( 1831 – 1927 ) 
إعداد/ ماجد كامل
يعتبر البابا كيرلس الخامس هو صاحب  أطول فترة جلوس على الكرسي البابوية ، حيث ظل بطريركا خلال المدة من ( 1 نوفمبر 1874- 7 أغسطس 1927 ) . 
 
ميلاده ونشأته :
ولد   عام 1831 بقرية تزمنت مركز بني سويف ، هاجر به أبواه إلى كفر سليمان الصعيدي المعروف بكفر فرج بمنيا القمح .
 
رسامته شماسا :
فى عام 1843 م  ، تمت رسامته شماسا  على يد الأنبا أبرآم مطران القدس فى ذلك الوقت وهو لم يتجاوز اثنى عشر سنة ، واشتاقت نفسه لحياة الرهبنة ، فتوجه أولا إلى دير  السريان العامر ، وهناك تتلمذ لأحد شيوخ الرهبنة الكبار فى الدير .  وعندما علم شقيقه بخبر رهبنته ، توجه للدير وأخذ يقنعه بالعودة معه إلى القرية حتي اقتنع وعاد معه . 
 
توجهه الى دير البراموس :
لم تطب الإقامة له فى القرية ، لأن تعلقه بالرهبنة ظل شغله الشاغل ، فأخذ يتحين الفرص لتحقيق رغبته وعندما جاء الوقت المناسب توجه الى دير البراموس ، فأستقبله الراهب عوض البرهيمي بكل حب وحنان ، وألبسه  الزي الرهباني ، ودعاه الراهب "حنا البراموسي " وكان ذلك عام 1850 .
 
عمله فى نساخة المخطوطات :
تميز الراهب  حنا بخطه الجميل ، فشغل نفسه فى نساخة المخطوطات التي بالدير ، وكان يقوم بنسخ المخطوطات للكنائس والأديرة ، ويأخذ كفافه من ثمنها ، ثم يوزع الباقي على الفقراء والمساكين . ولما كان الدير فى حاجة  إلى كاهن ، فلقد رشحه الرهبان لرتبة القسيسة ، وكتبوا له تزكية بذلك ، وافق عليها البابا ( كان البابا بطرس  السابع المعروف ببطرس الجاولي  هو البطريرك فى ذلك الوقت ) . وكلف الأنبا صرابامون أسقف المنوفية برسامته قسا عام 1852 م ، وتمت الرسامة  فى كنيسة العذراء الأثرية بحارة زويلة . 
 
رسامته قمصا :
عندما سمع البابا ديمتريوس الثاني   بفضائل القس حنا ، أستدعاه إلى القاهرة ، ورقاه قمصا وعينه كاهنا بالكاتدرائية المرقسية بكلوت بك . ولكن رهبان دير البراموس لم يجدوا بينهم من يسد الفراغ الذى تركه القمص حنا ، فطلبوا من البابا أن يسمح له بالعودة إلى  الدير ، وعندما عاد أستقبله رهبان الدير بكل فرح . 
 
وفى تلك الفترة ، وتحديدا عام 1871 م ،  أستقبل القمص حنا الناسخ مجموعة من رهبان دير السيدة العذراء المحرق ، كان من بينهم القمص بولس غبريال الدلجاوي ( القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة فيما بعد ) . 
 
ترشيح القمص حنا للبطريركية :
بعد  أن تنيح البابا ديمتريوس الثاني فى 18 يناير 1870 م ، مر الكرسي البابوي  بفترة مشاكل واضطرابات  عطلت رسامة  البطريرك قليلا .   حتى تمت رسامة القمص يوحنا الناسخ للبطريركية ، وتمت سيامته بطريركا للكنيسة باسم البابا كيرلس الخامس فى 1 نوفمبر 1874 م الموافق 23 بابه 1591 ش .  فى احتفال  مهيب حضره كبار رجال الأمة ، وفى البوم التالي للرسامة ، قام البابا كيرلس بزيارة الخديوي إسماعيل . 
 
الأعمال الإصلاحية التي قام بها :
1-بدأ البابا كيرلس فور سيامته بإستكمال أعمال بناء الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية  ، فصنع لها الأبواب والشبابيك والمشربيات الفنية الجميلة . 
2-أهتم ببناء بعض القصور الجميلة فى بعض الكنائس مثل ( كنيسة العذراء المعلقة – كنائس المعادي وطره والمعصرة وحلوان وطموه ) .
3-من حيث التعليم ،  أهتم جدا بتثقيف رجال الأكليروس ، فأوجد لهم مدرسة إكليركية في 13 يناير 1875م ، ولكن كان الإقبال عليها ضعيفا ، فأغلقت أبوابها بعد عدة شهور . حتى حانت الفرصة لإعادة إحيائها مرة أخرى فى 29 نوفمبر 1893 ، وفى عام 1902 ،  أشترى لها دار فاخرة فى حي مهمشة  ، ولما  أتم بناءه ، أنتقلت مبنى الإكليركية إليه فى عام 1912 م . 
4- أهتم بتعليم رهبان الأديرة أيضا ، ففى يوم 27 يوليو 1899 ، أنشأ قداسته ثلاث مدارس للرهبان : إحداهما فى الإسكندرية تحت رعاية الانبا يؤانس لرهبان أديرة وادي النطرون ، والثانية ناحية بوش تحت رعاية أسقفى الديرين الشرقيين للأنبا أنطونى والانبا بولا لصالح رهبانهما ، والثالثة بالدير المحرق تحت رعاية أسقفه ولرهبان ديره ، وتدعيما لهذه الحركة أرسل سبعة رهبان للدراسة بالكلية اللاهوتية بأثينا . 
5-تم فى عهد بناء أكبر عدد من الكنائس مثل  ( كنيسة مارمرقس الجيزةعام 1877 – كنيسة العذراء الفجالة عام 1884 – كنيسة العذراء حلوان عام 1897 – كنيسة مارمرقس مصر الجديدة عام 1922 – العذراء مسرة عام 1924 ..... الخ ) . 
6- أهتم قداسته بأديرة الراهبات ، فقام بتجديد دير القديس أبو سيفين بمصر القديمة – دير العذراء ومارجرجس بحارة زويلة ) . وكان يعطف على الراهبات بهذه الأديرة ويجود عليهن من جيبه الخاص . 
7-أهتم قداسته بالتعليم الفني ، فأنشأ مدرسة للصنايع الخاصة بالصبيان لأعمال النجارة والحدادة وغيرها ، وكان مكانها  بجوار كنيسة القديسة دميانة ببولاق . كما افتتح مدرسة أخرى للتدبير المنزلي خاصة بالبنات فى نفس المكان . وتم افتتاح المدرستين مساء يوم الأثنين الموافق 15 يونيو 1903 . 
8- فى عام 1913 ، افتتح البابا كيرلس العديد من المدارس فى  الأزبكية وحارة الروم وحارة زويلة ومصر القديمة والجيزة  .... الخ . 
 
القيام برحلة رعوية إلى الصعيد :-
ففى يوم 25 يناير  1904  ، قام البابا برحلة رعوية لافتقاد شعب الصعيد  ، صاحبه فيها كل من ( الأنبا مرقس اسنا- أنبا باخومويس  أسقف منفلوط ورئيس الدير المحرق – القمص فيلوثاوس المقارى سكرتير قداسته – أرمانيوس بك حنا مراقب الديوان البطريركي – حبيب جرجس – مينا جرجس رئيس حسابات البطريركية ) . وبدات الرحلة عند دير الميمون ، ثم توجه إلى ببا ومنها إلى أشروبة فبني مزار ،ثم مطاي ، ثم توجه إلى ابو قرقاص ومنها إلى  أسيوط ،وزار بعدها طهطا   فاسنا فادفو ثم أسوان ، ومن أسوان أتجهوا  إلى الخرطوم التى وصلوها يوم الجمعة  25 مارس 1904 ، وفى يوم الأحد 27 مارس وضع حجر الأساس لكنيسة جديدة  ،واختتموا الرحلة بزيارة الخرطوم ثم عادوا إلى القاهرة رأسا مساء يوم 2 ابريل 1904 .  وبعد خمس سنين وتحديدا  يوم 25 يناير 1909 ، قام قداسته بعمل رحلة رعوية ثانية إلى بني سويف ، المنيا ، منفلوط ، أسيوط ، جرجا ، أسوان ، حلفا ومنها إلى الخرطوم ، وهناك وضع حجر الأساس  للمدرسة القبطية الكبرى يوم 18 فبراير 1909 .  
 
مشكلة البابا كيرلس الخامس  مع المجلس الملى :
حدثت مناوشات كثيرة فى  تلك الفترة بين البابا كيرلس والمجلس الملى ، وكان السبب الرئيسي لتلك الخلافات أن بطرس غالي ( 1846- 1910  ) طالب أن أعضاء المجلس الملى لا يعينوا من قبل البطريرك ، الأمر الذي لم يوافق عليه قداسته ، ولكن تمت انتخابات بالقوة لم يوافق عليها قداسة البابا ، ولكن الخديو والحكومة أيدوها . ولما فشلت مساعي البابا فى تنفيذ  رأيه ، قبل وساطة بطرس غالي الذي نجح فى  إعادة حق البطريرك فى إدارة ديوان البطريركية .ولكن رفض  أعضاء المجلس الملى هذا الحل ، فعاد الموقف للتأزم من جديد ، وتم تعيين أسقف صنبو رئيسا للمجلس الملى  ، وطالب بعض  أعضاء المجلس الملى إبعاد البطريرك إلى دير البراموس ، ووكيل المطرانية إلى دير الأنبا بولا  ، وكان ذلك خلال عام 1892 ، ويذكر التاريخ أن اسقف صنبو عندما حاول دخول الكنيسة المرقسية للصلاة  بالقوة ، حدثت بعض الأحداث التي تظهر رفض السماء لهذا الأمر . منها أن الأسقف يخطيء ويقرأ فصل  إنجيل يهوذا ، كما سقط الكأس من يده ،فتشاؤوم المصلوان وإعتقدوا  أن الله غير راضي  عن المجلس وأعماله وتعطلت الشعائر الدينية ، وطالب الشعب بعودة  البابا ، فرضخت الحكومة لمطالب الشعب ، وعاد البابا إلي مقر كرسيه مكرما معززا ، وبعد عودته جاء بطرس باشا لزيارته ومعه جميع المحرومين الذين أعترفوا بخطأئهم وطلبوا العفو ،فسامحهم البابا وحلهم من حرمهم  ، كما صفح عن أسقف صنبو بل ورقاه مطرانا . وتم الاتفاق على إرجاع الإدارة  إلى  غبطة البطريرك ، على أن يندب  أربعة من  أعضاء المجلس لمساعدته فى إدارة شئون الطائفة . 
 
شارك البابا كيرلس الخامس فى العديد من الأحداث والمواقف الوطنية نذكر منها : مشاركته فى الجمعية الوطنية والتوقيع على اللائحة الوطنية عام 1879م . التأييد الكامل لثورة أحمد عرابي . حضور إجتماعات الجمعية الوطنية والتوقيع على رفض عزل  عرابي ، عضويته فى مجلس شورى القوانين عام 1883م ، رفض محاولات المعتمد البريطاني لحماية الكنيسة القبطية ، مواجهة الإرساليات الإنجليزية والأمريكية من منطلق الرفض الكامل للتدخل الأجنبي  والوصاية الغربية والتبشير المزيف  ، كما كان البابا كيرلس الخامس على علاقة وطيدة بأقطاب السياسة المصرية                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                
وفى مقدمتهم سعد باشا زغلول (    1859- 1927 ) الذي كان يؤازره ويدعو له بالبركة والتوفيق ، وعندما اندلعت ثورة 19 ، جعل البابا كيرلس الكنائس منابر لخطبة زعماء الثورة . وأمر القساوسة أن يتكاتفوا مع شيوخ الأزهر على توعية الجماهير وحثهم على التضحية والتفاني حتى تحقق الثورة أهدافها من حرية واستقلال ، ولقد ظل البطريرك والزعيم على علاقة حميمية ، حتى انتقل كلاهما إلى الرفيق الأعلى فى شهر واحد وسنة واحدة .
 
المؤتمر القبطي 1911 :
دعا أعيان الأقباط إلى عقد مؤتمر لبحث مشاكلهم الداخلية والخارجية  ، واجتمعت كلمتهم على اختيار مدينة أسيوط مقرا للمؤتمر . فخشى البطريرك من وقوع فتنة طائفية يستغلها الاستعمار ، فكتب للأنبا مكاريوس مطران أسيوط يحذره من هذا الأمر .فتعهد له المطران بعدم حدوث أي مكروه . وأجتمع الجموع فى مؤتمر شعبي عقد  بمدرسة أخوان ويصا ، وافتتح المؤتمر جلساته الأولى يوم  6 مارس 1911 ، وتوالت الجلسات التي تحدث فيها أخنوخ فانوس وتوفيق بك  دوس وغيرهم من كبار المحامين الأقباط ، وبعد انتهاء جلسات المؤتمر تكون وفد من  الحضور ، وتوجهوا إلى سراي عابدين ليقدموا نسخة  من محاضر الجلسات لرفعها إلى سمو الخديوي ، وطلبوا مقابلته شخصيا ، غير أن مندوب الخديوي  أبلغهم أن صاحب العرش لا يرغب في مقابلتهم لأنهم  خالفوا أوامر الحكومة . ولقد حاول الاستعمار أن يستغل مطالب المؤتمر لمصالحه الشخصية عن طريق المعتمد البريطاني السير دون غورست ، ولكن عقلاء الأقباط وعلى رأسهم البابا كيرلس الخامس احتاطوا لهذه لمثل هذه الحركات المشبوهة ، وطالبوا أعضاء المؤتمر بالمشورة الحسنة والنصائح الوطنية الخالصة حتى لا تصدر من أحدهم كلمة يبرر بها المستعمر وجوده فى البلاد .
 
البابا كيرلس برفض  الحماية الأجنبية :
ذات يوم زار المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر البابا كيرلس ، وعرض عليه مشروع حماية التاج البريطاني للاقليلت فى مصر ، فما كان من البابا إلا أن انتهره قائلا " يا ولدي ان الاقباط والمسلمين منذ أقدم العصور يعيشون جنبا إلى جنب ، ففى البيت الواحد يتعايشون معا ، وفى المصلحة الواحدة يجلسون إلى مكاتب مشتركة وفى غرفة واحدة يأكلون من أرض طيبة واحدة ويشربون من نيل واحد ، يتلاحمون فى كل ظروف الحياة فى السراء والضراء معا ولن يستطيعوا ان يستغنوا بعضهم عن بعض ولن نطلب نحن  الأقباط حماية  إلا من الله " .كما ذهب اللورد كشتنر الي الدار البطريركية  على غير موعد ، وهو يقصد أن  يسبر غور هذا البطريرك الزاهد الذى وقف مع عرابى ضد الانجليز ، وأسرع الحاجب إليه وهو يلهث ....  اللورد يا أبانا .... فأجاب قداسته بكل هدوء : ومن يكون اللورد يا هذا ؟  أذهب يا ولد وقل له إن أبانا لا يقابل أحد بغير موعد !! .   
 
علاقة البابا بأثيوبيا :
عندما تنيح الأنبا  أثناسيوس مطران  أثيوبيا عام 1876م  ، أرسل النجاشي خطابا إلى البابا يخبره فيه بوفاة المطران ، ويطلب منه رسامة مطران جديد ومعه ثلاثة أساقفة معاونون ،  فقام البابا بعقد مجمع مع الآباء الأساقفة لدراسة الأمر ، فقرر المجمع الاستجابة لمطالب البلاط الأثيوبي ،  وفى يوم 10 يوليو 1881 ، رسم البطريرك أربعة من الرهبان ، جعل من أولهم مطرانا لأثيوبيا باسم الأنبا بطرس ، والثلاثة الأخرين أساقفة معاونين ، ولقد عرف عن قداسته حبه العميق لأبنائه الأثيوبيين ، فكان لا يغفل عن مطالبهم  ، ويستقبل الوافدبن منهم بكل فرح ، ومما يروى عنه  أنه ذات مرة ، دخل عليه من الشباب الأثيوبيين  ، وبعد كرم الضيافة أخبروه إننا من مسلمي أثيوبيا وقد جئنا للالتحاق بالأزهر الشريف ورأينا أن الواجب يقتضي منا أن نمر أولا على أبوتكم الكريمة لنتزود بدعواتكم الصالحة أسوة بمواطنينا المسيحين ، فبارك البابا شعورهم وقدم لكل منهم منحة مالية مع طاقم من الملابس الأزهرية وأوصاهم عند انصرافهم  إلا يبخلوا عليه بزيارة كهذه كلما اتيحت لهم فرصة .  ويذكر المؤرخون إن حاشية البطريرك كانت تضم عددا من الإثيوبين  نذكر منهم السيد لما تلميذه الخاص وخادمه الأمين الذي استحوذ على ثقة البابا واحترام رجال الإكليروس .
 
تاريخ نياحته : 
تنيح البابا كيرلس الخامس في 7 أغسطس 1927 عن عمر يناهز 96  عاما . بعد أن قضى على الكرسي المرقسي  52 عاما ، و9 شهور ، و9 أيام ، وهي اطول مدة قضاها الأب البطريرك على الكرسي المرقسي رسم خلالها 44 أسقفا ومئات الكهنة والشمامسة . 
 
مراجع المقالة :
1-إيريس حبيب المصري : قصة الكنيسة القبطية من سنة 1870- 1927  ، الجزء الخامس ، مكتبة المحبة ، موقع الكنوز القبطية . 
2-القمص صمويل تاوضروس السرياني : تاريخ البطاركة ، الجزء الثالث ، مكتبة دير السريان العامر ، الطبعة الثالثة ، 2011 ، الصفحات  من 225- 266 .
3- القمص تادرس سعقوب ملطي: قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض الشخصيات الكنسية ، كنيسة مارمينا القبطية الأرثوذكسية بنيوجرسي ،2000 ، الصفحات من (318- 322 ) .
4-الراهب أنطونيوس الأنطوني : وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها من بعد الآباء الرسل حتى عصر ثورة 23 يوليو ( منذ عام 150 الى عام 1952 ) ،الجزء الأول ، الصفحات من ( 397- 399 ) .
5-أمير نصر : الآباء بطاركة الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية ، مراجعة نيافة الأنبا رافائيل ، أبناء الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ، 1999 . 
      6-لمعي المطيعي : موسوعة هذا الرجل من مصر ، دار الشروق ، الطبعة الأولى ، 1997 ، الصفحات من ( 425- 431  ) .
6-مينا بديع عبد الملك :  أعمال الآباء  بطاركة وأساقفة القرن العشرين ، جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ، الطبعة الأولى ، 2004 ، الصفحات من ( 23- 26 ) .