محرر الأقباط متحدون
في وقت يعيش فيه لبنان حالة من الترقب والخوف بانتظار الرد الذي توعد فيه إسرائيل حزبُ الله اللبناني بعد اغتيال أحد أبرز قادته العسكريين في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، فؤاد شُكر، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أسقف طرابلس بلبنان للموارنة المطران جوزيف سويف الذي شاء أن يسلط الضوء على الجهود الدبلوماسية للكرسي الرسولي معربا عن قناعته بأنها تلعب دوراً هاماً بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط.

مما لا شك فيه أن سكان لبنان وإسرائيل والمنطقة بأسرها يحبسون الأنفاس إذ تشير كل التوقعات إلى اقتراب موعد الرد الذي توعد به كل من حزب الله وإيران بعد عمليتي الاغتيال اللتين ذهب ضحيتهما المسؤول العسكري في حزب الله فؤاد شُكر في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران. وقد تبنت الدولة العبرية هاتين العمليتين، ما حمل طهران وحزب الله على التوعد بالانتقام، في وقت أعلنت فيها القيادات العسكرية الإسرائيلية، وفي طليعتها وزير الدفاع يواف غالانت، بأن كل من سيهاجم إسرائيل سيدفع الثمن غالياً. فيما تحدث رئيس البرلمان الإيراني باقر قاليباف عن "رد ساحق" وعن "عبرة تاريخية" ستُلقن لإسرائيل بعد إقدامها على اغتيال هنية في الحادي والثلاثين من يوليو الماضي.

 إزاء هذه الأوضاع المتشنجة والمشحونة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني وإذاعة الفاتيكان مقابلة عبر الهاتف مع أسقف أبرشية طرابلس بلبنان للموارنة المطران جوزيف سويف الذي أكد أن الشعب اللبناني يعيش حالةً من الخوف المستمر، لافتا إلى أن هذا الخوف لا يقتصر على لبنان وحسب إذ يشمل منطقة الشرق الأوسط كلها، حيث يختبر كل بلد قلقاً بشأن المستقبل. وأضاف سيادته أن الناس لا يعرفون ماذا يمكن أن يحصل، وما إذا كانت البلاد ستواجه حرباً مفتوحةً أو عملية عسكرية مفاجئة ومحدودة. وقال الأسقف الماروني إنه إزاء أجواء انعدام الاستقرار يعيش السكان أوضاعا من الخوف والرعب خصوصا وأن أي عمل عسكري محتمل يستهدف، بطريقة عشوائية، المدنيين الأبرياء، مشيرا إلى أن الوضع يتطلب إدارة متنبهة ورؤية إبداعية كي نتمكن من الاستمرار وسط كل تلك الاضطرابات، وكي تواصل السفينة الإبحار وسط الأمواج العاتية.

تابع المطران سويف حديثه لموقعنا وإذاعتنا بالقول إن الناس يستمعون كل ساعة وكل يوم إلى الحديث عن نسخة مختلفة من الحرب المرتقبة. وعبر عن أمله بألا يتحقق ذلك، لافتا إلى أنه في حال تدهور الوضع سيلحق هذا الأمر ضرراً كبيراً ليس لدى السكان المحليين وحسب. ولم تخلُ كلمات سيادته من الحديث عن وجود العديد من المشاكل التي يعاني منها أصلا المجتمع اللبناني، من بينها انتشار آفة المخدرات وسط الفتيان الصغار، ناهيك عن المعاناة الاقتصادية والأزمات المؤسساتية التي يعيشها لبنان، كشغور المنصب الرئاسي. واعتبر أن هذه المشاكل تساهم في تفاقم الأوضاع في البلاد.

وسط التوتر والخوف السائدين حثّ المطران سويف جميع المؤمنين من ذوي الإرادة الصالحة على العيش بسلام، لافتا إلى أن غياب السلام يعني دائما الحرب. وذكّر بأن السلام يرتكز إلى الحوار والعدالة اللذين هما شرطان أساسيان لبناء مجتمع مستقر ومتناغم. وتحدث سيادته عن وجود مساعي دبلوماسية من طرف لبنان، ولو كانت محدودة، وتضاف إلى الجهود الدبلوماسية الأشمل التي تبذلها البلدان المعنية من أجل تحقيق السلام في المنطقة، معربا عن أمله بأن تتكلل بالنجاح. في ختام المقابلة عبر أسقف أبرشية طرابلس للموارنة عن قناعته بأن دبلوماسية الكرسي الرسولي تلعب دوراً بالغ الأهمية على هذا الصعيد، وقال إن الكرسي الرسولي لا يوفر فرصة إلا ويتحدث عن لبنان وعن السلام.