Oliver كتبها
- المسيح إبن الآب.لذلك كثيراً ما شهد عن أبيه الصالح مظهراً لنا مجد أبيه في شخصه الصالح.المسيح إبن العذراء لذلك حين أراد لنا بدء العهد الجديد جعل أمه القديسة البتول مريم هى  السطر الأول فى تاريخ الخلاص و أودع فيها روح النبوة لتفتخر أنها أمة الرب و أن إبنها الرب يسوع هو مخلصها صانع الرحمة لها و لكل الأجيال الذين يتقونه.

- فى الكتاب المقدس رموز و شخصيات و أحداث كانت تمثل مراحل فى شخصية المسيح الرب .و لأنه يحب أمه العذراء فقد أودع في كتابه المقدس شخصيات و رموز و نبوات من أجل تقديم القديسة مريم للبشرية .لو لم تكن العذراء هى تفسيرها ستبقي الرموز مبهمة و المعانى غير مكتملة و يبقي الكثير في الكتاب المقدس مختوم قدامنا .

- لماذا كانت هناك شورية في العهد القديم.و لماذا لما تجرأ بنو قورح و أمسكوا بالشورية بدون كهنوت إبتلعتهم الأرض.ما هى قيمة الشورية إن لم تكن تشير لأم إبن الله.لأنها تحوي الجمر دون أن تختلط به.العذراء حوت المسيح جنينا لكنها لم تأخذ منه لاهوته النار الآكلة. الشورية تظل شورية مهما حوت من الجمر.الشورية بقيت درساً عميقاً للتجسد.

- لماذا كان تابوت العهد من خشب لا يسوس مغطي بالذهب ؟ ألم يمكن صناعته من الذهب كاملاً بلا خشب؟ أليس هذا أثمن و أكثر بهاءاً؟ بالقطع لا.لماذا ؟ الخشب رمز الناسوت و الذهب رمز اللاهوت.العذراء هى أحشاء للذهب (هى الخشب الذى لا يسوس ) الذى إحتاج ذهب الخلاص.العذراء لها مثل كل الناس حاجة لمن يحفظها من الموت.يخلصها من أجرة الخطية.لولا الذهب ما صار الخشب ثميناً و لولا التجسد من العذراء ما نالت العذراء هذا التكريم. لقد إكتسى الخشب بذهب الخلاص لكي يبقي ثميناً إلى الأبد.فلو إستبعدنا العذراء من تفسير التابوت فماذا يبقي من تفسير؟

- عصا هرون التي أفرخت بلا زرع  أليست العذراء التي ولدت بلازرع بشر بل بالروح القدس.ألا يكتمل المعني الروحي لهذه العصا حين يرتبط ببتولية العذراء و ولادة المسيح منها بالروح القدس و هو نفس ما ينطبق على الباب الذى رآه حزقيال الذى دخل إليه السيد (حل فيه المسيح بالجسد) و بقي مغلقاً( دوام بتولية العذراء).فإن لم تكن العذراء عصا أفرخت و باب حزقيال المختوم فهل يكتمل لنا المعني .

- لو لم تكن العذراء هى السحابة التي حملت الطفل يسوع هاربة إلى أرض مصر فما معني السحابة بدون العذراء؟ألا يعني مكانتها فى السماء لذلك أسماها سحابة . إن الوحى المقدس إستخدم شخصية العذراء القديسة مريم ليمنحنا المعاني الواضحة لتلك النبوات و الرموز و الأحداث و الشخصيات .

- كان في حواء الأولى شيئاً يحن إلى نسل المرأة (العذراء والدة المسيح) الذى يسحق رأس الحية.كان فى راحيل شيئا من العذراء و في إستير جانبا منها .كانت المعاني مستترة حين رتل داود على أوتاره يتغني بإبنة صهيون و بالمدينة الجديدة و بالهيكل المقدس.كان في قلب سليمان المعاني مستقرة و هو يشير إلى الملكة التي جلست عن يمين الملك و هو يشدو قصيدة حب العريس للعروس .و ما زلنا نرتل تراتيلهم.

- نعلم أن الكتاب المقدس هو مصدر إيماننا الأول.هذا الكتاب الذى للعذراء فيه مساراً ثابتاً يجعل للعذراء ركناً هاماً في إيماننا. هذا المسار العذراوى في الكتاب المقدس يتلخص فى آية :هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني .لقد طوب الأنبياء العذراء قبل أن تولد .و بعدما صارت أم الله نطوبها من جيل إلى جيل. نحن نعجز عن تتبع كل الرموز و النبوات فى مقال يحوى تلميحات فقط تثبت أننا لن نفهم الكثير فى الكتاب المقدس بدون إيماننا بعظمة العذراء أم الله المكرمة.

العذراء القديسة مريم هى أول كنيسة بشخصها.ظللها الآب ,قدسها الروح القدس و فيها سكن الله مع الناس..صارت الهيكل الأعظم.بكل ما للهيكل من توقير و مهابة.الروح القدس فى بطنها عرش الله على الأرض.لنكرمها بدون تردد.

- إن كان الله قد وهب العذراء هذا الزخم الجارف فى العهدين فلماذا هؤلاء الذين يدعون أنهم يكرمون المسيح يقللون من شأن أمه ؟كيف سيفرح بإكرامهم و هم لا يوقرون أمه؟ الذين ينكرون مجد العذراء خاسرون أمومة العذراء.فمن له شفيعة أمينة مثلها و لا يستغل شفاعتها يخسر فرصة عظيمة يقترب بها من إبنها المسيح الرب.من يكرم أم الله يكرمه إبن الله.إذا كان الذين تطاولوا على الشورية الرمز لم ينجوا من غضبه فماذا سيفعل بالذين يستصغرون أمه الشورية الحقيقة.