Oliver كتبها
- إبن الله صار إبن النجار.إبن الآب صار إبناً ليوسف. كلنا نفتخر أننا أبناء الله ندعي أما هذا البار فله أن يفتخر بأنه أباً لله جسدياً ليس لأنه أنجب المسيح لأنه المولود ليس من مشيئة جسد و لا رجل لكن بشريعة إلهية أخذ يوسف مكانة الأب الجسدى.إذ كان اليهود يحتكمون للأنساب و بها يتعارفون صاريوسف البار نسباً للمسيح بغير تنازع. اليهودى يفتخر أنه إبن إبراهيم و إبن داود و حين تنفتح عيناه سيفتخر بالمسيح إبن يوسف البار أيضاً.

- ما أعظم برك يا رجل الله. إذ وجدت خطيبتك حبلي فلم يجد الشر طريقاً إلي قلبك.قلت تغفر و تتركها سراً فلا تشهر بها.لأجل برك و لأجل حقك في المعرفة أرسل الله لك معلماً سماوياً يقول أنها حبلي من الروح القدس.صمت الإنجيل عن شرح البقية من كلام الله ليوسف البار.حتماً ما أحد يعرف معني الحبل بالروح القدس.لا قرأناه في القديم و لا سمعنا عنه في التاريخ.حتما كانت العبارة تتطلب شرحاً و تفسيراً.أنصت الشيخ القديس للدرس الإلهي علي لسان الملاك.فتعلم الآب و الإبن و الروح القدس.تعرف علي إمتلاء النعمة و وعود العهد القديم.علم من الملاك بالتجسد الغير الموصوف و بعظمة العذراء و نقاوتها.العذراء آمنت بما قيل لها من قبل الرب و يوسف البار أيضاً آمن بما قيل له من قبل الرب من غير مجهود تحولت أفكاره من التخلي إلي التمسك و صار حارساً للمشلاد. .صدق أن خطيبته حبلي من الروح القدس .فهم الأسرار و صار فيها شريكاً,يومها أتقن الصمت فعند التجسد تكفي تأملات الصمت و عجائبه.لهذا لم يذكر الإنجيل كلمة واحدة قالها يوسف النجار لكن يوسف البار صار بنفسه آية.

- يوسف المبارك الذى إلى داود يذهب نسله. قدام كل البشرية يلمع إكليل بره. بجوار الكلمة المتجسد يجلس و الصمت ملذته..يسكنه السكون فلا كلام يسعفه؟ و الناس لو سمعوه لحسبوه فاقد العقل. فالتجسد و قصة هذه العائلة المقدسة أبعد ما يكون عن منطق البشر. أن المسيح مولود سمائي؟ هل يقدر أن يقول للناس أنا أب لإبن سمائي؟ إنسان لم يأت من إنسان إذ ليس من زرع بشر.هو يعرف أنه لم يمس العذراء دائمة البتولية.و أنه لم يكن زوجاً للعذراء مطلقاً بل شريك حياة و مسئول دفعته محبته للبتول بأن يصير حامياً لبتوليتها و حارساً لعذراويتها و مؤمناً بالبشارة التي كللتها.فكيف بعد هذا كله لا يلوذ بالصمت؟

- ماذا في قواميس الأرض يفسر أسرار هذه العائلة المقدسة؟ الزوج فيها لم يتزوج و الزوجة فيها باقية عذراء و الإبن فيها مولود من الروح القدس من غير خطية.هذه عائلة لا تعرف الأرض خفاياها و هي عظيمة .من أجل هذا إرتكن الشيخ يوسف القديس فى زاوية المغارة حيث يستطيع أن يرنو للطفل الرضيع بغير إنقطاع و بسمة الطفل في وجهه تحمله ليطير كل الأفق متوشحاً بسلام لا يوصف. يحبو الشيخ نحو الطفل متهللاً ,يرتكن بجوار المزود تتشابك اصابعه مع أصابع الطفل فيشعر بالخلود ينتقل إليه مثل النسيم.ما حاجة يوسف للشرح هنا يصمت الكلام و قواميس اللغات تعلن إستسلامها.تلبس الحكمة كيان يوسف البار.

- جاء زوار الميلاد و إكتظت المغارة بالملائكة.صار السمائيون جزءاً من الأسرة المقدسة.كان البار يوسف يتمتع بكل العظائم من الملك القابع في المزود و الملائكة الهابطة عليه تُسبحه.كانت زيارات الرعاة و حكايتهم حلقة جديدة في كتابة تاريخ محبة المخلص للبشرية.عند مجئ المجوس إنفتحت أختام أسرار كثيرة عن محبي يسوع و عن كارهيه أيضاً.كان يوسف البار قد تفرغ لهذا التزاحم العلوي.فالسماء إنتقلت إلي بيته و من بيته المستعار كانت الأرض تدار..بطل النعاس و إحتفي البار بمخلص الناس.

- كان الصبي يكبر و يتقوي و كان يوسف يصغر و يصغر كمن إسترد شبابه.عادت همته فإندفع يعمل بعشق لكي يعول هذا الإله الساكن في حضنه و حضن العذراء.كانت أعمال النجار تخرج كالترانيم.يقدمها من أجله كتسبحة.كانت أجرته ذبيحة يقدمها للطفل بفرح قلبي.حين كان يخرج ليبتاع خشباً لمتجره كانت تأخذ قلبه غصة علي فراق الصبي المدهش.فيعود مشتاقاً إليه غير عابىء بأثقال ما أشتراه.كان يجد ما يحتاجه سريعاً فمنذ ولادة الطفل لم يعوزهم شيء.كم من حكايات قيلت عن منتجات ورشة يسوع و أبيه يوسف النجار.ستجد بعضها في قصة نجار فوق تلال الناصرة.انه الأب الذي تتلمذ لابنه.عاش أسراره.