ماجدة سيدهم

\بيوت الكبار مليانة حاجات كتيرة بنشوف ملهاش لازمة ..مجرد كراكيب.. متمسكين بيها جدا..وحريصين على ترتيبها دايما 

الحقيقة الحاجات دي هي كل ثروتهم  ومصدر صلاحيتهم بعد ما كل شيء بيذبل أدام عينيهم ..مستقبل بينتهي ..وحاضر مش متأكدين منه ..فاللي فاضل لهم هو الماضي بكل مقتنياته او كراكيبه  ..هو الوحيد اللي فاهمهم  وحاسس بيهم ..وهو الوحيد اللي بيصدقهم  وبيطبطب عليهم  لأنه الوحيد اللي عاش معاهم تفاصيل أيامهم لحظة بلحظة ..الماضي هو الوحيد اللي بيسمع كل حكاياتهم المتكررة بإهتمام كأنه بيسمعها لأول مرة بنفس الدهشة ونفس الإحساس  لابيسخر  ولا بيزهق ..

الكراكيب دي فيها تفاصيل كتير اوي مانعرفهاش ..هي الخيط الوحيد اللي بيحسسهم بأنهم لسه  موجودين ..

 بناقش أمي ليه محتفظة بكل الروشتتات القديمةأوي من سنين  وأوراق وفوارغ وخيوط وعلب وفرش واكياس كتير فاضية..قالت لي" دي حاجات مهمة محتجاها انا  بس اللي أعرف قيمتها "..

وتفضل تحكي لي حكايات وكأنها حبيبتي  بتشحن من الذكريات طاقة قوة  واستقرار.. وبكل حماقة  رميت بعضها مالاوش لازمة    للاسف هي مازعلتش ..لكنها حزنت واتحسرت أوي من جواها  ..

ندمت جدا وأنا شايفة عيونها بتلومني وكأني رميت حتة منها ..

 فأوعوا تستهينوا بحاجات وذكريات وأشياء صغيرة  تخص اهالينا الكبار.. دي  مش مجرد  دوشة ولا كراكيب ..دي كل حياتهم اللي هربت منهم في غمضة عين ..في يوم ما هانكون إحنا الكبار..!