خالد منتصر
ما نراه من إعجاز رياضي في أولمبياد باريس من تحطيم أرقام لم يكن أحد يتخيل تحطيمها وأداء جسدي في الجمباز والسباحة وألعاب القوى يفوق الخيال، لا يعود فقط إلى الإرادة والتصميم والعزيمة، فهذا كله رائع ومطلوب، لكنه يعود في الأساس إلى التزام تلك الدول المتقدّمة بالضوابط العلمية والبُعد عن العشوائية.
مع حلول الألعاب الأولمبية والبارالمبية فىي باريس، تركز الأبحاث بشكل طبيعي على تحسين أداء الرياضيين. وهناك الكثير من الطرق التي يمكن أن يؤثر بها البحث العلمي على الأداء. يقول فينسنت نوجير، أحد خبراء هذا المجال: «الأكثر وضوحاً وتأثيراً هو من خلال الابتكار التكنولوجي، مثل تحسين المواد المستخدمة في المعدات لتحسين وزنها، والديناميكا الهوائية، وما إلى ذلك». ومن خلال فهم العناصر المادية المشاركة في الأداء، من الممكن تحسين المعدات الرياضية. من أحذية العدّاءين، التى تتضمن تكنولوجيا جديدة عالية الأداء كل عام، إلى مضارب تنس الطاولة ومادتها المخصّصة للأغراض الخاصة، ويمكن تطبيق هذه التطورات حتى على المستوى الفردي. ويوضح: «غالبا ما استخدم مثال رقائق ركوب الأمواج الشراعية، رغم أن تصنيعها موحّد، إلا أن خصائصها المادية ليست متطابقة تماما، والهدف هو الجمع بين انطباعات الرياضي بشأن الرقاقة المفضّلة لديه والمؤشرات الموضوعية للرقاقة، والتي تمنحها خصائصها المادية».
التدريب هو وسيلة أخرى يمكن من خلالها للعلم تحسين الأداء. ويقول البروفيسور: «ثم هناك كل ما يتعلق بالإنسان الرياضي. فهم أفضل للآليات الفسيولوجية للتحضير البدني، ولكن أيضاً فهم أفضل للتحضير العقلي»، وهذا جانب مهم نغفله في مصر، التحضير النفسي، لأنه رغم أن الرياضة تستند إلى الجانب البدني، وأن العلم يوفّر أيضاً سيطرة أفضل على الإصابات المحتملة للرياضي، فإن الجزء الخفي من الجبل الجليدي يظل هو الجانب العقلي، وبالتالي أصبح علم النفس مجالا رئيسيا يجب التركيز عليه، كيف نتعامل مع الإجهاد والضغط وحتى الفشل؟ كيف ينسّق دماغنا حركاتنا؟ كيف يمكننا جعله أكثر كفاءة، بحيث يتعلم بشكل أسرع وأفضل، كل هذه العناصر لا تزال غير معروفة نسبياً عندنا، في حين أن العمل عليها يوفر إعدادا بدنيا أفضل (تجنّب الإصابة والحصول على أفضل ما في الرياضي)، فإن التحضير العقلي الأفضل يمكّنهم من الأداء على أعلى مستوى، وبالفعل الجانب العقلي والنفسي هو الذي يصنع الفارق. لكن ما هو تعريف علم الرياضة؟
يطبّق علم الرياضة دراسة العلوم على الأنشطة الرياضية، يركز علم الرياضة على المساعدة في تعظيم الأداء والقدرة على التحمّل، استعداداً للأحداث والمسابقات مع تقليل خطر الإصابة، يتم استخدامه للمساعدة في تحديد نقاط القوة والضعف، بحيث يمكن تخصيص برنامج تدريبي للجميع من الرياضيين إلى كبار السن، وكل من بينهما.
يضمن علماء الرياضة أن الرياضيين على اطلاع دائم على بروتوكولات التدريب الحالية والاختبارات والتحضير، ليتمكن ذوو الخبرة العالية في علم الرياضة من تقديم تدخلات قائمة على الأدلة للرياضيين لتحسين الأداء، تشمل مجالات علم الرياضة الآتي:
الاختبارات الخاصة بالرياضة.
فحوصات الحركة.
الوقاية من الإصابات ووصف التمارين التصحيحية.
القوة واللياقة البدنية.
تصميم البرنامج ومراقبته.
العلوم الرياضية هي مجال متعدّد التخصّصات يهتم بفهم وتعزيز الأداء البشري، وهي تشمل المعرفة والأساليب وتطبيقات التخصّصات الفرعية لدراسات الحركة البشرية (أي فسيولوجيا التمرين، والميكانيكا الحيوية، والتحكم الحركي، والتمرين وعلم النفس الرياضي)، وكذلك كيفية تفاعلها.
علماء الرياضة هم خبراء مدربون يساعدون الرياضيين على تحقيق أفضل أداء رياضي ممكن، يقومون بتقييم وبحث وتقديم المشورة بشأن ممارسات التدريب والتدريب والمنافسة والتعافي في جميع مجالات ومستويات الرياضة، يعمل عالم الرياضة مع الفرق والرياضيين الأفراد لتقديم الدعم العلمي في التحضير للمنافسة، يمكن أن يشمل ذلك المعلومات والدعم الفني والعملي للتدريب والوقاية من الإصابات وتحليل التقنية والتغذية وتحسين الأداء والمساعدة في القضايا النفسية، مثل الدافع والتوتر والإثارة واستراتيجيات التأقلم.
باختصار إذا أردنا كسب الميداليات فلنحترم علماً اسمه علم الطب الرياضي.
نقلا عن الوطن