس لما بشّر بالكبادوك، ولما ضُرِبت رقبته شاهدت أمر استشهاده وهى واقفة تبكي. وقد أصيبت بعد ذلك بالعمى فأخذت ولدها وقصدا أورشليم لتتبارك من الآثار المقدسة والقبر المحيِّ عساها تبصر.
ولدى وصولها المدينة مات ولدها فحزنت وأفرطت في الحزن على حالتها، وعلى عدم وجود من يرجعها إلى بلادها. وأثناء نومها أبصرت القديس لونجينوس ومعه ولدها الذي مات، فأرشدها إلى المكان الذي دفن فيه رأسه، وأمرها أن تحمله من هناك. فلما انتبهت سألت عن المكان ومضت إليه وحفرت في الأرض فخرجت رائحة بخور زكية، ولما وصلت إلى رأس القديس أشرق منه نور فانفتحت عيناها وأبصرت في الحال، فمجدت السيد المسيح وقبَّلت الرأس وطيّبته ووضعته مع جسد ابنها، ثم عادت إلى بلادها ممجدة السيد المسيح الذي يظهر عجائبه في قديسيه.
بركه صلاته تكون معنا كلنا امين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...