ونحن  نحتفل بعيد ميلاد قداسه البابا كيرلس السادس فى  2 اغسطس  من كل عام
‎اقدم لكم  مقتطفات من الشهادات القويه
كتبها وسجلها لنا العلامه الكبير مثلث الطوبى والرحمات الانبا غريغويوس فى كتاب ( البابا كيرلس السادس فى عينى الانبا غريغويوس )


أعدها لكم :  مجدى سعدالله
✝️اليك  يارجل  الله . البابا كيرلس   السادس . وقد رحلت عنا الى عالم البقاء والخلود . تحيه اعزاز واجلال واكبار تليق بابوتك الكريمه وشخصيته القويه القويمه . فبقدر ما كنت راهبا يؤثر الصمت على الكلام  لكنك نجحت حقا فى ان تجعل صمتك ناطقا بصفات بارزات

✝️ . ولعل من ابرز صفاتك انك رجل تميز بالصبر الجميل وبطول الأناة . كانت اعباء منصبك الجليل ثقيلة جدا .وكانت احمالك كرئيس اعلى للكنيسه باهظة . ولكنك حملتها جميعا على كتفك وعلى رأسك وانت صابر.

✝️ لم تكن تكتفى بكبريات الأمور . لكنك أضفت الى هذه كلها . حرصك على ان تدرس كل امر فى البطريريكيه . وتنظر فى كل مسأله وتفصل فى كل قضيه . ولم يكن ذلك مطلوبا منك كرئيس اعلى. ولكنك كنت مضطرا اليه حتى لا تدع لأحد ان يتصرف فى امر بغير علمك او بغير إذنك مما قد يسىء  الى  البطريريكيه . او سمعه الكرسى الرسولي

✝️ . ولقد نجحت فى ذلك نجاحا كاملا حتى لم يعد احد يقول ان شيئا ما يحدث فى البطريريكيه من غير علم البابا او من غير أذنه او أمره . والغريب انك لم تكن تشكو او تتبرم

✝️ . كان المرض يهد صحتك ولا يسمع منك احد كلاما . الا ان تشكر الله وتحمد له فضله وتبتسم ابتسامه الرضى . بهدوء الملائكه وقناعه القديسين

✝️ . ومن بين فضائلك بل وصفاتك القياديه . انك كنت تعرف  متى تقول نعم ومتى تقول لا . وإذا قلت نعم فلا تقل لا . وإذا قلت لا فلا تقل نعم . كنت رجلا صلب الإرادة حازما قوى الشكيمه

✝️ . لم يستطع احد  ان يلين لك قناة او ثنى عزمك على امر كان لك فيه رأى واضح . ولابد ان سر إرادتك الحديديه كامن فى طهارة حياتك وصرامتك على نفسك . وعندما كان يشكل عليك امر . او تستعصى عليك مسأله لاترى فيها موقفك بوضوح

✝️ كنت  تعكف عن المقابلات الى الصلاة والانفراد فى مخدع الصلاة او فى دير مارمينا بمريوط . وهناك فى الهدوء الملهم وفى الصمت والسكون تسمع همس الإلهام وتشرق الرؤيا بوضوح . فتعرف طريقك وتتخذ قرارك الذى لن تعدل بعد ذلك عنه . لأنك ترى فيه صوت الله شريكه ملزمه ...

✝️ وهنا تبرز صفه اخرى من بين صفاتك الحلوة التى تميزت بها . وهى انه كان لك القلب البصير الذى يرى احيانا مالايراه العاديون من الناس . وكم من موقف كان يراك الناس فيه ملوما وكانوا يتبينون بعد حين انك كنت مصيبا واضح فيما قلت ..

✝️ وكم من شخص يروى عنك انك كنت تفهمه من اول لقاء . وتحدثه عن نفسه وعن مشكلته الخاصه قبل ان يكلمك فيها .وكم من إنسان يحكى انك كنت تخبره عن أمور جرت او ستجرى فى حياته او فى بيته . وانت بعيد عنه بالجسد حتى دخلت بروحك الى حياة الكثيرين  . واندمجت معهم فى مجريات امورهم الشخصيه .

✝️ . وصاروا يرونك فى احلامهم  ملهما او مرشدا وأصبحوا يتلقفون من فمك كلمه .كلمه تكون لهم هدى ونورا لسلوكهم . وهذا هو سر الوداع المؤثر الذى ودعك به  شعبك الوفى يوم ان نعى الناعى خبر رحيلك من عالم الضلال والباطل والزيف الى عالم الحق والنور والحياة الدائمه

✝️.  لقد أكرمك الله فى حياتك ويوم مماتك .ففى حياتك تمت منجزات بل معجزات . منجزات روحيه  وعلميه وعمرانية . مصحوبة كلها ببركات سمائيه . كما تمت ايضا معجزات الهيه . أهمها معجزة تجلى العذراء مريم فى الزيتون . لعلها اهم معجزه فى القرن العشرين . بل والقرون الاخيرة

✝️. وأكرمك الله فى نياحتك بهذا الوداع النادر المثال الذى تجلى فيه كل الوفاء وكل الحب وكل الجلال لسيرتك العطرة وحياتك الطاهرة . فإلى احضان القديسين  فى فردوس النعيم مع زملائك البطاركه.

✝️  . نودع روحك الامينه المقدسه أيها البابا الجليل راعى الرعاة ورئيس الروءساء  وأب الآباء وثالث عشر رسل المسيح . سائلين منك صلواتك من اجل الكنيسه فى مصر  . وفى كل أنحاء الكرازة المرقسية  

✝️ أعدها لكم :  مجدى سعدالله
الكاتب والباحث فى التاريخ القبطى