( 1887- 1958 )
إعداد / ماجد كامل 
يمثل الكاتب الكبير سلامة موسي ( 1887- 1958 ) أهمية كبيرة في تاريخ الفكر المصري ؛ فهو  كان واحد  من أوائل من دعوا إلي تبني المنهج العلمي في التفكير . أما عن سلامة موسي نفسه فلقد في يناير 1887 في قرية كفر العفي بمديرية الشرقية ؛ تلقي تعليمه الأولي في المدارس الابتدائية ثم انتقل للقاهرة للدراسة الثانوية سافر إلى باريس عام 1907 ثم استقر في لندن وتعرف علي نشاط الجمعية الفابية ؛ وبعد عودته إلى القاهرة أسس عام 1914 مجلة المستقبل التي أقفلتها سلطات الاحتلال البريطاني ؛ شارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري عام 1920 ؛ تولي رئاسة تحرير مجلة الهلال خلال الفترة من 1923 –1929 وفي عام 1929 أسس "المجلة الجديدة " التي لعبت دورا تنويريا هاما في الثقافة المصرية كما احتضنت كثير من المواهب الشابة مثل نجيب محفوظ ويحيي حقي واحمد رامي ؛زجت حكومة صدقي باشا بسلامة موشي في السجن بتهمة النشاط الشيوعي ؛ انضم إلى جمعية الشبان المسيحيين وكان يعقد بها اجتماعا أسبوعيا ثابتا كان لد دور كبير في تثقيف مئات الشباب سواء القبطي أو المسلم ؛كتب في عشرات المجلات مثل "الهلال – البلاغ – المقتطف – مصر – النجمة – الزهراء – الكاتب المصري – مارجرجس … الخ "خاض في حياته كثير من المعارك الفكرية والثقافية والسياسية الحادة وكان دائما في صف الحرية والديمقراطية والتقدم ؛توفي في 4 /8 /1958  .
 
ولقد أثري الكاتب سلامة موسي المكتبة المصرية والعربية بحوالي 46 كتابا . سوف نحاول في المساحات المتبقية من المقال قراءة البعض منها  ؛  نذكر منها كتاب "مصر أصل الحضارة "  يؤكد سلامة موسي علي فكرة أن الحضارة في العالم كله بدأت في مصر ومن مصر ؛ ويؤكد أن جذور هذه الحضارة ما زالت تسري فينا فهو يقول " وفينا من يعتقد  أن درس الفراعنة  لا يفيدنا كثيرا ؛لأن الصلة قد أنقطعت  بيننا وبينهم في اللغة والدين والسياسة والاجتماع والثقافة والفنون . ولكن هذا الاعتقاد خطأ ؛ فإننا ولا نزال من حيث السلالة مصريون ؛يجري في عروقنا الدم الذي كان يجري في جدودنا قبل خمسة آلاف سنة ( الكتاب السابق ذكره ؛ صفحة 9 ) . 
 
ويختتم كتابه هذا بفصل  عنوانه " قيمة الحضارة المصرية " قال فيه " هؤلاء الفراعنة ؛هؤلاء الآباء هم فخر الإنسانية وسوف يذكرون بالإعجاب بعد آلاف السنين وسوف تذكر مصر أنها القطر الوحيد الوحيد الذي نشأت فيه الحضارة الأولي وعلمت الناس الدين والقوانين والفنون ومباديء العلوم ؛وشعب مصر القديم الذي أسدي إلي الإنسانية هذا الفضل هو من السلالة الميدتيراتية  ؛أي تلك التي عاشت حول هذا البحر المتوسط بشواطئه الأربعة سواء في أفريقيا أو في آسيا أو في أوربا ؛ولا يزال أبناؤها حول هذا البحر وربما يزداد عددهم وتنساح سلالتهم حتي تبلغ الحبشة أو اليمن في الجنوب  أو أوربا الوسطي في الشمال ( نفس الكتاب السابق ؛  صفحة 95 ) . 
 
وبالرغم من إيمان سلامة موسي الشديد  بعظمة الحضارة المصرية ؛إلا انه لم يكن أبدا من دعاة الإنغلاق . بل علي العكس من لك دعا إلي ضرورة الإنفتاح علي العالم  ؛ وقيام ما يسمي بالعالمية؛ فلقد كتب  مقالا شهير في المجلة الجديدة عدد شهر مارس 1930 بعنوان "الوطنية والعالمية" خلاصة ما فيه من افكار ان ما يساعد علي ما يساعد علي انتشار و العالمية نذكر منها  :-
1-سرعة المواصلات وانتشارها . 
2- سوف تساعد سرعة المواصلات علي انتشار الإمراض والأوبئة الأمر الذي لا يجدي معه الحجر الصحي بمعناه التقليدي الأمر الذي يتطلب إقامة هيئة واحدة تشرف علي جميع الأمم وتراقب الأمراض وتعالجها ( وهو ما تحقق بعد ذلك في منظمة الصحة العالمية) .
 3- أننا  في حاجة لدستور أوفي للحريات والحقوق من ذلك الدستور الذي نشر في أيام الثورة الفرنسية فنحن في حاجة إلى حرية سياسية تضمن لجميع الأمم  حقوقها السياسية ( وهو ما تحقق بعد ذلك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة بتاريخ 10 /4-/ 1948 . 
4- من العوامل التي تساعد علي العالمية جائزة نوبل في الآداب والعلوم ؛ وقد نال جائزة نوبل علماء وأدباء من الهند واليابان ؛ وللأسف لم ينلها أحد من مصر للان ( وهو ما تحقق بعد ذلك علي يد نجيب محفوظ في الآداب واحمد زويل في العلوم )                                                                 
5- من الوسائل التي تعمل لتحيق العالمية البريد فهو اتحاد بين جميع دول العالم علي الاشتراك في عمل واحد
6- من اعظم المؤسسات العالمية ذلك المؤسس الزراعي في روما فلقد أنشأه ثري في أمريكا لكي يبحث أحوال الغلال في العالم ( وهو ما تحقق يعد ذلك في منظمة الفاو 
7- واهم الوسائل واقواها هي بلا شك عصبة الأمم المتحدة ؛ ولكن يعاب عليها ثلاثة أشياء أولا أنها ليست عصبة للأمم بل عصبة لحكومات والعيب الثاني أنها مازالت خاضعة لنفوذ الحلفاء وهو نفوذ نأمل أن يزول قريبا أما العيب الثالث فهو ضعفها إذ هي قائمة ألان بالمعاهدات فقط وليس لها جيش أو أسطول ينفذ أرادتها .  
 
كما آمن سلامة موسي  أيضا بأهمية الحرية الفكرية ؛وله في ذلك كتاب شهير بعنوان "حرية الفكر وأبطالها في التاريخ" كتب فيه يقول (وليس من ينكر أن للحرية الفكرية أضرار ولك ليس شيء في العالم نجني منه فائدة دون أن يكون له ضرر ؛وضررها هذا لا يمنع الناس من الانتفاع به )  كما كتب في المجلة الجديدة عدد نوفمبر 1929 يقول (أن حبس الحرية للأفراد ينتهي بالثورة ؛ والطريقة المثلي للفرد والامة هي الحرية التي يساء استعمالها أحيانا  ؛والأرجح أن خير علاج نعالج به إساءة الحرية هي أن تزيد الحرية حتى يألفها الفرد والجماعة ولا يجدون فيها بهذه الآلفة ما يستهويهم إلى التمادي والغلو في ممارستها . 
 
ونذكر أخيرا أنه وضع للشباب قواعد عامة لكيف نقرأ كتابا ؛ وذلك في كتاب شهير له بعنوان التثقيف الذاتي  ؛ حيث قال :- 
1- تصفح الكتاب ككل من خلال الفهرس .
2- قراءة فصول الكتاب حسب ترتيب المؤلف .
3-  يجب ان تجعل الوجبة الذهنية متوازنة فلا تكون كبيرة فنتخم بها ؛ ولا صغيرة فلا نشيع بها .
4- يجب ان  يصاحب قراءة الكتاب تلخيصه كتابة  حتي تعم الفائدة .
5- يجب عليه التركيز في الكتاب قلا يكون مشتت الذهن قبل او اثناء عملية القراءة . 
6- يجب تثبيت  المكان والزمان المخصص  للقراءة حتي تصير عادة  ثابتة . 
 
بعض مراجع ومصادر المقالة :- 
1- دونالد  مالكوم ريد  :- قاموس تراحم مصر الحديثة ؛ ترجمة وتحقيق عبد الوهاب بكر ؛ المجلس الأعلي للثقافة ؛ المشروع القومي للترجمة ؛ 2003 ؛ الصفحات من (696- 699 ) .
2- بعض الكتب المتفرقة لسلامة موسي .