هاني لبيب
قرأت على السوشيال ميديا «بوست» غير محدد مصدره أو صاحبه وكاتبه، عن الاختلافات بين عقل الرجل وعقل المرأة، ووجدت تفاعلا غير طبيعى عليه بالتأييد، باعتبار أن ما جاء به هو معلومات غير قابلة للنقاش.

يؤكد هذا البوست المزعوم أنه من السهل على المرأة تعلم لغات جديدة.. بعكس الرجل الذى من الصعب عليه تعلم اللغات الجديدة.. ولذلك تكون الطفلة الأنثى أذكى من الطفل الذكر. وهى فكرة لا أساس لها من الصحة سواء تعليميا أو عقليا.

ويقول إن «مخ» المرأة صمم للتركيز فى أكثر من شىء فى وقت واحد، فيمكنها متابعة التلفزيون والتكلم فى التليفون أو ممارسة أعمال المنزل فى وقت واحد..

بعكس الرجل، فعقله مصمم للتركيز فى عمل واحد فقط.. فلا يستطيع الرجل مثلا التحدث فى التليفون أثناء مشاهدة التلفزيون، ونجده يقوم بخفض صوت الراديو أو إغلاقه للتركيز أثناء القيادة. وهى فكرة فاسدة لا أساس علميا أو عمليا لها.

يؤكد البوست أن عقل الرجل يحتوى على مساحة كافية للمهارات التحليلية، وأنه إذا عرضت عليه خريطة يمكنه تحليلها، وفهم المشكلة وإيجاد حل بسرعة.. بعكس المرأة التى من الصعب عليها إدراك التفاصيل الموجودة فى الخريطة، وهى بالنسبة لها مجرد خطوط. وهو افتراض يتعارض مع منطق وصول المرأة لتولى مناصب هامة فى مجالى الطيران والفضاء ودراسة علوم الأرض.

اللطيف، أنه يقر بأن الرجل يمكنه القيادة مسرعا، والتحكم فى السيارة والاتجاهات، وإذا قابله أى عائق يمكنه التفكير بسرعة وتفاديه.. أما المرأة فيلزمها الوقت لإدراك وجود عائق على الطريق والتفكير فيه.. وكأنه لا يرى كم السيدات اللاتى يتحركن فى الشوارع لدرجة أن بعضهن يقدن سيارات نقل ضخمة.

يظهر البوست الرجل وكأنه ملاك.. يفشل فى الكذب على المرأة إذا كانت أمامه، بينما يمكن للمرأة أن تكذب عليه بمنتهى السهولة. وهو افتراض يتجاهل ما تتعرض له المرأة من خداع وغدر واستغلال وتوظيف وتسليع من العقل الذكورى الكاذب والمخادع.

لا أعرف من أين جاء كاتب البوست بفكرة أنه عند مواجهة الرجل العديد من المشاكل، يقوم عقله تلقائيا بتصنيف المشاكل، وفصل كل مشكلة، ثم يبدأ فى التفكير فى حلول لكل مشكلة على حدة.. بعكس المرأة التى لا يستطيع عقلها تصنيف المشكلة!. ويفترض أنها غالبا ما تلجأ لمساعدة الآخرين، وتحتاج دائما إلى من يسمعها، وبمجرد البوح عن مكنوناتها يخف عنها حمل المشاكل بغض النظر عما إذا وجدت حلا لها أو لا..

كلمات متناقضة وأفكار خادعة.. تستغل مرجعيتنا وتربيتنا وسلوكنا الذكورى.. لبث سمومها الفكرية.

نقطة ومن أول السطر..

المقارنات بين المرأة والرجل.. هى فى تقديرى.. مقارنات فاسدة ومغلوطة وموجهة من أصحاب العقل الذكورى؛ للتقليل من شأن المرأة والحط من كرامتها بشكل يبدو منطقيا وعلميا لتبدو معلوماته حقيقية.. رغم كذبها وضلالها.

نعم، جميعنا عقليات ذكورية.. دون استناء أحد منا سوى من تخلى عن كل تلك الموروثات المتخلفة التى أصبحت عائقا ومانعا فى تمكين المرأة من الحصول على حقوقها.
نقلا عن المصرى اليوم