محرر الأقباط متحدون
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله صباح هذا اليوم وفدا كنسيا من اسبانيا بأن الكنائس المسيحية في هذه الديار نادت دائما بالسلام وتحقيق العدالة وانهاء الاحتلال لكي ينعم الفلسطينيون بحرية طال انتظارها .

لا يمكن ان يتحقق هنالك سلام حقيقي على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ويبدو اننا اليوم بعيدون عن السلام في ظل هذه الحرب التدميرية التي تستهدف اهلنا في غزة والتي دخلت شهرها العاشر وكذلك سياسة الاغتيالات والتي هدفها هو التصعيد واتساع رقعة الحرب .

لسنا دعاة حروب وعنف وقتل فنحن نؤمن بأن الانسان خلق لكي يعيش وينعم بالحرية والحياة الكريمة وليس لكي يكون محاصرا ومعانيا من المظالم والحروب والتنكيل والاستهداف .

نحن في الوقت الذي فيه نرفض سياسات الاغتيالات والتي سوف تفاقم الاوضاع وتزيدها تعقيدا واسرائيل تعتقد انها من خلال اغتيالاتها حققت انتصارات وهذا ليس صحيحا فالاغتيالات ليست حلا ولا يمكن ان تكون حلا  بل هي امعان في الجرائم المرتكبة ، كما ان استمرار الحرب ونحن في الشهر العاشر من هذه الحرب التدميرية انما يدل على ضعف المنظومة الاممية التي نادت بوقف الحرب ولكن حتى هذه الساعة لم يتحقق شيئا من ذلك .

لا يمكننا ان نتكهن الى اين نحن ذاهبون فأنا لست محللا سياسيا او عسكريا فأنا مطران خادم لكنيستي ولشعبي واؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وحتمية انتصار الفلسطينيين على ظالميهم .

نحن كمسيحيين فلسطينيين لسنا حياديين كما يظن البعض فيما يتعلق بالشأن الوطني فنحن مع شعبنا ونرفض استمرار الحرب وننادي بإنهاء الاحتلال واليوم المشاهد في غزة تذكرنا بنكبة عام 48 ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم وشعبنا يعيش النكبات والنكسات المستمرة والمتواصلة .

يجب ان يكون هنالك تحرك عالمي فاعل واقوى من اجل حل عادل للقضية الفلسطينية وحل القضية الفلسطينية لا يكون من خلال شطبها والغائها بل من خلال اعطاء الحقوق المشروعة لشعبنا وشعبنا لا يطلب منة من احد وما يريده هو حقوقه وتحقيق ثوابته وعيشه بحرية وكرامة وسلام .

عندما ستنتقلون من القدس الى بيت لحم والى رام الله والى نابلس والى غيرها من المحافظات والمدن والبلدات الفلسطينية ستلاحظون ان الحواجز العسكرية موجودة في كل مكان وستلاحظون بأن الفلسطينيين يعاملون بقسوة في وطنهم ويتم التنكيل بهم وتستهدف ابسط حقوقهم .

الحواجز والاسوار العنصرية موجودة في كل مكان في حين ان هذه الحواجز انهارات وازيلت في اماكن كثيرة في عالمنا الا انها ما زالت موجودة عندنا .
نحن امام حالة تصعيد غير مسبوقة ، اغتيالات في طهران وفي لبنان ، أما في غزة فالنزيف ما زال مستمرا ومتواصلا .

صلوا الى الله بحرارة من اجل ان تتوقف الحرب ومن اجل ان يجنب الرب الاله شعوب منطقتنا مزيدا من العذابات والحروب وكذلك لكي ينعم الفلسطينيون بحياة افضل في ظل حرية طال انتظارها والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم شعبنا التضحيات الجسام .

وضع سيادته الوفد في صورة ما يحدث في القدس  وما يتعرض له الحضور المسيحي مع التأكيد على خطورة ما نمر به في هذه الاوقات اذ اننا بلغنا الى ذروة التصعيد ونسأل الله ان يرحمنا ويرأف بنا وبأبناء هذا المشرق وابناء هذه الارض المقدسة .