ونحن نحتفل اليوم  3 اغسطس  بعيد  ميلاد ابينا مثلث الطوبى والرحمات قداسه البابا شنوده الثالث . اتشرف واتبارك ان اقدم لكم هذه المحاضره الهامه  بعنوان :
(آمين تعال أيها الرب يسوع (رؤ20:22).)
1➖ اننا نقرأ  هذه العبارة في آخر إصحاح من الكتاب المقدس، حيث تتكرر فيه عبارة (تعال) أكثر من مرة. فما هي تأملاتنا في هذا النداء، من حيث علاقة الإنسان بالله؟  
➖أما  أنه إشتهاء لمجيء المسيح الثاني.

وقد كانت هذه الشهوة تلهب قلوب المؤمنين في الكنيسة الأولى في العهد الرسولي. وكانت عيونهم شاخصة نحو السماء من حيث يأتي المسيح مرة أخرى.
وأحيانًا ترد في تحياتهم في رسائلهم عبارة (ماران آثا) (1كو22:16) أي ربنا آت.

وطبعًا تعلقهم بمجيء الرب، كان يعني أيضًا التعلق بالمصير الأبدي حيث يختطفنا الرب معه في السحاب لملاقاة الرب في الهواء.
وهكذا نكون كل حين مع الرب (1تس17:4).

وهكذا نقول "آمين تعال أيها الرب يسوع"... لكي تأخذنا معك. ونتغير، حيث نلبس الجسد الروحانى، في القيامة العامة التي تصحب مجيء الرب (1كو51:15)...

والوجود مع الرب كل حين، بأجساد روحانية، في مجيئه الثاني، لا شك أنه أمر مفرح، نقول فيه "تعال أيها الرب يسوع".
وطبعًا يقول هذه العبارة الأبرار المستعدون لمجيء الرب.

أما الأشرار فيقولون للجبال غطينا وللتلال اسقطى علينا من غضب الله (لو30:23) (رؤ16:6)... نعم، هذا المجيء الذي نقول عنه في القداس الإلهي "المخوف المملوء مجدًا"...

2- أيضًا عبارة "أمين تعال أيها الرب يسوع" يمكن أن يقولها الإنسان في وقت استقباله للموت. يقول له: تعال استلم وديعتك. في يديك استودع روحي. كما قال القديس اسطفانوس أول الشمامسة وقت رجمه: "

أيها الرب يسوع، اقبل روحي" (أع59:7).

الإنسان البار هو الذي يقول ساعة الموت "آمين تعال أيها الرب يسوع". فيتسلم الرب هذه الروح، إذ يرسل ملاكًا يحملها. كما قيل عن لعازر المسكين "مات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم" (لو22:16).

ولذلك ما أجمل ما قيل عن الموت "فلتمت نفسي موت الأبرار، ولتكن آخرتى كآخرتهم" (عد10:23). ذلك لأن موت الأشرار ليس هكذا. بعضهم في ساعة موته يرون مناظر مفزعة. وتأتي الشياطين لتسحب روح هذا الميت معها إلى الجحيم...

الذين في موتهم يقولون "تعال أيها الرب يسوع"، هم مثل بولس الرسول الذي قال "لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك افضل جدًا" (في23:1). أو مثل سمعان الشيخ الذي قال للرب "الآن اطلق عبدك بسلام، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك" (لو29:3، 30).

من الذين استقبلوا الموت بفرح، الشهداء المعترفون، الذين كانت في قلوبهم بلا شك عبارة: آمين تعال أيها الرب يسوع".

تعالَ لكي نختم بك هذه الحياة التي بدأناها بك، وعشناها معك، وقدمناها لك... تعال واستلم آلامنا ودماءنا...

هذه العبارة أيضًا قد يقولها الذين قاسوا من أمراض مستعصية طال أمدها في ألم أو عذاب، فيقولون أخيرًا "آمين. تعال أيها الرب يسوع" لكي تنتهي آلامنا في يديك.
3- أيضًا في انتظار البشرية للخلاص، كانت تقول: آمين تعال أيها الرب".
في العهد القديم، ما كانوا يعرفون اسم يسوع. بل كانوا يقصدون اسمه الآخر "المسيا". وكانوا ينتظرونه ويطلبون أن يأتي. حتى أن المرأة السامرية قالت "أنا أعلم أن المسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك، يخبرنا بكل شيء" (يو25:4).

كانت البشرية تقول "آمين تعال"، لذلك الذي تنبأ عنه الأنبياء، وتركزت حوله الرموز. وأشارت إليه الذبائح.
حاليًا يمكن أن تقول البشرية "آمين تعال أيها الرب يسوع" لتخلص العالم من المادية والفساد والإنحلال، ومن أفكار البدع والهرطقات والإلحاد.
تعال أيها الرب يسوع، وخلص العالم أيضًا من الإنقسام، واقم مصالحة بينه وبين الله...

كان الذين يعيشون تحت حكم الشيوعية في كل ضغوطها وقسوتها، كانوا يصرخون  هذه الصرخة "تعال أيها الرب يسوع". وفعلًا أتى إليهم، وخلصهم في روسيا أو في رومانيا، وفي بلاد الاتحاد السوفيتى. فعادوا يعبدون الله بكل مجاهرة وبلا مانع.

4- أيضًا عبارة "آمين تعال أيها الرب يسوع" ويمكن؟أن تكون استغاثة طلبًا للتوبة
لأن كثيرين يريدون أن يتوبوا، ولا يقدرون... يقومون مرة من سقطتهم، ثم يعودون فيسقطون... ولسان حالهم يصرخ كل يوم "آمين تعال أيها الرب يسوع".
تعال "توبني فأتوب" (ار18:31). من ذاتي لا أستطيع. إنني محتاج إلى معونة إلهية منك، وتهبنى قوة الإرادة وتغير رغبات قلبي. وتنقذنى من هذا السبي الروحي الذي أنا فيه. لقد فشلت كل محاولاتى للتوبة، ولم يبق إلا أن يأتي الرب وينتشلن
( إلى اللقاء  غدا مع الجزء الثانى من هذه المحاضرة الهامه لقداسه البابا شنوده الثالث . بعنوان :
( امين تعال ايها الرب يسوع )  
 اعدها لكم : مجدى سعدالله
الكاتب والباحث فى التاريخ القبطى .