ونحن نحتفل بعيد ميلاد ابينا مثلث الطوبى والرحمات قداسه البابا شنوده الثالث . اتشرف واتبارك ان نستكمل معا هذه المحاضره الهامه
لمثلث الرحمات قداسه البابا شنوده الثالث :
بعنوان : ماران اثا "
الكاتب والباحث فى التاريخ القبطى اعدها لكم : مجدى سعدالله
آمين تعال أيها الرب يسوع (رؤ20:22).)
ثانيا :
5- عبارة "آمين. تعال أيها الرب يسوع"... تقال في فترات التعب والضيق.
الضيق الشديد الذي لا يستطيع الإنسان أن يخرج منه. هذا الذي قال الرب عنه "ادعنى في وقت الضيق. انقذك فتمجدني" (مز15:50). فيقول الإنسان في ضيقه "آمين. تعال أيها الرب يسوع".
وهكذا قال داود في المزمور "لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا. لابتلعونا ونحن أحياء، عند سخط غضبهم علينا... إذن لغرقنا في الماء وجازت نفوسنا السيل" (مز124).
ولكن ماذا حينما دعوت الرب وقلت تعال؟
يقول المرتل "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض" (مز124).
في الضيق يصرخ القلب "يا رب لماذا كثر الذين يحزنونني... كثيرون قاموا على. يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه! (مز3). "الأقوياء قاموا على. والأعزاء طلبوا نفسي. ولم يجعلوا الله أمامهم" (مز3:54). وليس لي إلا أن أقول "آمين. تعال أيها الرب يسوع". لأن قوتي وتسبحتى هو الرب. وقد صار لي خلاصًا (مز14:118).
إذن "قُمْ أيها الرب الإله. وليتبدد جميع أعدائك. وليهرب من قدام وجهك كل مبغضى اسمك القدوس... قُمْ أسرع وأعني" (مز1:70).
"
نعم، تعال أيها الرب. عبارة قالها قديسون وأنبياء كثيرون...
قالوها بكل مشاعر قلوبهم. قالها دانيال وهو في جُبِّ الأُسُود. فأرسل الله ملاكه وسد أفواه الأسود (دا22:6). قالها يونان وهو في جوف الحوت. فأمر الله الحوت فألقاه خارجًا (يون2). وقالها الثلاثة فتية وهم في أَتُّونِ النَّارِ، فإذا برابع يسير معهم شبيه بأبن الآلهة (دا25:3).
كل هؤلاء كانوا في ضيقة، لا يمكن لأية قوة بشرية أن تخلصهم منها.
فلم تعد هناك إلا قلوب تصرخ "تعال أيها الرب يسوع". وسمع الرب واستجاب "أنا صرخت إلى الرب، فاستجاب لي من جبل قدسه" (مز3:3).
هنا ونتذكر عبارة "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب" (مت16:10). فما الذي تفعله الغنم وهي في وسط الذئاب؟! ليس أمامهم إلا أن تصرخ "آمين. تعال أيها الرب يسوع".
وقد كان. أتى فحول قسطنطين الملك إلى مسيحي، وجعله يصدر مرسوم ميلان سنة 313 م. بالحرية الدينية.
وأيضًا أتى وحوَّل اريانوس والي أنصنا القاسي العنيف، حوله إلى مؤمن وشهيد. وهكذا حول الذئاب إلى خراف. وبالمثل حول شاول الطرسوسي إلى رسول تعب في الكرازة أكثر من جميع الرسل (1كو10:15).
6- عبارة "آمين تعال أيها الرب يسوع" تقال أثناء المشاكل التي يبدو أنه لا حل لها... فإذا بالرب عنده حلول كثيرة...
تُقال أثناء مشكلة هامان، الذي هدد مردخاي والشعب كله بالفناء، فإذا بالصليب الذي أعده هامان لمردخاي، يُصْلَب عليه هامان (إس9:7، 10).
ارتفعت هذه الصرخة أيضًا، حينما أمر الأمبراطور أن يسمح لأريوس بالشركة والصلاة. وأمام السلطة التي تتحكم، لم تبق سوى عبارة: "آمين تعال أيها الرب يسوع".
تعال أيها القوي والمخلص والمعين.
تعالَ. لأنك الوحيد الذي يفتح ولا أحد يغلق" (رؤ7:3)... قيلت هذه العبارة مرات في أيام الهراطقة والبدع... وأنقذ الله الكنيسة. وبقى الإيمان إلى يومنا هذا.
7- عبارة "آمين. تعال أيها الرب يسوع" سيذكرها الناس في الأيام الأخيرة، التي سيحل فيها الشيطان من سجنه (رؤ7:20).
نعم، يخرج ليضل الأمم في أربع زوايا الأرض (رؤ8:20). في تلك الأيام سيظهر
الـAnti christ (ضد المسيح) الذي سوف يصنع آيات وقوات وعجائب كاذبة بعمل الشيطان، وبكل خديعة الإثم في الهالكين (2تس9:2، 10). "ولو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جيد" (مت22:24). ويصرخ الناس إلى الرب. ومن أجل المختارين تقصر تلك الأيام...
تلك الأيام التي يبوق فيه الملائكة السبع بأبواقهم المرعبة فتحدث ويلات مخيفة لم تحدث من قبل (رؤ9:8). ولا يكون في وسع الناس إلا أن يصرخوا إلى الرب .
8- عبارة "آمين تعال أيها الرب" تُقَال أيضًا لأجل الكنيسة والخدمة.
نقول فيها: أنت يا رب وضعت الأساس، وبقى أن تكمل البناء وتلاحظه. لأنه "إن لم يبن الرب البيت، فباطلًا تعب البناءون. وإن لم يحرس الرب المدينة، فباطلًا سهر الحارس" (مز1:127).
نحن يا رب نخدم، نعظ، ونتكلم، نرعَى. ولكن أنت الذي تعمل في القلوب. أنت الذي تعطي تأثيرًا للكلمة. أنت الذي تجعل إرادة الناس تميل إلى الخير وتنفذه. تعهد إذن هذه الكرمة التي غرستها يمينك...
لقداسه مثلث الرحمات
نعم، آمين. تعال أيها الرب يسوع. إعط روحًا للمتكلم، وإرادة للسامع. بل نطلب إليك يا رب من أجل الحصاد أن ترسل فعلة لحصادك .
( إلى اللقاء غدا مع الجزء الثالث من هذه المحاضرة الهامه لقداسه البابا شنوده الثالث بعنوان :
( امين تعال ايها الرب يسوع )
.