( 1930- 1972 )

 إعداد/ ماجد كامل
ميلاده ونشأته :
ولد "نبيه لطفي عزيز " في 10 ابريل 1930 بجزيرة بدران بشبرا ، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة  ،وبعد ان أنهى تعليمه الثانوي ، التحق بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية  ، وحصل على بكالوريوس الهندسة الإنشائية عام 1952 ، وعمل مهندسا مدنيا ببلدية الإسكندرية .  ويذكر عنه  أنه أثناء عمله في بلدية الإسكندرية طلب منه تصيميم نافورة لتجميل ميدان حي باب شرق الإسكندرية ، وكان ذلك يستلزم أخذ موافقة الجهات الأثرية المسئولة ، فتوجه للأستاذ " بديع عبد الملك " ( 1908- 1979 ) خبير رسم الآثار بالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ،الذي ساعده في الحصول على التصاريح  المطلوبة ، وفي زمن قياسي أنجز  صنع النافورة بنجاح وإتقان ، فحصل على مكافأة خاصة قدرها 300 جنيه وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت .  
خدماته الكنسية :
عندما كان طالبا بالمدرسة الثانوية ،خدم في مدارس التربية الكنسية بدمنهور  ، كما خدم بالقرى المحيطة بها أثناء فترة الإجارة الصيفية ، أما خدمته في الإسكندرية  ، فلقد بدأت في كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك ،  حيث ساهم في تأسيس أول  إجتماع للشباب الجامعي في الإسكندرية ، ثم توجه بنظره نحو المناطق المحرومة من الخدمة ، فخدم في منطقة غيط العنب  ، كما كان دائم التطوع للخدمة في الكنائس والجمعيات ومدارس الأحد طوال مدة إقامته بالإسكندرية ( 1946- 1955 ) .

الالتحاق بالكلية الإكليركية بالإسكندرية :
التحق "نبيه لطفي " بالقسم المسائي الجامعي للكلية الإكليركية بالإسكندرية فور افتتاحها من قبل الأب "متى المسكين " ( 1919- 2006 ) ،وفيها توطدت العلاقة بينه وبين الأب متى التي أستمرت حتى نياحته ، كما تعرف على  سامي كامل الذي أصبح المتنيح القمص بيشوي كامل (    1931- 1979   )  وتوطدت علاقات الصداقة بينهما .

الرهبنة في دير السريان :
في 10 مارس 1955 ، أرسل نبيه لطفي خطابا إلى والده يخبره فيه أنه قرر الرهبنة ،وأنطلق في نفس اليوم إلى دير السريان ،ولقد حاول والده بكل الطرق إرجاعه عن قراره  ، ولكنه لما رأى إصراره ، قبل وباركه وسجل في سجل الزيارت بدير السريان "سلمت أبني المهندس نبيه لطفي إلى  إدارة الدير لخدمة الرب وتكريس حياته ،وأتمنى له حياة طاهرة نقية ونجاحا عظيما وتوفيقا من الله " .

رسامته راهبا ثم قسا :
تمت سيامته راهبا  باسم "الراهب  موسى السرياني "في 16 أبريل 1955  ـ وفي شهر سبتمبر من نفس العام ، تمت سيامته قسا بالرغم منه  ، وعرف بين الرهبان بلقب " القس موسى البسيط " .

الانطللاق إلى دير القديس الأنبا صمويل المعترف :
في يوم الحمعة 20 يوليو 1956 ، ترك الأب متى المسكين دير السريان وتوجه إلى دير الأنبا صمويل المعترف ،فانطلق خلفه نحو 13 راهبا  من دير السريان ،كان  من بينهم القس موسى البسيط ، ولقد أقام الأب متى المسكين بدير الأنبا صمويل مع الثلاث عشر راهبا ثلاث سنوات ونصف بدير الأنبا صمويل المعترف ، قاموا خلالها  بتعميره وتجديده .

العودة لدير السريان :
عقب رسامة البابا كيرلس السادس في 9 مايو 1959 ، استدعى البابا كيرلس  الأب متى المسكين ، وطلب منه العودة لدير السريان مع  كل مجموعة الرهبان .فغادروا الدير في 27 يناير 1960 ، ووصلوا دير السريان صباح يوم 28 يناير 1960 ، فأستقبلهم الأنبا ثاوفيلس بفرح . ولكن وبسبب وجود بعض المشاكل بين الرهبان وبعضهم ، طلب الأب متى من نيافة الأنبا ثاوفيلس السماح لهم بمغادرة الدير ، فوافق نيافته ، وبالفعل غادروا جميعا الدير صباح يوم السبت 9 ابريل 1960 ،  وتوجهوا إلى بيت التكريس بحلوان .  

اختياره سكرتيرا روحيا لقداسة البابا كيرلس :
في شهر مايو 1960 ،طلب البابا كيرلس السادس من الاب متى المسكين أن يعمل معه في السكرتارية  ،فوافق الأب متى  ، وبالفعل عمل القس موسى في السكرتارية ،كان فيها نموذج الفكر المستنير والمشورة الحسنة ،

الطلب من البابا كيرلس السماح له بالتوجه إلى وادي الريان :
بعد أن أقام القس موسى لمدة عشرة أشهر في  المقر البابوي سكرتيرا لقداسة البابا ،أشتاقت نفسه الالتحاق باخوته  في وادي الريان ، فطلب من البابا كيرلس  الذي وافق على الفور وسمح له ، وبالفعل غادر القس موسى المقر البابوي وتوجه لوادي الريان في 7 مارس 1961 ،

الانتقال لدير القديس مقار بوادي النطرون :
في مناسبة الاحتفال بالعيد العاشر لرسامة البابا كيرلس السادس ، تم الصلح بين  قداسة البابا كيرلس السادس ومجموعة رهبان وادي الريان ، وسمح لهم بالإقامة في دير القديس  أبو مقار ، وتم تغيير الشكل الرهباني لهم في يوم 9 مايو 1969 ،

رسامته أسقفا على دمياط :
عقب نياحة الأنبا تيموثاوس في 10 ديسمبر 1969 ، أختاره البابا كيرلس السادس لرسامته أسقفا على دمياط  باسم الأنبا أندراوس وكان ذلك في  يوم 21 ديسمبر 1969  بالرغم من ارادته ، وكان معه في نفس يوم الرسامة المتنيح الأنبا فيلبس الذي تمت رسامته أسقفا على الدقهلية وبلاد الشرقية ودير مارجرجس ميت دمسيس .

أهم إنجازاته في المطرانية :
تعمير دير القديسة دميانة :

1-أعاد نيافته  للدير أمجاده القديمة ، فوضع النواة الأولى لإعادة تأسيس دير الراهبات ، فقام بتجميع ثلاث عشر راهبة وأخت تحت الاختبار واضعا بقلبه  أن يصل عددهن إلى 40 راهية كالسابق .

2-أعد الدير لاستقبال أفواج عديدة من خدام وخادمات التربية الكنسية من جميع أنحاء البلاد بقصد قضاء خلوات مقدسة بالدير .

3-تظم الاحتفال بعيد القديسة دميانة بطريقة  روحية جميلة ، إذ كانت ترفع ثلاث قداسات يوميا تحتوي على عظات من أحد الآباء أو الخدام ، وكان نيافته يرأس القداس الأخير ويلقي فيه عظة روحية ، وفي المساء كان يقود بنفسه دورة الأيقونة حول المباني بين الخيام .

4-اهتم بتجديد مباني الدير ، وقام ببناء سور كبير حول الدير وكنائسه الأثرية ، كما تم ترميم الكنيسة الاثرية الآيلة للسقوط ، وصمم مشروعا كبيرا لبناء كاتدرائية كبيرة تستوعب آلاف الزائرين .

5-عندما عرض على نيافته استبدال سيارته القديمة بسيارة حديثة ، رفض بشدة وقال " نوفر المال لتعمير دير القديسة دميانة " .

فى مجال الرعاية :
1-زار نيافته عائلات بلقاس بيتا بيتا ، كما زار غالبية العائلات في دمياط ورأس البر ، وكان يمنعهم من عمل أي ولائم أو أطعمة فاخرة .
2-وضع سجلات لكل مدينة وكل كنيسة وعدد الأسر التي بها .

في مجال التربية الكنسية :
1-نظم نيافته عدة مؤتمرات للشباب ولخدام التربية الكنسية .
2-كان يزور فصول التربية الكنسية ، وكان ينبه على الخدام " يجب أن نتقابل مع المسيح ،لا بد أن نحول روتينية التدين وعبادة الحرف إلى توبة وجهاد " .

3-كان يعقد اجتماعات دورية للكهنة ، وكان يوزع عليهم كتابا روحيا هدية .
4-أهتم نيافته بإرسال كهنة لخدمة القرى وافتقاد أهلها .

5-أهتم كثيرا بالنواحي المادية للكهنة ، فأسس صندوقا للكهنة،وعمل تأمينات خاصة بهم .
6-اصدر نشرة شهرية باسم "القديسة دميانة " لربط أبناء الإيبارشية بعضهم ببعض ، وكان يكتب فيها مقالا شهريا .
7-أهتم بالطقوس والألحان ،إذ كان يملك صوتا جميلا معبرا ، وكان يعتبر حجة وقاموسا بألحان الكنيسة .

مرضه الأخير ونياحته :
أصيب نيافته بحمى شديدة   ، ولكنه لم يهتم كثيرا وظل على نشاطه فى الخدمة ، وفي صباح يوم الأربعاء 2 اغسطس 1972 ،شارك فى صلاة القداس الإلهي مع قداسة البابا شنودة الثالث ، ونيافة الأنبا قيلبس . وفي يوم الجمعة 4 اغسطس 1972 ، أرتفعت درجة  حرارته إلى درجة 41 ، ولم يستطع القيام من السرير ، فقرر الطبيب نقله إلى مستشفى بلقاس فورا ، ووصل المستشفي حوالي الساعة الوحدة ظهرا ، وهناك حدثت له جلطة بالمخ من شدة  الحرارة ، وبذل الأطباء كل جهودهم دون جدوى . حتى أسلم الروح فى تمام الساعة الثانية بعد ظهر يوم الجمعة 4  أغسطس 1972  عن عمر لم يتجاوز 42 عاما قضاها في خدمة الرب بأمانة كاملة وجهاد عظيم .

صلاة الجناز على روحه الطاهرة :
تمت الصلاة على روحه  الطاهرة صباح يوم السبت 5 أغسطس 1972 ، بحضور ورئاسة قداسة البابا شنودة الثالث ،وأشترك معه في الصلاة أصحاب النيافة :
1-نيافة الأنبا قيلبس أسقف الدقهلية .
2-نيافة الانبا يؤانس أسقف الغربية .
3-نيافة الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة .
4-نيافة الانبا مكسيموس أسقف القليوبية .
5-نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة .
6-نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف ورئيس دير السريان .
7-نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف .
8-نيافة الأنبا  أغابيوس أسقف ديروط .
وعدد كبير من الآباء الكهنة والشمامسة ومن أفراد الشعب .

مراجع المقالة :-
1-محبو دير القديس أنبا مقار الكبير ببرية شيهيت :الأسقف الأمين الحكيم الأنبا اندراوس أسقف دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة ، دار مجلة مرقس ، الطبعة الأولى ،2022 .

2-مينا بديع عبد الملك : أعمال الآباء بطاركة وأساقفة القرن العشرين ،مطبوعات جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ، الطبعة الاولى ،2004 ، الصفحات 133- 135 .

3-القمص أثناسيوس جورجي :الانبا اندراوس أسقف دمياط ، لجنة التاريخ بمئوية مدارس الأحد ،الجزء الأول ، 2019 ، الصفحات من 190- 192 .