حمدي رزق
يسعدك، إعلان البنك المركزى أمس الأول الأربعاء، تصاعد تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال شهر يونيو الماضى، وللشهر الرابع على التوالى، بمعدل (٦٥.٩ ٪) لتسجل نحو (٢.٦) مليار دولار، مقابل نحو (١.٥) مليار دولار خلال شهر يونيو ٢٠٢٣.

فيهم الخير، ومعقود فى نواصيهم الخير، تحويلات أولادنا بالخارج شهدت خلال الفترة (إبريل- يونيو ٢٠٢٤) ارتفاعًا بمعدل (٦١.٤ ٪) مسجلة نحو (٧.٥) مليار دولار، مقابل نحو (٤.٦) مليار دولار خلال نفس الفترة العام الماضى.

بارك الله فى الرجال، المصريون فى الخارج يكدون ويتعبون ويشقون، يجتهدون بشرف، ويكدحون بعرق، ويحولون إلى مصر حصاد تعبهم وشقاهم، دوما عند حسن الظن.. ونحن لهم من الشاكرين.

إعلان البنك المركزى يؤشر على نجاعة الإجراءات الإصلاحية التى تم اتخاذها فى (٦ مارس الماضى) التى كبحت جنون الدولار فى السوق السوداء التى استقطبت التحويلات بعيدا عن مسارها الطبيعى، البيع كان هناك والقبض هنا بعيدا عن صالات البنوك، والدليل التحويلات ارتفعت بأكثر من الضعف عن ما حققته قبل ٦ مارس، حيث اقتصرت فى فبراير تحديدا نحو (١.٣) مليار دولار فقط.

الحمد لله عادت التحويلات إلى سياقها الطبيعى، عادت بحس وطنى دافق، وعلى وقتها كما يقولون، تعوض نقص إيرادات قناة السويس بفعل حرب غزة، كم نحن فى أمسّ الحاجة إلى تدفق التحويلات التى تعد مصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية، وداعمًا رئيسيًا للاحتياطى النقدى فى البنك المركزى، هل من مزيد؟!.

ارتفاع أرقام التحويلات ما بعد ٦ مارس، قبل أن تدل على الوفاء من جانب هؤلاء المقدرين، تؤشر على إحباط مؤامرة الجماعة الإرهابية وأذنابها لحجب التحويلات الدولارية من الخارج، كانت مؤامرة جد خطيرة.

سماسرة الإرهابية ووسطاؤها فى الخارج، خاصة فى منطقة الخليج العربى، قطعوا الطريق ككلاب السكك العقورة على تحويلات المصريين، كانوا يشترون الدولارات من المنبع بأسعار خرافية فوق أسعار البنك المركزى قبل ٦ مارس.

لعبوا على وتر الربح السريع العابر للحدود، لتجفيف موارد النقد الأجنبى من الخارج، وتجفيف السيولة فى الداخل، وحرمان الخزانة المصرية من التحويلات المليارية، الإخوان أنفقوا على مخططهم الجهنمى إنفاق من لا يخشى الفقر.

وربك للمصريين جابر، انزاحت الغمة، وعادت التحويلات سيرتها الأولى دافقة فى عروق الاقتصاد المصرى، ويلزم الاحتفاء والحفاوة بهؤلاء المرابطين على ثغور الوطن فى الخارج، خط الدفاع الأول، ومورد الاقتصاد الأول، والمربوطين بحبل سرى بالوطن لا يغيب عن ناظريهم لحظة.

تحية مستحقة لهؤلاء القابضين على الجمر فى شتات الغربة، من لم يجرّب الغربة قعودًا فى وطنه لا يشعر بمعاناة هؤلاء فى بلاد غير البلاد، الغربة وما أدراك ما الغربة، ثقيلة الوطأة على النفس، صعيبة الغربة، أعوام فى الغربة تجعلك تتمنى يوما فى حضن الوطن.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، هؤلاء المكافحون المثابرون المخلصون يحدثون فارقًا، هؤلاء أولى بالرعاية والتواصل الحميم، ورسائل الرئيس إليهم فى كل المناسبات الوطنية تحمل تقديرًا وعرفانًا، وما جزاء الإخلاص فى نصرة الوطن إلا نصرتهم فى غربتهم، ربنا معاهم.
نقلا عن المصرى اليوم